اندلعت أعمال عنف في عدد من مدن محافظة سيدي بوزيد وسط تونس مساء أمس (الخميس)، في أعقاب إسقاط ست قوائم انتخابية مستقلة، شارك بها أحد أبناء المحافظة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي أُجريت الأحد الماضي، وأُعلنت نتائجها مساء أمس؛ وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلن كمال الجندوبي -رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (غير حكومية)- مساء أمس إسقاط لوائح انتخابية تابعة لقائمة "تيار العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية" المستقلة، التي يقودها هاشمي الحامدي الذي ينحدر من مدينة سيدي بوزيد والمقيم في لندن؛ بسبب ارتكابها خروقا للقانون الانتخابي. وأوضح أنه تم إسقاط اللوائح الانتخابية ل"تيار العريضة" في ست دوائر انتخابية؛ واحدة في "فرنسا"، والبقية في دوائر: جندوبة (شمال)، وصفاقس، وتطاوين (جنوب)، والقصرين، وسيدي بوزيد (وسط). وقال الجندوبي إن "تيار العريضة" فاز ب19 من بين 217 مقعدا يتألف منها المجلس الوطني التأسيسي؛ محققا بذلك رابع أفضل نتيجة بعد حركة النهضة الإسلامية (90 مقعدا)، وحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" اليساري المعتدل (30 مقعدا)، وحزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" اليساري المعتدل (21 مقعدا). وأفاد شاهد العيان عبد الستار كدوسي -المقيم في مدينة سيدي بوزيد- أن نحو ألف شاب أحرقوا مقر البلدية، والمعتمدية، والمحكمة، ومحلات تجارية، ومقر حزب حركة النهضة الإسلامية، وسيارة، ورشقوا رجال أمن كانوا أمام مقر مديرية الأمن بالحجارة. وأضاف: "المحتجون قطعوا عدة طرقات في المدينة، بعد أن أضرموا فيها الإطارات المطاطية وسدوها بالحجارة وحاويات القمامة، كما اقتحموا مسكنا للفتيات تابعا لأحد مراكز التدريب المهني، وأتلفوا محتوياته". وتابع أن الشرطة استخدمت -بشكل مكثف- القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين؛ إلا أنهم لم يتفرقوا، وأن عددا من سكان المدينة قرر الدخول في إضراب عام اليوم.