اكتشف فريق من العلماء في سويسرا جزيئات فيزيائية، تتحرّك بسرعة أعلى من سرعة الضوء، وهذه هي المرة الثانية التي تُسجّل فيها هذه الحقيقة العلمية الجديدة، بعد أن زلزل فريق دولي من العلماء أركان المجتمع العلمي بنتائجه التي ظهرت في سبتمبر الماضي. وأُجريت التجربة في معمل "جراند ساسو" بإيطاليا بالاستعانة بشعاع من جسيمات النيوترينو من المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات التابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية؛ بهدف التحقق من نتائج مماثلة كان قد توصّل إليها فريق من العلماء في سبتمبر الماضي، والتي قوبلت بقدر من التشكك من جانب العلماء. وقال فرناندو فيروني -رئيس المعهد الإيطالي للفيزياء النووية- إن القياسات أثبتت أن الجزيئات انطلقت بسرعة أعلى من سرعة الضوء مرة أخرى؛ بحسب ما نشرته وكالة رويترز للأنباء. وأضاف أن هذه التجربة تؤكّد نتيجة التجربة الأولى، إلا أنها لا بد أن يتم تأكيدها من قبل معاهد بحث أخرى، حيث إن إمكانية حدوث خطأ، أمر وارد في التجربة؛ لأن القياسات فائقة الدقة ذات آثار بعيدة المدى في مجال الفيزياء؛ لذا فإنها تتطلّب مستوى غير عادي من التمحيص. والنيوترينو جسيم أولي دون ذري أصغر كثيرا جدا من الإلكترون؛ وليست له شحنة كهربية، وحتى الآن لم ينجح العلماء في قياسه؛ لأن تفاعله مع المادة ضعيف جدا. ويقول العلماء إن التجربة -التي تدحض القاعدة العلمية الراسخة منذ أن نشر آينشتاين مفاهيم نظريته للنسبية الخاصة عام 1905- تؤكّد أن النيوترينو -وهو أحد الجسيمات دون الذرية- يسير بسرعة تزيد على سرعة الضوء بواقع أجزاء من الثانية. ويعتقد العلماء أنه في حالة التيقن من النتيجة يكون آينشتاين -وهو أبو الفيزياء الحديثة- قد وقع في خطأ عندما ذهب إلى القول في النظرية النسبية الخاصة بأن سرعة الضوء "ثابت كوني" لا تدانيه أي سرعة. ومن شأن هذا أن يدفع العلماء إلى إعادة النظر بالضرورة في النظريات الخاصة بنشأة الكون وحركته، وأيضا قد يمكّنهم نظريا من إرسال معلومات إلى الماضي.