السلام عليكم.. أولاً أنا تعبانة جداً ومش بانام.. أنا مخطوبة، وبحب خطيبي لدرجة ما حدش يتخيلها، بقالنا سنة و6 شهور مع بعض. جت له فرصة عمل في دولة عربية، وسافر من 4 أيام.. الحياة بالنسبة ليّ سوداء من يوميها؛ بس مش عارفة ليه خايفة جداً، وحاسة إنه ممكن يتغير من ناحيتي. أنا والله بحبه أوي؛ بس لما بيكلمني على النت باسكت ومش باعرف أتكلم معاه زي ما كان هنا، وحاسة إن حبي قلّ.. أنا صريحة مع نفسي؛ مش شايفة دي قلة حب ولا أسميها إيه؟ بس باسكت وهو بيكلمني، وباحاول أعبّر عن اللي جوايا عن طريق الكتابة لأني مش باكون عايزة أتكلم. أنا حاسة إن فيه حاجة اتكسرت جوايا.. أرجوكم الحقوني. zozo أشعر جيداً بآلام بُعد الحبيب سواء بالغربة أو بالانفصال؛ وخاصة في أول مراحل الابتعاد؛ فهو صعب، له طعم مرّ، تشعرين بعده بأنك تائهة لا تستطيعين أن تجدي برًّا لترسي عليه، بعد أن كان حبيبك هو مرساكِ. ولكن ما لا أستطيع أن أتفهمه أو أن أبرره لكِ، هو شعورك بأن مقدار حبك قد قلّ لمجرد سفره وبُعده عنكِ، وأنك تبررين هذا القلق والرغبة في البعد منك بأنك خائفة أن يتغير هو من ناحيتك؛ بسبب بُعده عنك وسفره بعيداً. صديقتي العزيزة.. إن ما يشعر هو به أكبر بكثير مما تشعرين به أنتِ؛ فهو مغترب بعيد عنك وعن أهله وأصدقائه وكل من يحبهم من أجلك ومن أجله، ومن أجل أن يضمن لعلاقتكما النجاح والاستمرار؛ فقد قَبِل بأن يضحّي بأسعد أوقات حياته، وأن يضحي بلحظات قربه منكِ، من أجلكما، ولم يشتكِ ولم يتذمر.. أما أنتِ على الرغم من وجودك بجوار أهلك وأصدقائك لم تستطيعي أن تتحملي 4 أيام فراق، وتشعرين بأن هناك ما انكسر بداخلك؛ فما بالك به هو؟!! صديقتي العزيزة.. أنتِ أيضاً عليكِ أن تتحملي نصيبك من التضحية وأن تصبري، وأن تكوني له السند والملجأ الذي يلجأ إليه في أصعب أوقاته في الغربة. وصدقيني لو أنك اخترتِ الشخص المناسب؛ فإنه لن ينسى لك وقفتك إلى جانبه يوماً.. حاولي أن تدرّبي نفسك على التواصل معه عن طريق النت، وأظنّ أن التكنولوجيا الحديثة لم تترك شيئاً إلا ووفرته لنا من أجل التواصل مع أحبائنا في الغربة؛ فأنتِ الآن تستطيعين أن تتحدثي معه صوتياً من خلال الإنترنت؛ بل يمكنك رؤيته أيضاً. صديقتي العزيزة.. إن ما تشعرين به الآن هو مجرد "لخبطة" وشعور بعدم الارتياح كما قلتُ لك سابقاً بسبب بُعده المفاجئ وغير المتوقع عنك؛ ولكن الأيام كفيلة بأن تجعلك تتكيفين مع هذا الوضع دون أن يقلّ حبك له أبداً؛ لكن فقط أعطِ لنفسك الفرصة لتتأقلمي على بُعده.. أشغلي نفسك بأشياء أخرى طيلة اليوم، واحكِ له عنها في نهاية اليوم كما كنتِ تفعلين وهو موجود، ودعيه هو أيضاً يتحدث معكِ عما مرّ به أثناء يومه، تماماً مثلما كنتما تفعلان وهو إلى جانبك.. إلى أن يحقق الله له هدفه ويرجع ومعه ما يضمن لكما حياة كريمة. وفي النهاية أدعو الله لكِ أن يكون إلى جانبك وإلى جانبه، وأن يوفّقكما سوياً إلى ما يحبه ويرضاه.