أنا كنت عايزة أستفسر عن حاجة مهمة جدا، أنا اتمنيت إنسان وكان نفسي فيه بس عمري ما صارحته، والحكاية دي فضلت سنين، ولما وصلت أولى جامعة اتقدم لي الإنسان ده، طبعا كنت طايرة من الفرحة؛ حسيت إن حلمي القديم اتحقق، وتمت الخطوبة. أنا اتعلقت بيه جدا وكنت صريحة معاه لدرجة إني كنت باقول له على حاجات ماينفعش إني أحكيها، يعني الإنسان ده كلمني وقال لي أنا مثلا بحبك أو معجب بيكي، لدرجة إني لو حد أنا ماعرفوش ماشي وقال لي أي حاجة أنا كنت باروح أقول له، وبعدين كنا بنتخانق دايما، بس كنا بنرجع تاني لبعض على طول.
أنا كنت بتأسف له وهو بيتأسف لي، وكان دايما يقول لي أنا ماقدرش أعيش من غيرك ومفيش أي حاجة هتقدر تفرقنا عن بعض، وأنا هاستحمل أي حاجة علشانك وهاضحي بأي حاجة بس نفضل عايشين مع بعض على طول، وأنا بحبه جدا واتعلقت بيه جدا جدا.
وبعدين لقيته في ثانية اتغير خالص وكلامه بقى متناقض، يعني كل اللي كان بيقوله لي بقى يقول عكسه، وسبنا بعض، وأنا اتكلمت معاه وحاولت معاه كتير وخليت ناس تكلمه، بس مش عارفة فيه إيه، اتغير تماما، بقى قاسي أوي، بس أنا لسه متعلقة بيه أوي ولسه باقية عليه، لأني أنا حاسة إن فيه حاجة غريبة.
كلامه ليّ ماعادش زي الأول، أنا صليت صلاة استخارة وحلمت بيه طول الليل، وحسيت إن حد بيكلمني وبيقول لي هيرجع تاني، وبعدين هو كان بيقول لي أنا فكرت كتير في الموضوع وجيت على نفسي فيه، وكان بيقول لي في ناس كتيرة تتمنى إن إحنا نسيب بعض، أعمل إيه؟ أرجوكم فيدوني، نفسي أستريح، أنا مش عارفة أذاكر وامتحاناتي قربت، ساعدوني أرجوكم.
sademzezo
عزيزتي.. يؤسفني ما حدث كثيرا، ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لهذا أريدك أن تكوني قوية، وأن تكوني إنسانة على قدر الموقف، وعليك أن تنحي هذا الأمر في الوقت الراهن جانبا، وأن تهربي من التفكير فيه بالتفكير في مذاكرتك، وفي الامتحانات التي هي على الأبواب.
فلا تخسري مستقبلك العلمي لأجل أي شيء مهما كانت أهميته، أعلم أن هذا أمر صعب، ولكن ينبغي أن تجعليه نوعا من التحدي، وأن تكوني على قدر هذا التحدي، وأنا واثقة أن الامتحانات سوف تأخذك قليلا من التفكير في هذا الأمر.
وبعد الانتهاء من الامتحانات على خير إن شاء الله، عليك أن تعيدي التفكير فيما حدث بينك وبين هذا الشخص مرة أخرى، فربما تكونين قد بالغت في صراحتك معه بشكل أزعجه منك، أو جعله يكتشف نقاطا في شخصيتك لم تعجبه، وشعر أنه لن يستطيع أن يكمل حياته معك، لأنك لست الشخصية التي كان يتمناها أو يتوقعها، فقد أخلفت ظنه بك.
ويجب أن أنصحك بشيء يا عزيزتي، نعم الصراحة مطلوبة بين أي اثنين، ولكن الصراحة في الأمور المهمة والمفيدة، وليست الصراحة لمجرد الصراحة، فليس كل ما يُعرف يُقال، وليس كل شيء يُحكي، فكان من الخطأ بالقطع أن تحكي له أن هذا قال لك إنه معجب بك، وهذا صرح لك بكلمة حب، لأن هذا سيشعره بالضيق والغيرة، ويجعله يشعر أنك غير قادرة على أن توقفي الناس عند حدهم، وأنك تتعاملين معهم بشكل يُجرئهم عليك، أو شيء من هذا القبيل.
لذا عليك أن تدرسي الأمر جيدا، وأن تعرفي أين أوجه التقصير بالضبط، وليس هذا لأنك تريدين أو ترغبين في العودة إلى هذا الشخص، ولكن هذا لكي تتعلمي من تجاربك، ولا تقعي في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها من قبل.
ثم من الممكن أن تجعلي أحد المقربين منه والذي تثقين فيه، وتثقين أنه لن يخبره بأنك أنت من طلب منه معرفة الأسباب الحقيقية التي تركك من أجلها، يمكنه أن يخبرك بالأسباب الحقيقية، أو بوجهة نظره في هذا الأمر، ومبرراته لما فعل، وعندها عليك أن تعرفيها لمجرد العلم بالشيء ولا تحاولي أبدا أن تتحدثي إليه، أو أن تحاولي العودة إليه، حفاظا على كرامتك وكبريائك، فأي تصرف سيكون ضدك وليس في صالحك.
وأنصحك بالتقرب إلى الله بالصلاة والدعاء والاستغفار، وأنا على ثقة أنه سيقف إلى جانبك، وسوف يخرجك مما أنت فيه في أقرب وقت إن شاء الله وسيعوضك خيرا عن هذا الشخص في القريب العاجل.