أنا فتاة في ال27 من عمري، ارتبطت بشاب في نفس عمري منذ 3 سنوات لكنه أقل مني في المستوى المادي والاجتماعي والعلمي، لكنه إنسان محترم وعلى خلق ويحمل صفات أتمناها في شريك حياتي، ومنذ بداية تعارفنا وعدني بإكمال دراسته وبدأت معه في الترتيب لمستقبلنا، حتى وفقه الله وأصبح يمتلك مشروعا يُدخل له ربحا أكثر مما كان يحلم، لكن مشكلتي الآن أنني تركت عملي قبل التعرف عليه؛ لرغبتي في ذلك، وعندما تعرّفت عليه كان هو أيضا يرفض فكرة عمل المرأة، ويرفض خروجي من المنزل، ولم أعترض على كل هذا؛ لأنني لم أكن من هواة الخروج الكثير بطبيعتي، وتمر أشهر دون أن أخرج من المنزل، وطوال هذه الفترة يقابل بالرفض من أهلي وما زلت أتمسك به كما يتمسك بي، وأرغب فيه كشريك عمر، لكن ما تغير الآن أنه يماطل في إكمال دراسته ويصارحني بأنه فقد رغبته في ذلك بعد استقرار مشروعه، وهو يعلم تماما أن هذه عقبة كبيرة لارتباطنا، والمشكلة أيضا أنني أملك رغبة في العمل هذه الفترة؛ لأنني مللت الانتظار، وأشعر بفراغ يؤلمني، علما بأنني كنت أعمل في الجامعة وظلمت وحصلت على حقي بالقانون، وبعد ذلك رفضت عملي بالجامعة؛ لأنه طلب مني ذلك، وضحيت بما دافعت عنه سنوات؛ لأنه كان أهم وأكبر من أي شيء، وكنت ارتبطت به وهو يعلم رغبتي في ترك العمل. الآن أنا لا أملك رغبة في أي شيء سوى وجوده، ولا أستطيع أن أضحي به من أجل أي شيء، لكنني الآن أريد أن ألتحق بفرصة عمل أخرى جاءتني مؤخرا حتى يوافق أهلي وأرتبط به؛ لأنني مللت الانتظار وساءت حالتي النفسية جدا، لكنه يرفض ذلك تماما؛ لأنه اختارني منذ البداية وأنا لا أعمل وأدرك مدى رفضه لذلك، ولا يقتنع بأنني تركت فرصة من الصعب أن يضحي بها أحد ولا يقدّر ذلك، وما يريده أن أظل في المنزل حتى يوافق أهلي على ارتباطي به، ولا يقبل أن أشغل وقتي هذه الفترة في العمل، وأنا أصر على ذلك لأنني تعبت من الفراغ والآن يخيرني بين الشغل وبين بقائه معي.. ماذا أفعل؟ Way islam صديقتي العزيزة.. رسالتك تتضمن عدة جوانب مهمة وخطيرة، تحتاج حقا إلى تفكير وتروّ واستشارة حتى تتوصلي في النهاية للرأي الصواب بإذن الله، وأتمنى من الله أن يوفقني في نصيحتك. دعيني أبدأ من حيث انتهيت في رسالتك، وبعيدا عن فتاكِ، لقد قررتِ بنفسك أن تتركي عملا كافحتِ من أجله، فلا تبحثي عن سبب أو شخص آخر لتلقي عليه باللوم؛ لأنه من الواضح جدا من رسالتك أنكِ لا تهوين كثيرا الخروج للعمل، وهذا ليس عيبا في حد ذاته؛ لأن لكل منا اهتماماته الخاصة التي يسعى إليها ويجد فيها نفسه، ولكن الخطأ أن تتركي نفسك في الحياة بلا ترتيب أو تحديد لأولوياتك؛ لأن هذا سيؤدي بك في النهاية إلى لا شيء، وسينتهي بك الأمر إلى أن تنظري وراءك فتجدي نفسك لم تحققي أي إنجاز، سامحيني لو كان كلامي قاسيا بعض الشيء، ولكن هذا كله لمصلحتك؛ فالحياة بلا هدف لا معنى لها. لذا فنصيحتي لكِ أن تجلسي مع نفسك وتفكري جيدا فيما تريدينه من حياتك، وما ترغبين في تحقيقه، وأن تسجّلي أولوياتك وأهدافك في ورقة بعيدا عن الخوف من أي ضغوط أو لوم من أي شخص مهما كان، بعد ذلك ستجدين أن اتخاذ القرار في أي مشكلة تقابلك أصبح أسهل بكثير؛ لأنك تعرفين تحديدا ماذا تريدين وما سيحقق لكِ السعادة من وجهة نظرك، فمن المهم جدا أن نشعر بالسعادة في حياتنا حتى نُسعد من حولنا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وبعد أن تقرري ما تريدينه تحديدا، صدّقيني ستتحسن حالتك النفسية كثيرا؛ ليس لأنك حققتِ شيئا، ولكن لأنك تفكرين في مستقبلك وأنتِ على أرض صلبة، لست خائفة من شيء ما دمت مؤمنة بالله وتثقين في اختياراته لكِ، كما أنكِ تعرفين جيدا ماذا تريدين.. بالنسبة لفتاكِ فليست مشكلتي معه أنه لا يريد أن يكمل تعليمه؛ لأن العلم ليس تحصيل شهادات فقط، وهناك أمثلة كثيرة لعظماء لم يتخرجوا في المدارس والكليات، ولكن المشكلة الحقيقية أن هناك اتفاقا مسبقا بينكما على أن يكمل دراسته حتى يتم زواجه بكِ، كما أن كان هناك اتفاقا بينكما أيضا على ألا تعملي، والآن هو يصر على أن تلتزمي أنت باتفاقك معه بغضّ النظر عن حالتك النفسية وعن الفرصة الجيدة التي تركتِها بسببك وسببه. صديقتي العزيزة.. لا تهربي من مواجهة نفسك ومواجهته بالأمر الواقع، وهو أن أهلك لن يوافقوا على زواجكما إلا في حالة إتمامه لدراسته، وفي واقع الأمر هم لديهم كل الحق في ذلك، فالزواج قوامه التكافؤ بين الطرفين؛ لذا عليكما أن تجلسا سويا لتقررا ما تنويان، بدلا من إضاعة المزيد من السنوات بلا فائدة، فماذا ستنتظرين بعد 3 سنوات، هل أنتِ مستعدة لأن تنتظري مزيدا من السنوات، وأنتِ حائرة بين موقفه وموقف أهلك. نصيحتي لكي أن تعتبري أن هذا الموقف هو اختبار لحبكما، وعليه أن يثبت حسن نيته وأن يثبت أنه حقا جدير بكِ، ومن الممكن أن يعتبر أنه يعمل عملا إضافيا من أجل أن يرتبط بكِ، كما أنه من الممكن أن يختار كلية أو دراسة معينة تفيده في مشروعه الخاص كي يتمكن من إدارته بشكل علمي.