أنا مخنوقة أوي ومش عارفة أحكي لمين، وبجد مش لاقية غيركم، أولا أنا عندي 22 سنة، ومخطوبة من سنتين ونص، وخطيبي وهو بيحكي لي عن عيلته اكتشفت إنه كان معجب ببنت خالته؛ مع إنها أكبر منه بحوالي 3 سنين، وبالمناسبة خطيبي عنده 26 سنة وقال لي في مرة ودون قصد إنها لو كانت صغيرة ماكانش سابها؛ مع العلم إننا بنحب بعض؛ لدرجة العشق؛ وإلا ماكانش استمر طوال فترة الخطوبة دي، والحمد لله إحنا متفاهمين. أنا كنت الأول فاكرة إنها مجرد ارتباط بينهم لأنهم متربين سوا؛ بس كان فيه مناسبة عائلية عنده، وبصفتي خطيبته حضرتها ولاحظت نظرات من بنت خالته دي كتير جدا ليه، وطبيعي هو كمان بيبص لها؛ بس من غير هي ما تشوفه. وبصراحة أنا اتضايقت جدا وثرت لكرامتي قدامه هو بس من غير ما حد يلاحظ؛ وخاصة هي، وقصدت أهزّر معاها عادي كأني ماشفتش حاجة، ولقيتها وهو نازل معايا يوصلني قالت لأختها تسألني هو هيرجع تاني ولا هيتأخر، ومن هنا حسيت أكتر إنها مش معتبراه أخ ولا حتى صديق؛ لأنها لو معتبراه كده هتسأله هو علنا؛ وخاصة إنهم قرايب ومتربين سوا؛ بس أنا قلت لها لأ هيقضي بقية اليوم معايا؛ عشان تسكت. وكمان وإحنا قاعدين سوا وكان بيهزر معايا كانت بتبص له أوي؛ بمعني إنه ميهزرش، ومسك إيدي قدامهم قالت له: "اعملها تاني وشوف هاعمل فيك إيه" قدام كل اللي قاعدين؛ فبصراحة خليته يمسك إيدي تاني، وقلت لها: "وريني بقى هتعملي إيه"؛ بس قلتها بطريقة هزار عشان أحرجها هي، والحمد لله كل الموجودين ضحكوا على الكلمة وعدّت؛ بس أنا بيني وبين نفسي متوترة أوي؛ وخصوصا إن جوازنا قرّب، وأكيد هيبقى فيه زيارات كتير بينّا. نسيت أقول لكم صحيح إن بنت خالته دي كانت متجوزة وانفصلت واتجوزت تاني، ومعاها تلات أطفال دي مجرد معلومة. بجد أنا مش عارفة أعمل إيه؛ بس في نفس الوقت متأكدة من حبه لي جدا؛ بس أكيد أي شاب بيلاقي حد مهتم بيه ممكن هو كمان يهتم؛ وخصوصا إني عرفت إنه اتصل بيها مرتين، ومسح الاتصال عشان أنا ما أشوفهوش، ولما سألته قال لي: "عادي بنت خالتي وباطمن عليها"! طب واشمعنا هي؟ ما هي ليها أختين تاني، وليه كذا بنت خالة تاني؛ اشمعنا هم مش بيتطمن عليهم؛ مع إنه مصاحب أختها وصديقته جدا جدا كأنها ولد بالضبط، وأنا ماتضايقتش منها؛ لأنها فعلا بتعامله كأنها أخته وأكتر. يا ريت بجد تقولوا لي أعمل إيه؛ لأني محتارة وخايفة ومش عارفة أتصرف إزاي.. وكمان حماتي قالت لي إنها كانت بتحبه ومتعلقة بيه؛ بس لولا فرق السن هو اللي منعها من انتظاره. لجين أنتِ مُحِقة في القلق من تلك الظواهر المستفزة، ربما شككتُ للحظات أنكِ تبالغين؛ لكني أقول لكِ بكل ثقة أن لك ألف حق أن تشكي وترتابي وتشعري أن شيئا ما ليس على ما يرام. واحمدي الله تعالى أنكِ اكتشفتِ هذه الشواهد المقلقة قبل إتمام الزواج؛ فلو جاءت بعده لكان الوضع أكثر صعوبة، أما الآن فلديكِ حرية أكبر في التفكير والتدبير واختيار الأفضل لكِ. ولأن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم؛ فالأفضل إذن أن تأخذي الطريق المباشر وتصارحي خطيبك بكل شكوكك, وتسوقي له كل الحجج التي بنيتِ عليها شكّك في أن ابنة خالته لا تزال تحتل مكانا ما في قلبه أكثر من مجرد أخت روحية له. وأقول لك من الآن إنه ربما ينكر ما تقولين ويتهمك بالإفراط في الغيرة -أقول ربما- وفي تلك الحالة لا تؤْثري السلامة وتضعي رأسك في الرمال؛ بل عليكِ أن تزدادي إصرارا على موقفك، وأن تطلبي منه تفسيرا منطقيا لما جرى ويجري أمامك؛ فإما أن يكون صادقا ويقدّم تفسيرا منطقيا يرضاه عقلك، أو أن تنذريه أن عدم صدقه معك معناه اضطرارك لإعادة النظر في أمر ارتباطكما. أما لو اعترف أن في قلبه بقايا شعور لها -وهو أمر يمكن التعامل معه- فعليكِ إذن أن تطلبي منه أن يأخذ فُسحة من الوقت للتفكير فيما يريد حقا؛ هل يريد أن يمضي قدما في مشروع زواجكما بما في ذلك من التزام أخلاقي وعاطفي بأن يكون ملكك وحدك، أو أن يجد كل منكما لنفسه سبيلا. ومن خلال ما تقولين عن مدى حبه لكِ، أثق أنه سيتمسك بكِ, وهنا يجب أن تجعليه يفهم جيدا أن ارتباطكما؛ يعني أن تكوني الأولى والأخيرة في حياته وأن يتوقف عن أي تصرف يثير ريبتك, من أمامك أو من وراء ظهرك, أن يخلص لك مشاعره وتصرفاته, وأن يوقف ابنة خالته عند حدها إذا أتت تصرفا يضايقك كما فعلت حين أمسك يدك. هذه حقوقك؛ فطالبي بها, وعليكِ أن تكوني شديدة الحزم والصرامة في مطالبتك بها. بعد ذلك ضعيه تحت الاختبار لفترة؛ فإما أن يلتزم ما اتفقتما عليه، أو أن يُصبح لكِ الحق في اتخاذ أي قرار ترينه مناسبا لكِ مهما كان.. فهذه الأمور غير قابلة للمجادلة أو التهاون. وفقك الله لما فيه الخير.. تحياتي.