المرشحون المحتملون للرئاسة.. اسم تسمعه كل يوم منذ قيام الثورة، وتسمع عن تحركاتهم وعن أقوالهم وغيرها الكثير. وتكاد لا تخلو الصحف يوميا من تصريحات كثيرة لكل مرشحي الرئاسة، وفي الوقت الذي يرى البعض أن هذه التصريحات لا محل لها من الإعراب، في مثل هذه الأوقات المتوترة وأن كل مرشحي الرئاسة لا يسعون حقا لحل المشكلات المتواجدة على السطح بالقدر الذي يسعون به بالظهور وإمساك مواقف سلبية للمنافسين. في الوقت ذاته نجد أن لكل من المرشحين أنصار يروا في مواقفه الصواب الكامل، ويجد كل نقيصة في مواقف منافسيه. ولذلك ونحن في وقت حاسم ومهم من حياة الوطن قررنا أن نذهب في رحلة داخل صحف اليوم؛ لنلقي نظرة على تصريحات مرشحي الرئاسة. ففي الوقت الذي تتداخل به الانتخابات البرلمانية واحداث مجلس الوزراء وتتناثر التصريحات بين ميادين التحرير في مصر وميدان العباسية. نجد تصريحا للمرشح المحتمل للرئاسة مرتضى منصور في جريدة الأخبار، يتحيز به منصور ضد ميدان التحرير مؤكدا: "بعد أن كان ميدان التحرير رمزا للثورة والحرية أصبح رمزا "للبمبة والأحمر"؛ فسيدات مصر الشرفاء لا ينامون في خيام في التحرير، والثوار الحقيقيون هم الذين تواجدوا في الميدان من 2 إلى 28 يناير -حسب ما قال- أما البلطجية فلا يمكن وصفهم بالثوار"، وفي الوقت نفسه فقد صرح منصور : "الإعلام الفاسد كان يعمل لحساب نظام مبارك، واليوم يعمل لحساب مجموعة من الصبية التي تحرق كنوز مصر"، متهما القنوات الفضائية بأنها تتاجر بدم الشباب لإدخال البلاد في نفق مظلم. ونأتي لسؤال مهم.. منذ متى والسيد مرتضى يشكر في التحرير أو الثورة ليتكلم عن الثوار الحقيقيين؟ بل أين رأى الثوار في التحرير من 2 - 28 يناير؟ وهل كانت هناك ثورة أصلا يوم 2 يناير؟؟ هل كان يراهم أثناء تظاهره في ميدان مصطفى محمود وهو يسب الثوار ويسخر منهم؛ لأنهم عيال اسمهم "وائل وتامر" كما قال؟؟ لو تركنا تصريحات مرتضى منصور لننتقل لجريدة الأهرام، والتي تنقل اليوم أربعة تصريحات مختلفة لأربعة من مرشحي الرئاسة المحتملين.. ثلاثة تصريحات منهم تناقلتها أغلب الصحف المقرءوة.. أما الرابع فنجد توفيق عكاشة -مالك قناة الفراعين- ينفي عبر خبر في الجريدة احتجازه في بلقاس بالمنصورة، وهو الخبر الذي تبادلته كل الصحف والمواقع والبرامج مساء أمس الأول (الأربعاء)، ورأى الجميع فديوهات لشباب وهم يهتفول "فلول فلول.. أنزل أنزل". إلا أن عكاشة كان له رأي آخر في أحداث بلقاس؛ حيث يرى أن الأمر مجرد إشاعة، مؤكدا أنه كان يتناول العشاء عند أحد أصدقائه بالمدينة، وأن ما حدث كان تظاهرات حب وتأييد من قِبل أنصاره. لنترك حالة الحب التي عبر عنها مواطنوا بلقاس لعكاشة والتي سجلتها مقاطع فيديو اليوتيوب، وتعليقات فيس بوك وتويتر المليئة بالبط وعدد أعواد الجرير في الحزمة وننتقل لمرشح آخر. فعمرو موسى أيضا نقلت عنه الأهرام -بالإضافة للمصري اليوم- تعليقه على حكم محكمة القضاء الإداري في قضية كشوف العذرية؛ إلا أن التعليق كان كعادة النخبة هذه الأيام عبر التويتر؛ ليصف الحادثة في كلمات مقتضبه بأنها كانت خطأ جسيما، ولم يكن يجب أن تحدث أصلا، مضيفا أنه تجب محاسبة المسئول عن هذا الحادث، وضمان عدم تكراره. الحقيقة بالرغم من أن موسى هو أول مرشح منذ بداية المقال يتحدث في شأن عام؛ فإنه غالبا توفيرا للنفقات ستجرى انتخابات الرئاسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا أغلب المرشحين يوفرون طاقتهم وتفاعلهم مع الجمهور ويحدثونا عبر 140 كلمة في التويتر. أما أطرف تعليقات مرشحي الرئاسة اليوم؛ خبر أتى في المصري اليوم لحازم صلاح أبو إسماعيل -المرشح المحتمل للرئاسة- قائلا إن منصب رئيس الجمهورية لا يشغله أو يستهويه على الإطلاق؟!!! والسؤال هو كيف يكون مرشح رئاسة ومنصب الرئاسة لا يستهويه؟ ولكن أبو إسماعيل يفسر: "إن أمريكا تعمل ليل نهار في غرفة عمليات لا تتوقف، وتجري مقابلات مع سياسيين ومرشحين؛ بهدف تمرير رئيسا على هواها ومزاج إسرائيل، لإعادة النظام السابق مرة أخرى؛ للحفاظ على مصالحها"؛ ولذلك فإن أبو إسماعيل على ما يبدو قد ترشح لأفساد خطط أمريكا، وإن كان هذا هو سبب ترشحه فقط، فربما عليه ألا يضغط على نفسه كثيرا ويسيب أمريكا لسياسيين. أما رئيس الوزراء الأسبق صاحب أشهر بلوفر في تاريخ مصر، فلم يفرط في بلوفره الشهير وهو يبدأ جولته الانتخابية من منطقة السيدة زينب، ونقلت جريدة اليوم السابع ذهاب مرشح الرئاسة إلى محل الرحماني ليشرب سوبيا، ويعد بوضع المواطن المصري نصب عليه، وهذا يدعونا للتسائل أيضا.. أليس المواطنون المُراق دمهم في قصر العيني ومجلس الوزراء مصريين أيضا يستحقوا كلمة من السيد رئيس الوزراء الأسبق في الحكومة المعينة من قِبل الرئيس المخلوع!! نختم جولتنا مع تصريحات مرشحي الرئاسة المحتملين بتصريحات البرادعي في المصري اليوم؛ حيث استنكر الدكتور محمد البرادعي إعلان الفريق أحمد شفيق، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلا: "إن إعلان رئيس وزراء مبارك، الذي أسقطته الثورة، نيته الترشح ليكون رئيسا؛ يعني أن النظام السابق حي يرزق؛ لكني سأقول له: الثورة ستنتصر". كما موسى فإن البرادعي تعرض للشأن العام أيضا منتقدا تقييد بعض الشباب المصابين في الأحداث الأخيرة لمجلس الوزراء بالكلبشات في أسرتهم؛ بالرغم من وجود حراسة أمنية عليهم، متسائلا عبر موقع تويتر: "متى سنفهم معنى الإنسانية ونتعامل مع الجميع على حد سواء؟". مرة أخرى سنسأل متى سيترك مرشحوا الرئاسة كراسيهم المريحة ويهبطوا للمواطنين وللشباب في الميادين ليئازروهم؟ متى سيتوقف البرادعي عن إرسال كلام "زي الفل" على حساب التوتير الخاص به من منزله؛ لينقل لنا صدى تفاعله مع الشباب من الميدان؟! وليحتك بالمواطنين على القواع بعيدا عن العالم الافتراضي. في النهاية فإن مرشحي الرئاسة هم جزء من الحالة العامة المرتبكة في الوطن، بعضهم هناك أمل به؛ ولكنه ما زال لا يسير بشكل حقيقي مع نبض الشارع، وبعضهم يمكننا أن نشاهده مع طبق من البوب كورن في فترة المساء لنضحك قليلا وربما نبكي، فصدق المتنبي حين قال: "وكم ذا بمصر من المضحكات .. ولكنه ضحك كالبكاء".