السلام عليكم أنا هادخل في الموضوع عشان مش عايزة أطوّل عليكم، أنا مرتبطة بإنسان محترم جدا، وعلاقتنا في منتهى الاحترام، عمره ما قال لي كلام خارج عن الحدود؛ المهم اليومين دول متقدم لي عريس أهلي موافقين عليه جدا جدا، وحبيبي لسه مش يعرف الموضوع ده أنا باقول أسمع كلام أهلي، وأكسب رضاهم عشان أنا بنتهم الوحيدة. أنا مش عارفة أستنى حبيبي ولا أكسب رضا أهلي عليّ؛ مع العلم لو حبيبي اتقدم أهلي مش هيوافقوا عليه عشان هو هيسكنني في محافظة غير المحافظة بس أنا لو اتحايلت عليهم هيوافقوا. مش عارفة أعمل إيه أستنى حبيبي ولا أسمع كلام أهلي وأتجوز وأقعد جنبهم. bero أحييك بداية على شخصيتك العاقلة التي لا يطغى فيها صوت الحب على صوت العقل، ولا الرغبة في الارتباط بالفتى الذي تحبينه على الرغبة في إرضاء والديك اللذين يحملان لك كل الحب، ولذلك تقولين إنك ممكن أن توافقي على هذا العريس المتقدم لك لأن أهلك موافقون عليه جدا جدا جدا، وكل هذه ال"جدا جدا جدا" لا يبدو أنها عندهم وحدهم؛ إذ ربما تجدين أنت أيضا هذا العريس مناسبا لك، لولا الحب الطاهر الذي جمعك بهذا الإنسان "المحترم جدا" -حسب وصفك. لذا أحب أن أهنئك على حسن حظك وأبشرك بأنك لن تخسري شيئا في الحالتين: إما فزت بحبيبك أو فزت بهذا العريس المتقدم لك فعلا؛ ولكن عليك أن تبقي هكذا تستمعين لصوت العقل ولا تعتمدين على العاطفة وحدها لئلا تعمي عيونك عن الحقيقة.. فعليكِ أولا أن تصارحي فتاك بما يجري، وبأنه قد تقدم لك عريس جيد جدا وأهلك موافقون عليه جدا، وتنتظري ماذا سيكون رد فعله؛ فإما أن يتقدم هو لك وساعتها تكونين قد فزت بالحب والسعادة مع من تحبين في رضا الله، وإما أن يكون متعثرا بعض الشيء ويحتاج إلى وقت لكي يجهز نفسه، وساعتها تطالبيه أن يتقدم لك، ويستكمل مستقبله وأنتما مخطوبان، لتكون علاقتكما في إطار شرعي، وتخبريه أنك مستعدة لانتظاره على هذه الصورة؛ حتى يكوّن نفسه ويستطيع أن يبني البيت الذي سيجمعكما ويسعدكما معا في أي مكان..
أما يا صديقتي إذا كان طريقه وعرا، ومستقبله ضبابيا،وهناك ما يمنعه من أن يرتبط بك الآن أو في وقت محدد مستقبلا لأي سبب من الأسباب، فأنصحك ساعتها أن تفكري في مستقبلك بعقلك، وأن تري هذا العريس المتقدم لك؛ فربما كان هو الآخر يستحق حبك، ولكن سبَق الأول لقلبك وهذا ليس معناه أن غيره ليس جديرا بهذا القلب.. وأريد أن أسألك يا صديقتي: لماذا لا تستشيرين والدتك في هذا الأمر الهام وتأخذين رأيها فلعلها تساعدك في تهيئة الأجواء لفتاك إذا أخذ قرار التقدم لك، أو على الأقل توضح لك هل يمكن لوالدك أن يوافق على فكرة أن تنتقلي للعيش بعيدا عنه من عدمها أم سيرفض رفضا قاطعا، وساعتها يكون ارتباطك بفتاك أمرا مستحيلا، فتريحين نفسك ولا تتعلقي بحب لن يفضي إلا إلى شيء من اثنين؛ إما معصية أهلك وإما صدمة كبيرة أنت في غنى عنها.. استمري يا صديقتي على هذا النهج في التفكير، لا تغلّبي العاطفة على العقل؛ بالعقل نعيش حياتنا وبالقلب نسعد بهذا الحياة..