أنا في حيرة يا جماعة.. أنا كل مشكلتي إني محتارة؛ أنا قصتي كالآتي: أنا فتاة عمري 24 سنة، أحببت زميل لي كان يعمل معي في نفس الوظيفة، وهو أيضاً حبني جداً، واتعرّفنا على بعض أكتر، وارتبطنا ببعض لمدة سنة، وتمت خطبتي عليه، لكن الذي يشغلني أنه لا يوجد توافق اجتماعي ولا مادي بيننا وبين أسرته وليس هو. هو يعمل بمنزلة جيدة جداً، وخريج نفس الكلية التي التحقت بها، ولكن بجامعة أخرى، لكنه هيقدر يعيّشني في نفس مستواي اللي حد ما، فأنا خايفة من نظرة الناس لي وأنا أحياناً أقول لنفسي عادي ما دام بتحبيه، وأحياناً أقول لأ مش ده اللي كان في دماغي.. أنا متقلّبة ومترددة صدقوني يا ريت يا جماعة تقبلوا مشكلتي، ويا ريت تردوا عليّ عشان أرتاح. marwa
صديقتي العزيزة: لقد قلتِ يا صديقتي تفسيراً في غاية الدقة لمشكلتك يُعتبر التشخيص لها، وهو أنك متقلّبة ومترددة فهذه هي المشكلة الحقيقية، وليس الفارق الاجتماعي والمادي بينك وبين خطيبك.. صحيح أن التكافؤ بين الزوجين شيء هام وجوهري حتى لا يكون لأحدهم فضلاً ومنزلة أعلى من الآخر فيكون تعالي أحدهم على الآخر أمر وارد، ولكن في حالتك يا صديقتي فأرى الأمر مختلفاً من ناحية؛ فخطيبك الشاب يبدو طموحاً يرغب في تحسين وضعه المادي والاجتماعي بدليل اعترافك أنه يستطيع أن يجعلك تعيشين في نفس المستوى الذي تعيشين فيه الآن مع عائلتك، بالإضافة أنكم خريجو نفس الكلية ونفس التخصص وتعملان في نفس الوظيفة؛ فالتكافؤ أراه موجوداً غير منقوص.. أما ما يخص عائلته فالأمر مختلف فليس ذنبه أن عائلته متواضعة بالمقارنة بعائلتك، ولكن الذي أراه يُحاسب عليه حقاً هو إذا رضي في التواجد الدائم في نفس المستوى ولم يحاول أن يخرج منه ويطوّر من نفسه وهذا غير موجود في خطيبك الشاب.. ولكن دعيني أقول لكِ إن أكثر ما أثار انتباهي هو خوفك من نظرة الناس.. مَن هم الناس؟ ولماذا؟ طالما توافرت شروط التكافؤ في السن والتعليم، وهو على مشارف تحقيق نفس المستوى الاجتماعي.. الناس يا صديقتي لا يرضون عن أي وضع مهما كان يبدو لأصحابه مميزا، والأهم من وجهة نظري هم أهلك وقبلهم مدى رضائك أنت عمن سوف يشاركك حياتك.. فإذا قبل أهلك خطبتك له وارتضيتِه أنت زوجاً بعد ارتباط عاطفي.. فلِمَ الاهتمام بنظرة الناس لكي نجعلهم مقياسا نقيس عليه حياتنا في رغبة أن تكون مطابقة للمواصفات؟!! لا أريد أن أطيل عليكِ في مسألة تستطيعين أن تقدريها أنتِ إذا كنت تحبينه حقا.. حبا كاملا غير منقوص؛ فالحب كما أعرفه لا يعرف الفروق الاجتماعية كما أنه قادر -إذا تواجد- أن يخفف عواقب كثيرة أكثر بكثير مما ترينها في ارتباطك الرسمي بهذا الشاب.. صحيح أن التكافؤ شرط أساسي وضعه الإسلام كشرط من شروط الزواج، ولكنه متوافر في زيجتك القريبة وليس غائبا، والأهم من وجهة نظري هو التأكد من أخلاقه وسمعة عائلته، والتأكد من مدى تدينه وحرصه على طاعة الله.. أفضل بكثير من أن نجري مقارنة بين عدد غرف الشقة وعراقة الأثاث والمنطقة السكنية وكم رصيد الأسرة في البنك.. وأعتقد أن لديّ رؤية واضحة عنكِ فأنتِ لم تحبيه بالقدر الكافي كما فعل هو؛ فحبه لكِ دفعه للعمل على تحسين مستواه، أما مقدار حبك له دفعك إلى التردد والتفكير في نظرة الناس والخوف من أنه لم يكن الهدف المنشود.. وإذا أردتِ رأيي يا صديقتي اجعلي لنفسك جلسة صدق تصارحي بها نفسك بحقيقة مشاعرك تجاهه، وماذا ترغبين في من يشاركك حياتك.. هل هو من يكنّ لك الحب أم من يحمل لك المال.. فإذا كانت الثانية أدعوك أن تتركيه ولا تعذّبيه معك.. أما إذا كانت الأولى فلا داعي للمقارنة والتفكير في نظرة الناس والتردد.. ولكِ مني كل التحية..