استنكر د. طلعت عفيفي وزير الأوقاف فتوى قتل متظاهري 24 أغسطس مؤكدا أنها كانت صادمة بشدة وغير منطقية. وقال عفيفي في سياق حواره في برنامج "الحياة اليوم" اليوم (الأحد): "نأتي بقيادات جديدة في الوزارة ونتمنى للقيادات القديمة أن يثيبهم الله عن الفترة التي قضوها في الدولة". وأشار إلى أن حركة التغييرات التي تمت في الوزارة لم تكن تصفية حسابات أو لأسباب انتقامية كما تردد. وأكد: "نحن ننتمي إلى الأزهر في المقام الأول، ولا نقوم بأخونة الوزارة أو سلفنتها كما يتردد، ونحن نحب جميع التيارات ونتلاقى معها، ولكننا جميعا علماء في الأزهر". وحول منع الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة أشار إلى أن هذا الأمر شرعي يعود إلى منع الإسلام للصلاة في القبور أو المساجد التي تكون فيها الأضرحة في اتجاه القبلة. وشدد على أنه لا يقول أن من يصلي في مثل هذه المساجد فإن صلاته باطلة. وعن فصل صاحب الرأي وصاحب الفتوى عن اتجاهه الفكري أشار: "هل صاحب الفتوى يقول آراء صادمة يخالف بها الإجماع؟ إن كان كذلك فهو أمر مرفوض، أما إن كان الأمر محل اختلاف فلا مشكلة". وشدد عفيفي على أن الظروف السياسية في الفترة الأخيرة كان بها محاولة لإضعاف دور الأزهر. وأكد عفيفي أن هناك قنوات فضائية إسلامية تدعو إلى أفكار متطرفة، وأن من يظهرون على القنوات يجب أن يؤخذ منهم إن كانوا مؤهلين ومشهود لهم بالوسطية والاعتدال. وعن ضوابط ظهور المشايخ على الشاشات فالأمر يحتاج إلى ضوابط عامة، بخلاف الأمر بالنسبة إلى الأطباء، لأن هناك وزارة تعطي تراخيص للأطباء، مشددا على أنه يتواصل مع جميع القنوات في حالة ظهور أمور متطرفة أو فجة أو غير طبيعية مثل فتوى قتل المتظاهرين، وأنه سوف يعترض وقتها على ما حدث أمام الجميع. ونفى عفيفي حدوث توتر في العلاقة بين مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف، خاصة مع وزراء الأوقاف السابقين الذين كانوا على علاقة طيبة مع مؤسسة الأزهر الشريف، موضحا: "حينما تم ترشيحي للوزارة ذهبت إلى شيخ الأزهر لأنني ابن من أبناء الأزهر، ولا أضع في حساباتي الكلام الذي يتردد عما يقال إنه مجاملات، وكنت موجودا في إفطار الأزهر الذي أقيم للترحيب برئيس الجمهورية". وأكد أنه من دلائل العلاقة الطيبة أنه حينما وجهت له دعوة لخروج أحد أبناء الأزهر للتحدث عن التعليم الأزهري في دولة تونس قام بتوجيه الخطاب مباشرة إلى شيخ الأزهر لأنه المعني بالأمر. وأكد عفيفي أن من تم استبعادهم من الوزارة من قبل بسبب مواقفهم السياسية تم عمل اختبارات لهم، وعندما ثبتت كفاءتهم تمت إعادتهم إلى أماكنهم مرة أخرى، ولم يعد هناك تدخل للأمن مطلقا في اختيارات الوزارة في الأئمة، وإذا أخطأ الإمام الآن فتتم محاسبته من قِبل من هم في مثل قامته. وأكد أنه لا توجد أي قيود أمنية الآن على الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف. وشدد عفيفي على أن هناك فسادا موجودا بداخل هيئة الأوقاف والوزارة، وأنه يحاول أن يحد منه، خاصة في توزيع الأجور، وفي الريع القادم من أوقاف الدولة. وأشار عفيفي إلى أن أئمة الأوقاف تم تحديد مرتباتهم ويأخذونها من الحكومة، وهي رواتب هزيلة مقارنة بأمثالهم، خاصة أنهم يعملون في مهن أخرى مثل وقوفهم في المحلات أو العمل في قيادة "التوك توك"، وهناك مشروع كادر أجور للأئمة لإغنائهم عن مثل هذه المهن. ونفى عفيفي ما تردد عن قيامه بإلغاء الموالد والمناسبات العامة، وأنه ليس من سلطاته أن يقوم بإيقافها، ولكن من سلطاته أن يتم توجيه المجتمع إلى بعض الضوابط التي يجب أن تتم في الموالد والمناسبات، وهي من باب النصيحة فقط وليست منعا، لأنه لا يستطيع منعها هو أو غيره.