أ ش أ قالت صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها اليوم (الأحد) إن جنوب السودان يحتفل غدا بمرور عام على انفصاله، هذا الاحتفال الذي يأتي في وقت لم تبذل فيه الجهود الكافية لتقييم الأخطاء المتراكمة التي أدت مع الوقت لأن ينفصل جزء من الوطن العربي عنه، وهي تعود لتذكرنا بالواقع المرير الذي لا يزال السودان عاجزا عن الخروج منه. وأضافت الصحيفة أن "السودان دخل خلال هذا العام في حرب مع جنوب السودان على المناطق الغنية بالنفط الواقعة على الحدود بينهما، وانتهت تلك الحرب المحدودة بلا غالب ولا مغلوب؛ لكون كلتا الدولتان في التقييم النهائي خاسرتين سواء من جراء ما حدث أو نتيجة تراكمات عقود من السياسات الخاطئة". وتابعت: "بعد مرور عام على انفصال جنوب السودان ثبت أن واقعه ليس بأفضل حالا، فجنوب السودان رغم حصوله على الكعكة الأكبر من حصة النفط السوداني لا يزال يرزح تحت الفقر وغياب أي خطة تنموية أو إرساء دولة القانون، ولا تزال السياسة في جنوب السودان رهن التحالفات والتجاذبات القبلية التي لا يوحّدها سوى حالات العداء مع جيرانهم في الشمال، ودون ذلك فإن التناحر السياسي الداخلي أصبح سيد الموقف في جنوب السودان، مما يفتح الباب أمام إسرائيل مستغلة هشاشة الوضع هناك، والغياب العربي التام عن جنوب السودان". وترى "الوطن" أن الحال في الشمال السوداني ليس بأفضل، فخسارة جزء كبير من عائدات النفط إضافة لسوء الإدارة جعلت الوضع الاقتصادي السوداني في أسوأ أوضاعه، وليس أبلغ على ذلك من خطة التقشف التي أعلنتها الحكومة قبل أسابيع، وكانت سببا في الاحتجاجات والتظاهرات التي اندلعت في الخرطوم وعدة مدن. يعاني السودان من عدد كبير من المشاكل اليوم بجانب الوضع الاقتصادي المتردي، فالوضع في دارفور لا يزال سيئا، وكذلك في منطقة كردفان وشرق السودان ومناطق النوبة؛ بسبب التهميش الذي عانته تلك المناطق، وليس مستبعدا عودة الصراع المسلح بين الحركات في تلك المناطق والحكومة بسبب سوء الأوضاع. ولكن التطور اللافت هو التظاهرات الشبابية التي خرجت في العاصمة، فخروج السودانيين في ثاني جمعة يمثل تحديا للنظام لم يكن متوقعا، ورغم صغر حجم هذه التظاهرات إلا أنها تمثل نسبيا جرس إنذار للنظام لإعادة ترتيب وضعه، وأنه بات على باب الربيع العربي، فكل عوامل اشتعال الأوضاع في السودان حاضرة اليوم، وأهمها شعور الشباب السوداني بفشل حكومته المتتالي في معالجة أي من التحديات التي تمر بها البلاد اليوم.