يا جماعة أنا عايزة أتكلم بجد عن مشكلتي؛ لأني نفسي أحلّها.. وأرجوكم تردّوا عليّ ضروري، وأرجوكم كمان مش عايزة حد يردّ عليّ رد قاسي.. أنا نفسي حد يحتويني وينصحني بالراحة، ويقول لي أنا مشكلتي إيه بالضبط. أنا عندي 22 سنة، مشكلتي الأساسية إني جريئة جدا، وأنا عارفة إن دي صفة مش حلوة في البنت؛ بس أنا بطبيعتي كده؛ يعني ممكن أتكلم مع أي حد من غير ما أخاف؛ بس مش باتكلم في كلام وحش..
أنا بس بحب أهزر عادي، ويكون وشي بشوش؛ بس والله العظيم أنا إنسانة من جوايا حلوة أوي، وباعمل حاجات كويسة، ومش باجيب سيرة حد بحاجة وحشة، وباعرف ربنا وباصلي.
لكن حاسة إن عندي انفصام في الشخصية أو بالبلدي "بوشين"؛ أنا ممكن أتكلم مع كل واحد بطريقة مختلفة، وكل واحد يحسّ إني فعلا غير الشخصية التانية، ونفسي أكون من جوه زي ما الناس شايفاني من بره.
بس أنا في حياتي شباب كتير، وبصراحة نفسي أبطّل الحكاية دي، وحاسة إني زبالة أوي من جوايا، ونفسي بجد أتغير.
Amal
صديقتي العزيزة.. أحب أن أطمئنك أننا لا ننسى أحدًا من أصدقائنا يطلب منا المساعدة، كما أطمئنك أيضًا أنني لن أردّ عليكِ ردًّا قاسيًا؛ لأنك لا تستحقين ذلك؛ فأنتِ حقًّا شخصية ممتازة من الداخل والخارج.
فكل ما ذكرتِه من صفات في نفسك يُعدّ من ضمن المميزات لا العيوب؛ كالإيمان بالله، وحب مساعدة الآخرين، وعدم الحديث عن الآخرين في غيابهم، ومن ضمن تلك المميزات الجرأة؛ فهناك فرْق يا صديقتي بين الجرأة والبجاحة؛ فالجرأة هي التي تنبع من ثقتك في نفسك، والتي تجعلك تتعاملين مع الآخرين دون خوف أو قلق تعتبر ميزة لا عيبًا.
كما أن التعامل مع الآخرين ببشاشة وإظهار الابتسامة المريحة في وجوههم إنما هي صدقة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وتبسّمك في وجه أخيك صدقة".
ولكن دعينا نتفق أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب لضده؛ فكل شيء في هذه الدنيا -حتى ولو كان جيدًا- إذا زاد على حده يصبح شيئًا ضارًّا، وتغيرت صورته تمامًا. وكما قال سقراط: "الفضيلة هي كل وسط بين رذيلتين"؛ فالكرم فضيلة بين رذيلتين هما البخل والتبذير، والشجاعة فضيلة بين رذيلتين هما الجبن والتهور، كذلك الجرأة فضيلة بين رذيلتين هما التبجّح وعدم الثقة في النفس.
ولذلك عليكِ أن تنتبهي جيدًا من أن تتحول فضيلتك إلى إحدى الرذيلتين؛ فلا تميلي كل الميل إلى أحد الاتجاهين.. واعلمي أنكِ أنتِ القادرة على أن تظبطي إيقاع تصرفاتك؛ حتى لا تخرج عن الحدود المسموح بها، وعن الأعراف السائدة في المجتمع الذي تعيشين فيه.
أما بالنسبة لاعتقادك بأنك مصابة بالانفصام لأنك تتحدثين مع كل شخص بطريقة مختلفة؛ فأنا لا أسمي هذا انفصامًا؛ ولكني أسمّيه مرونة وقدرة على التعامل مع الشخصيات المختلفة.
صديقتي العزيزة.. لقد كتبتُ ردّي بناء على المعلومات التي وضّحتِها في رسالتك؛ ولكن كل شخص منا يعرف جيدًا إذا كان يخطئ أم لا؛ فإذا كنتِ تشعرين بعدم الراحة لشيء معين تفعلينه، وتشعرين أنه يقلل من احترامك لنفسك، فلتتوقفي عنه، ولتحافظي على سلامك الداخلي.
أتمنى أن تكوني قد فهمتِ كل كلمة كتبتها، وأن أكون قد أعطيتك الردّ الكافي.. ونصيحتي الأخيرة لك هي أن تضعي الله أمامك دائمًا في كل تصرف قبل أن تقومي به؛ فإذا شعرتِ أنه سيُرضي الله فلتقومي به دون تردّد، أما إذا شعرتِ أنه سيُغضب الله عز وجل فلتتوقفي عنه.