السلام عليكم.. أنا بجد تعبانة جدا ومخنوقة، أنا باصلي ومع ربنا دايما.. بس اللي تاعبني إني منفصلة ومعي بنتان وقاعدة مع والدي ووالدتي. المشكلة إن أبوهم جبان مش بيهون عليه القرش، فلما بييجي يزورهم كل شهر ممكن يجيب حاجات بس المتطلبات أكبر.. وأنا مش عاوزة أتقل على ماما وبابا.
أنا بجد شوفت واحد زميل في العمل منفصل واتمنيت يكون أب لبناتي؛ هو محترم جدا بس خايفة، أنا اللي بحبه وباتمناه بس مش عارفة أعمل إيه.
نفسي ربنا يقربه مني، ونفسي ماحسش إني اللي باعمله غلط إني بافكر مجرد التفكير إن يكون راجل جنبي ويحس بيّ ويخاف على بناتي، وفي نفس الوقت مش عايزاه يحس مجرد إحساس إني بحبه وباتمناه.. دلوني أعمل إيه.
Nagha
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة، أما بعد..
مشكلتك صديقتي العزيزة صعبة جدا لأنك لا تفكرين بعقلك، ومشاعرك مع الأسف ممكن أن تحوّل مشكلة والد بنتيك الذي -الحمد لله- يراهما ولو مرة كل شهر، والحمد لله ينفق عليهما ولو القليل، تتحول من مشكلة إلى كابوس يوم يأخذهما لتربيهما زوجته إذا كان متزوجا، أو أمه حتى يتزوج، هذا إذا كان شهما، وسيأخذ بنتيه حتى لا تربيان في حضن رجل غريب.
أما إذا كان ندلا وجبانا كما تقولين فسيترك لكِ بنتيه، ولن يكون زميلك الغافل عنك زوجا محبا يرضى بك وببنتيك وهو لم يسعَ إليكِ أصلا، ولن يصر أن تكوني له حتى لو ضحى بهناه مع زوجته المشغولة عنه ببنتيها، يعني ليس من السهل إقناع رجل لا يفكر فيكِ أن تكوني شريكة حياته أنتِ وبنتين؟ وليس من السهل أن تتزوجيه بمفردك بعد أن تتركي بنتيك كليا لأمك ترعاهما وتتركي لها ما يدفعه أبوهما من أموال بالإضافة إلى نصف راتبك أيضا.
والسبب في كونه صعبا أن يرتبط بك وببنتيك هو أنك لا تعرفين مشكلته التي انفصل من أجلها من زواج سابق، وهل يمكن أن يكون زواجك حلا وتعويضا عما سبق أم مشكلة جديدة؟ وهل يمكن إصلاح العلاقة بينه وبين زوجته ويعود إليها أم لا؟ وهل لديه أطفال؟ وهل سيتركهم لأمهم ويبقى ندلا مع أولاده أم سيأتي بهم لكِ لتربي الجميع، أولاده وأولادك؟ وأشياء كثيرة ليس منها على الإطلاق أمنيتك أن تتزوجي من رجل لمجرد فقط أنه منفصل.
خلاصة قولي.. ليس بالأماني تعالج المشكلات الحقيقية الواقعة في الحياة، ومشكلتك الحقيقية هي أنك صغيرة في السن وتحتاجين رجلا ليكون شريك عواطف ومشاعر، وهذا صعب الحصول عليه لأنك مطلقة، أو هو تقريبا مستحيل لكونك حاضنة لطفلتين في حاجة إلى أم وأب ورعاية نفسية قبل الأكل والسكن والتعليم والعلاج.
ونصيحتي لكِ وإن كانت صعبة، إنما حاولي وجربي عسى الله أن يجمع المتفرقين بعد أن ظن كل واحد منهما أن لا تلاقيا، بمعنى حاولي الرجوع إلى والد بنتيك؛ فهو الوحيد الذي سيوفر عليكِ مشكلات لا تتخيلي مقدارها وصعوبة مواجهتها، خاصة أنك لا تملكين ما يمكنك أن تستقلي بنفسك عنه، فأنت في بيت أهلك مع بنتيك، وبيت الزوجية الذي تحلمين به لا بد أن يكون لك ولهما، وهذا طبعا صعب.
ثانيا.. ما معك من أموال لن يكفيكِ إذا قطع أبو البنات النفقة؛ لأنك لم تعودي حاضنة ولأن بنتيه ستصبحان في حضن غريب، وعليكِ أن تدخلي المحاكم التي لا تحكم بسرعة، وإذا حكمت لا ينفذ الرجال أحكامها نكاية في الزوجة التي تركت الأمومة لتستمتع بالزواج.
حاولي صديقتي الرجوع إلى زوجك ولو للونس ولعلاقة الرجل بالمرأة من أجل بنتيك، حتى لو تزوج يكفيك منه القليل من أجل أعين البنات، أو اصبري حتى ييسر لك الله من يقع في حبك وطلق لأنه لا ينجب وفي حاجة إلى الحب منك ومن الأولاد، أو رجل يضحي من أجلك ومن أجل بناتك، فيكون لك ولهما السكن الهادئ المستقر ولا تتكرر تجربتك وتكون النتيجة رجوعك إلى أهلك بطفل جديد.
راجعي نفسك وفكري.. في كل اختيار تضحية، فقارني بين التضحيات ولا تتركي نفسك لتقعي في بئر أنتِ وبناتك بعد أن كنت في مجرد حفرة.