أنا عندي مشكلة كبيرة وأرجو الرد عليها بسرعة؛ لأن الوقت مش في صالحي.. أنا شاب عندي 26 سنة مريت بتجربة حب صادقة مع زميلتي بالجامعة، وقمت بخطبتها، وأنا شاب متدين حتى أني لم أمس يديها طول الخطوبة، وظلت الخطوبة سنتين، وأنا كنت متفق معاهم من بداية التقدم لها على الجواز بعد ثلاث أو أربع سنين كحد أقصى؛ لأني مسئول عن نفسي بالكامل، وكذلك مسئول عن أمي بالكامل، ولكن المشكلة ظهرت من أمها بعد سنتين من الخطوبة (والظاهر أنها رأت عريسا أفضل مني) وكانت تريد شقة بجانبها، وأنا عندي شقة صغيرة في منطقة شعبية، فلم ترض بها الأم.. المهم فسخوا الخطوبة؛ لأنهم أصروا على الشقة الإيجار الجديد بجانبهم، وأنا رفضت؛ لأني مش معايا فلوس للإيجار الجديد. فاتت سنة بعد فسخ الخطوبة وأنا في قمة التمزق النفسي؛ فأنا لم أخطئ في شيء معهم، وكان هناك حب كبير في قلبي لها، ولكني تعلّمت أني لن أتقدم لأي بنت إلا بعد ما أكون مجهز كل حاجة. لكن المشكلة أني قابلت بنت صاحبة خلق ودين، وانجذبت إليها وأعجبت بها، ولكن المشكلة أنني لسه مش مجهز حاجة، عندي شقة قديمة في بيت قديم، ومش مجهز أي حاجة؛ وأمامي خياران: الأول: أن أتقدم إليها وأشرح بوضوح لأهلها إني هاجهز نفسي خلال ثلاث أو أربع سنين كحد أقصى (علما بأنني مسئول الآن على الإنفاق على والدتي كليا). الثاني: أن أنسى أمر الارتباط والزواج نهائيا، ولكني أخاف ألا أجد من أحب بعد سنوات تضيع من عمري، خاصة أني لن أتزوج زواج الصالونات، بل أريد فتاة أتعامل معها وأرى سلوكها الطبيعي في العمل. فهناك من يشجّعني على الارتباط؛ لأن الفتاة التي اخترتها مؤدبة وممكن تضيع مني لو لم أسرع في التقدم لها، وهناك من يحذّرني من الارتباط ومصاريف الارتباط وعدم التجهيز وغلاء الأسعار وغير ذلك... والحقيقة أني خائف جدا من التقدم لها ثم بعد عام أو عامين تفسخ الخطوبة، فهذه ستكون الصدمة الثانية التي لن أفيق منها أبدا.. أرجوكم أفيدوني بسرعة؛ لأني محتار جدا. ولكم جزيل الشكر Medo arabic دعني أتناقش معك في بعض التفاصيل التي ذكرتها في رسالتك ولفتت نظري؛ حتى أتمكن من أن أستخلص لك حلاً يريحك من هذه الحيرة التي تؤرّقك، فأنت منذ بداية رسالتك تقول إنك قد أحببت فتاة وتقدمت لخطبتها بالفعل، ولكن نظراً لظروفك الصعبة قد قمت بالاتفاق مع أهلها أن الزواج سيتم بعد ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر؛ حتى تتمكن من تجهيز الشقة ومستلزمات الزواج الأخرى، وأهل الفتاة قد وافقوا ولكن بعد مرور سنتين من المدة المتفق عليها، قاموا بفسخ الخطبة؛ لأنهم (حسب ما تقوله) قد رأوا عريساً أفضل لابنتهم.. وحتى الآن لا يوجد مني أي تعليق؛ لأن ما حدث يعتبر قسمة ونصيب، ولكن ما أودّ التعليق عليه هو الآتي.. أنك تأتي بعد ذلك في الجزء الآخر من رسالتك لتقول إنك بعد مرور عام على فسخ خطبتك على هذه الفتاة قد رأيت فتاة أخرى مال لها قلبك، ولكن المعضلة والمشكلة هنا أنك لا تزال في حاجة لمزيد من الوقت أو مزيد من السنوات؛ لتكوّن نفسك، حتى تستطيع أن تخطب هذه الفتاة الجديدة! ودعني أجري معك حسبة بسيطة حتى أوضح لك ما أريد قوله في هذه النقطة، أنت في البداية اتفقت مع الفتاة الأولى على 3 أو 4 سنوات لتكوين نفسك، مرّ منهم سنتان + سنة إضافية مرت عليك بعد تركك لخطيبتك = ثلاث سنوات أي المدة التي طلبتها من الفتاة الأولى لتتمكن من تكوين نفسك، وبالرغم من مرور السنوات الثلاثة تلك لم تتمكن من تكوين أي شيء، وتأتي لتتعرف على فتاة ثانية لتريد أن تطلب منها أن تمنحك نفس المهلة لتعيد تكوين نفسك! فأين كنت إذن طوال الثلاث سنوات الماضية ما دمت تريد ثلاث أو أربع سنوات أخرى؟ هل حاولت فعلاً أن تعمل بجد واجتهاد لتوفر المال اللازم لتكوين نفسك، أم إنها مجرد أيام وشهور وسنوات تمر في حياتك لتوهم نفسك ومن ترتبط بها بأنك تعمل فقط؟! صديقي العزيز.. دعني أوضح لك أنك الآن في السادسة والعشرين، وقد ضاع من عمرك ثلاث سنوات هباء دون أن تفعل فيهم ما قد وعدت به، وتريد ثلاث أو أربع سنوات إضافية لتعيد تكوين نفسك؛ أي إذا فرضنا صدق نيتك في الأمر ونجاحك فيه فسيكون عمرك حينها 30 عاماً على أحسن تقدير، فهل أنت مدرك حقيقة الأمر؟! والمشكلة الأخرى أنك تريد إشراك فتاة معك في هذا الأمر، أي أنك تريد أن تطالب هذه الفتاة التي أعجبتك بانتظارك ثلاث أو أربع سنوات حتى تتمكن من تكوين نفسك، أي بمزيد من التوضيح تريد منها أن تضيع من عمرها ثلاث أو أربع سنوات لتنتظرك "ويا عالم هتقدر تعمل حاجة ولا لأ"!! أرى أن طلبك هذا إجحاف منك في حق تلك الفتاة، فأنت إن كنت تريد تحقيق شيء على الأقل كنت تمكّنت من هذا في السنوات الماضية من عمرك عندما كنت مرتبطا بالفتاة الأولى، ولكنك تريد أن تظلم هذه الفتاة الثانية معك، وهو الأمر الذي أراه منك غير منصف أبداً. حلّ مشكلتك يا صديقي هو أن تبدأ فعلا في السعي والاجتهاد لتكوين نفسك حقاً، وعندما ترى أنك قد تمكّنت ونجحت من إنجاز شيء، وقتها اسعَ وابحث عن فتاة تناسبك، وبإذن الله سيوفقك الله في إيجاد فتاة ترتاح لها وتحبها، لكن أن تعيد ما فعلته مرة ثانية لا أظن أنه سيجدي نفعاً، وقد يظلم فتاة بريئة معك ويزيد من جراحك.