السلام عليكم.. أحب أن أشكر هذا الموقع الرائع الذي أنا من المعجبين به، وأيضاً هذه النافذة التي تحمل حلولاً لكافة المتسائلين.. وأودّ أن تصلكم مشكلتي هذه التي ربما تكون في نظر الكثيرين هيّنة؛ وآمل أن أجد حلاً لها. أنا فتاة عندي 23 سنة، في غاية الجمال بشهادة الجميع؛ لكني لم أجد الرجل الذي به ملامح فتى أحلامي. التقيت أثناء الدراسة بشاب يحمل مواصفات الشاب الذي أتمناه، واقترح عليّ الارتباط والزواج؛ لكن كان شرطي هو استكمال دراستي.. وعلى الرغم من عدم اقتناعي الكامل بمسألة الزواج في الوقت الحالي فإنني وجدت نفسي -بعد تردّد كبير ومحاولات إقناع من أخواتي- أوافق عليه. هذا الشاب يعيش بالخارج، وبعد أن أعطيته كلمتي واقتنعت به؛ تعيّنت في سلك الوظيفة.. والآن بعد أن عملت، أعلَنت أمي رفضها، وأخبرتني بأن والدي سيكون له نفس الردّ, وأنه لا يجب عليّ أن أخسر عملي؛ كل ذلك مع حرصها الشديد على أن تراني متزوجة, ودائماً تختصم معي بسبب رفضي للخُطّاب وعدم موافقتي على الزواج. المهم أنني لم أكن موافقة على هذه الوظيفة؛ لكني عملت بها بسبب إصرار والدي وتوسلات والدتي؛ لأنه مجال قاسٍ.. والآن أنا أودّ بالفعل أن أنسحب من هذا العمل. ماذا أفعل؟ هل أعارض عائلتي وأختار للمرة الأولى طريق مستقبلي؟ أم أُخلف وعدي مع هذا الشاب الذي انتطرني، وأعيش بقية حياتي منكسرة وأتزوج زواجاً بائساً من شخص لا تربطني به أية علاقة؛ فقط كي أبقى في البلد، ولا أخسر عملي؟ luna كم تسعدنا كلماتكم صديقتنا العزيزة, ونتمنى دائماً أن نظلّ عند حسن ظنكم، وأن نوفّر لكم منفذاً راقياً تعبّرون فيه عن أفكاركم وعن مشكلاتكم وحياتكم. صديقتي العزيزة.. أعرف جيداً أنك في وضع لا تُحسدين عليه؛ لأنك في حيرة بين أمرين كلاهما أصعب من الآخر؛ بين رضا أهلك, الذي هو من رضا الله، وبين تكملة مشوارك مع فتى أحلامك. وفي أي حال من الأحوال لا يسعني سوى أن أنصحك أن تسعيْ دائماً للحصول على رضا والديك. ولكني أشعر أنك مستسلمة كثيراً لهذا الموقف، ولا تريدين بذل أي مجهود، أو البدء في أية محاولة لإقناع أهلك بموقفك، الذي لا يستطيع أحد أن يلومك عليه.. ولا أملك سوى تفسيرين لموقفك هذا: - التفسير الأول: هو أنك غير مقتنعة تماماً بارتباطك بهذا الشاب، ولا يوجد عندك دافع قوي يجعلك تواجهين أهلك من أجله. ولا أنكر عليك أن طريقتك في سرد تفاصيل الحكاية هي ما جعلتني أميل لهذا التفسير, ثم ذكرك في رسالتك أنك وجدتِ فيه صفات فتى أحلامك؛ إلا أن أخواتك أقنعنكِ به كثيراً لكي توافقي عليه؛ أي أنك لم تختاريه بكل كيانك وبكامل إرادتك؛ ولذلك ليس لديك الحماسة والدافع القوي لخوض تجربة واحدة لإقناع أهلك. ونصيحتي لكِ إذا كان هذا التفسير صحيحاً، ألا تضيّعي وقتك في التفكير في الموضوع لأنه لا يستحق عناءك، ولا يستحق أن تعاندي أهلك وتُغضبيهم ما دام أن هذا الشخص في الأساس ليس له دور جوهري في حياتك.. وكما تقولين فأنت جميلة ومتعلمة، وبالتأكيد سيتقدم لكِ الكثير من الشباب المناسب لطلب الزواج، ولن تضطري وقتها لمخالفة أهلك. أما التفسير الثاني عندي لاستسلامك وخضوعك لقرارات والديكِ التي لا ترضيكِ بأي شكل: فهو أنك تعرفين مسبقاً أنه لا فائدة من المحاولة معهم. وفي هذه الحالة، إذا كنتِ -صديقتي- بالفعل قد قررتِ أن تُكملي حياتك مع هذا الشاب عن اقتناع ورغبة كاملة؛ فأنا أطلب منك ألا تستسلمي لهم بسهولة، وأن تحاولي إقناعهم بكل الطرق الممكنة حتى لو اضطررتِ للاستعانة ببعض العناصر المساعدة، مثل أحد الأقارب أو بصديق مقرّب لوالدك. ولا بد أن تذكّري أهلك وتذكّري نفسك جيداً بأن نصيبنا من الحياة هو قدر مكتوب علينا من قبلِ أن نولد، ولن نرى غيره. واشرحي لوالدك أيضاً أنك لا تحبين هذا العمل، وأنه الأفضل لكِ أن تُكملي حياتك مع شخص تحبينه؛ على أن تكمليها في عمل لا تحبينه، وبالتالي لن تحققي نفسك فيه. كما أن الشخص الجيّد يمكنه أن يعوّضك عن العمل الذي لا تحبينه؛ ولكن من المستحيل أبداً أن تعوّضك هذه الوظيفة عن زوج جيد. وفي النهاية أتمنى لكِ صديقتي التوفيق، وأن يقرّبك الله لما فيه خير لك.