كان حفل توقيع أول كتب الفنان أحمد حلمي الذي حمل اسم "28 حرف" في دار الشروق، يشبه إلى حدّ كبير إطلاق دعوة مفتوحة لحضور حفل عمرو دياب مجاناً! في كلا الحالتين ستضمن حضور الآلاف من الجمهور والمعجبين، ومعهم عدد لا بأس به من مصوّري الفضائيات والصحف، ليبقى الفارق الوحيد أن عشاق دياب سيأتون فقط من أجل فنّه، بينما عشاق حلمي سيأتون من أجل فنان بدرجة أديب، وأديب يكتب بحسّ الفنان. "بص وطل" كان هناك؛ ليسأله عن كل ما يتعلق بتجربته الأولى في عالم الكتابة، ويبارك له على مولوده الثاني "28 حرف" الذي حمل إهداء طفلته الأولى "لي لي". • كيف بدأت تجربتك مع كتابة المقالات؟ - لم أكن أتوقع أن أكتب مقالات ذات يوم، حتى طلبت مني جريدة "الشروق" أن أكتب لها مقالا، وكان ذلك بالتزامن مع استعدادات مصر لمباراتها التاريخية مع الجزائر في تصفيات كأس العالم، فكتبت مقالا بعنوان "ماليش في الكورة"؛ حيث إنّي بالفعل غير متابع لها ولا من عشاقها، إلا أن تشجيع مصر واجب وطني؛ لما يمثله انتصارها من فرحة وسعادة وفخر لكل المصريين، ثم طلبت مني جريدة "الدستور" الأسبوعية أن أكتب لها بشكل منتظم مرة كل أسبوع. • هل كنت تتوقّع أن تحقق كل هذا النجاح؟ - لا أحد يستطيع الحكم على موهبته الكامنة داخله، وتحديد ما إذا كانت موهبة أم وهما، فالذي يغني في الحمام مثلاً يظنّ أن صوته حلو، لذا قمت بتجميع مقالاتي بعد الاحتكاك بجمهوري وقراءة ردود أفعالهم وتعليقاتهم على ما أكتب. • من أين كنت تستمد أفكار مقالاتك؟ - فيه ناس بتتكون داخلها طاقة ومشاعر معينة؛ بسبب ما يحدث حولها من أحداث، فيخرجونها في الفن سواء بالتمثيل أو الغناء، وآخرون يخرجونها في الرياضة، بينما هناك من يفرغها في الخناق والتشاجر؛ لأنه لا يعرف كيف يخرجها بشكل صحيح، أما أنا فأخرجت الطاقة والمشاعر المتكونة داخلي تجاه الأحداث المحيطة بي في المجتمع عن طريق الكتابة. • الكتابة الصحفية أو الأدبية لها قواعدها، فماذا فعلت حتى لا تحوي مقالاتك أي أخطاء تتعارض مع قواعد الكتابة؟ - قامت دار الشروق بهذا الدور، حيث راجعت كل مقالاتي وقامت بتصحيح أي خطأ؛ لأني كنت أعتمد على إحساسي ورؤيتي في الكتابة، لكني لا أعرف متى أضع نقطة أو فاصلة وغيرها من الشروط والقواعد في فنّ الكتابة. • وما سر تسمية كتابك ب"28 حرف"؟ - كنت حائرا للغاية بخصوص عنوان أول كتبي، قبل أن أجد من بين المقالات مقالا بعنوان "28 حرف"، فقررت الاستقرار عليه ليكون اسم الكتاب، خاصة أن اللغة العربية تتكون أبجديتها من 28 حرفا هم الذين يشكّلون مليارات الكلمات التي ننطقها أو نكتبها، لتعبر عن معاني وأوصاف كثيرة متباينة ومتناقضة، مثل الخير والشر، الحب والكره، الحرب والسلام، وغيرها من الكلمات. • متى ستقوم بتكرار التجربة مرة أخرى؟ - حتى الآن لم أقرر الخوض في كتابة كتب أخرى، وكل ذلك يرجع إلى ردّ فعل الجمهور على الكتاب الحالي. • قمت بإهداء الكتاب إلى روح والدك، وكتبت: "أبى.. أين أنت؟ هل تراني كما أراك دوما في منامي؟ رحمك الله"؟ - أعتزّ كثيرا بوالدي الذي أراه مثل عدد كبير من المصريين، كموظف عاش بسيطا شريفا اهتمّ بتربية أبنائه وتحقيق السعادة لهم قدر المستطاع، وشعرت بأنني مدين له بالكثير مثل أي ابن يحب والده؛ لما وجده فيه من تجسيد لمعاني الأبوة والحنان والحب، وقد أثر فيّ والدي في الكثير من جوانب حياتي، ويظهر هذا التأثر على سبيل المثال في مقال بعنوان "كابينة خمسة" الذي تخيّلت فيه حواراً يدور بين أي مواطن بسيط وصديقه من طبقة الكادحين.