كشفت مؤخرا جريدة Wall Street Journal في تحقيق مثير عن تطوير المواطنين في أفغانستان لأسلوب دفاعي فعّال؛ لتجنّب الاعتقال أو التعذيب على يد جماعة طالبان المتشدّدة؛ وذلك بعد أن واجهوا طوال الفترة الماضية العديد من المصاعب على نقاط التفتيش التي تُقيمها جماعة طالبان في المناطق التي تُسيطر عليها داخل أفغانستان. جماعة طالبان عمدت طوال الشهور الماضية على تفتيش أغلب المارّين بنقاط التفتيش التي تُقيمها، وكانت لا تكتفي بمجرد تفتيش حقائب المارين، بل كانت تفتشهم ذاتيا، وتفتّش أيضا هواتفهم المحمولة؛ بحثا عن أي معلومات أو مواد ترشد عن المتعاونين مع قوات التحالف الدولي؛ ولكن أثناء هذا التفتيش إذا ما عثروا على مواد مخالفة للشريعة الإسلامية من أغنيات وأفلام؛ فإنهم يُلقّنون صاحب الهاتف درسا لن ينساه، بدايةً بتكسير الهاتف على رأسه، مرورا بإجباره على أكل شريحة الاتصال، وصولا إلى ما هو أقصى من ذلك. نتيجة لذلك؛ حرص الأفغان على إضفاء الطابع "الطالباني" على هواتفهم، من خلال الاعتماد على رنات الهواتف تحديدا لتجنّب خطر طالبان؛ فهي رنات تمجّد في طالبان، وتحمل الطابع الجهادي والمعادي للغرب، كما أن العديد من الأفغان أصبح يعتمد الآن على شريحة هاتف ثانية يضعها في جهازه بمجرد مغادرة المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية؛ اتقاءً لشر جماعة طالبان التي قد تواجههم على الطريق. ومن المنتظر أن يتسع نطاق هذه الرنات "الطالبانية" في ظلّ الاتساع المتوقّع للمناطق التي تسيطر عليها طالبان، مع سحب القوات الأمريكية لثلث قواتها في أفغانستان في شهر سبتمبر المقبل.