أ ش أ لم يكد العام الجديد يسقط أوراقه الأولى حتى انفجرت فضيحة أدبية وفنية خطيرة في النرويج، وتطايرت شظاياها عبر الدول الاسكندنافية المجاورة في شمال أوروبا؛ لتشكل قضية يتابعها الرأي العام في هذه الدول. فقد قام كاتب وممثل نرويجي بتزوير واختلاق أعمال أدبية نسبها لأهم كاتبين في تاريخ النرويج؛ وهما: هنريك إبسن وكنوت هامسون، وباع هذه الأعمال المختلقة بمبالغ كبيرة لأشخاص بل ولجهات عامة في مقدمتها دار الكتب النرويجية. وتقول صحيفة The Observer البريطانية إن قضية الانتحال الغريبة أمسكت بخناق الدول الاسكندنافية كلها التي تعتز بإبسن على وجه الخصوص، ولم تكن قاصرة في شمال أوروبا على النرويج. ويشعر خبراء الأدب في النرويج بالحيرة والحرج؛ بعد أن تبين أنهم ابتلعوا الطُعم، واعتقدوا أن هذه الأعمال المنتحلة والمزورة هي أعمال حقيقية؛ لكنها مجهولة لأهم أديبين في تاريخ بلادهم. وتكتسب الفضيحة المزيد من الخطورة والإثارة؛ لأن بطلها جيير أوف كفالهايم هو كاتب وممثل نرويجي، فيما يجرى حاليا التجهيز للاتهامات التي ستوجه له رسميا لمحاكمته في شهر إبريل القادم. وهنريك إبسن أحد أهم كتاب المسرح في أوروبا والعالم أجمع، ويلقب ب"أبو المسرح الحديث" وكتب 26 مسرحية، وتأتي شهرته في عالم المسرح بعد شكسبير على الفور، ولد هنريك إبسن في مدينة سكيين بالنرويج في عام 1844، وبدأت شهرته مع ثاني مسرحية له وهي "عربة المحارب" عام 1850. ومن أشهر أعمال إبسن مسرحية "بيت الدمية" التي واجهت نقدا شديدا وقت عرضها على المسرح عام 1879؛ حيث كانت المسرحية تعتبر كالقنبلة الموقوتة، وتهدد الاستقرار العائلي في تلك الفترة؛ وهو ما جعل إبسن يغير من نهايتها بعد ضغط شديد عليه من المجتمع.