السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب عمري 26 سنة، مريت بتجربة حب مرة واحدة، واستمرت لمدة 6 سنين، 3 منهم ارتباط عاطفي و3 خطوبة رسمية. عشنا مع بعض الحلو والمرّ؛ بس كانت ظروف الحياة أصعب مني ومنها، وفكرنا قبل كده في الزواج السري أو العرفي؛ بس بعد تفكير أنا رفضت لأنه مش كان ينفع لأني بحبها حب جنوني، فإزاي الإنسانة اللي باحارب عشانها وأخسر وأرجع أحارب أعمل فيها كده أو أخلي ليها صورة مش كويسة قدام الناس؟! مريت بظروف صعبة جداً جداً لدرجة إني فكرت إننا ننفصل وكل واحد يروح لحاله ونكون أصدقاء أو إخوات. وبعد تفكير لمدة طويلة قررت إني أنفصل، وتمّ بالفعل؛ لكن كانت المفاجأة لقيت فيها إنسانة تانية غير اللي أنا أعرفها، عايرتني إني مش قد المسئولية وإنها خسرت سنين عمرها معايا، وأنا عايش أصعب أيام حياتي. عشت الاكتئاب بكل أنواعه؛ لدرجة إني فكّرت في الانتحار عشان تتأكد إني بحبها؛ ولكن جه ميعاد اليوم المقرر، وسقط عليّ الخبر كالموت بأنها اتقدم لها عريس وموافقة عليه وسوف تتخطب له في أقرب وقت. كل ده راح وانتهى والحمد لله.. فُقت من اللي أنا عايش فيه، وباحمد ربنا إنه نجاني من الخطيئة اللي كنت هاعملها وإنه وضّح لي كل شيء.. أنا دلوقتي بعد 6 أشهر اتعرفت على بنت أصغر مني بحوالي 4 سنين.. أنا باحس ساعات إني معجب بيها، وساعات تانية باشوف الإعجاب ده في نظرتها؛ ولكن كل ما آجي أقول لها إني معجب بيها أشوف الإنسانة اللي كانت في حياتي فأقوم راجع تاني. إيه رأيكم.. أكلمها، ولا بلاش وأعيش زي ما كنت عايش، أو أعيش لحد ما يحلّها ربنا من عنده؟ s. سأبدأ معك يا صديقي العزيز من أول الحكاية؛ فأنا لن أستطيع إهمال ما ذكرته من تفاصيل مهمة في أول رسالتك، بأنك استمريت في حبها لمدة 3 سنوات، واستمرت فترة خطوبتكما لمدة 3 سنوات أخرى؛ ولكنك لم تذكر لي ما هي أسباب انفصالكما؛ غير أني أستشعر من كلامك أن السبب كان من ناحيتك أنت؛ بدليل اتهامها لك بأنك تخلّيت عنها وأضعت عمرها معك. وأنا لا أستطيع أن ألومها في اتهامها لك؛ فضياع 6 سنوات من عمرها ليس بالشيء السهل، ولا تعتقد أن زواجها من شخص آخر هو شيء هيّن عليها؛ ولكنها شعرت بالخيانة وأنك تخلّيت عنها؛ فالفتاة تحب من رجلها أن يكون مقداماً شجاعاً يخطفها وقت الخطر لا أن يتركها لأسباب تعتقد هي -مهما كانت- أنها أسباب تافهة. أراك تتعامل يا صديقي مع الأمور بمنظور ضيّق وسطحي، وهذا بدليل أنك اخترت أن تنتحر وتخسر دينك وربك لتُثبت لحبيبتك أنك لا تزال تحبها ولم تتخلَّ عنها؛ ولكن كان في مقدورك بالمقابل أن تتمسك بها وتحاول أن تزيل سبب المشكلة، وها أنت ذا تعيد نفس الكرّة في علاقتك الأخرى؛ حيث إنك لا تزال تتعايش مع ذكرى حبيبتك الأولى وتراها أمامك، وفي نفس الوقت تريد أن تعلّق فتاة أخرى بهواك! صديقي العزيز.. نصيحتي لك هي أن تحاول أن تتصالح مع نفسك أولاً؛ فأنا أشعر أن هناك خطباً ما بك أو أن لديك أزمة ما، وحاول كذلك أن تنسى حبيبتك الأولى؛ فأنت مَن تركها واخترت لنفسك هذا المصير؛ لذلك حاول أن تتكيف معه، وبعد أن تتأكد من أن جميع جراح نفسك قد شُفيت تماماً، حاول أن تبحث عن فتاة ترتاح معها تماماً وتجد لديها الحب؛ سواء كانت هذه الفتاة التي تصغرك ب4 سنوات أو أي واحدة أخرى. وأريد أن أهمس في أذنك يا صديقي بأنه قبل أن تأخذ أي خطوة جادة تجاه إحدى الفتيات يجب أن تتأكد جيداً من مشاعرك تجاهها حتى لا تعيد الكرّة وتظلمها معك أو أن تتسبب لها في الآلام. وأدعو الله أن يوفقك لما فيه الخير.