شُيّع جثمان الناشط مينا دانيال -أحد ضحايا أحداث ماسبيرو، والتي وقعت مساء أمس الأول (الأحد)- من ميدان التحرير، حيث طاف نعش مينا الحديقة التي تتوسط الميدان، وهو محمول فوق سيارة ميكروباص، في الوقت الذي توافد مئات الناشطين والمعزين للمشاركة في الجنازة، ليلحق بعد ذلك مينا بباقي جثامين ضحايا حادث ماسبيرو إلى كنيسة الملاك بمدينة 6 أكتوبر؛ لإتمام الدفن؛ وفق بوابة الشروق. وقد حوّل المتظاهرون الجنازة إلى مظاهرة، وهم يرددون: "يا مينا قول لبلال.. أصل الثورة صليب وهلال". وقد خرج جثمان مينا ومعه جثامين 17 من ضحايا أحداث ماسبيرو بعد مراسم القدّاس الجنائزي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس؛ كما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط. وذكر أحد أصدقاء مينا -في تصريح نقلته بوابة الأهرام- أنهم ينفّذون وصيته بخروج جنازته من التحرير، حيث طلب مينا في لحظاته الأخيرة أنه في حالة وفاته يتم تشييع جثمانه من الميدان، قائلاً: "لو مت طلّعوني من التحرير"؛ باعتباره المكان الذي أشعل ثورة 25 يناير، التي كان مينا أحد المشاركين فيها.. وطالب المشيعون بكشف حقيقة ما حدث في أحداث ماسبيرو ومحاسبة الجناة، رافعين الصلبان وصور مينا الذي كان ناشطًا وعضوًا في حركة "شباب من أجل العدالة والحرية". وجاء تقرير الطب الشرعي النهائي حول أسباب وفاة مينا ليبين أنها حدثت بسبب إصابته بمقذوف حي في أعلي الصدر خرج من أسفل الظهر أدى إلى مقتله، وذكر التقرير الصادر عن مديرية الشئون الصحية لمحافظة القاهرة أن المقذوف الحي أدى إلى نزيف وتهتّك بالأحشاء الداخلية، وانتهى بنزيف حاد في الدورة الدموية والقلب مما أدى إلى وفاته. وفي سياق متصل فقد ذكر نشطاء أن الجنازة قد تعرّضت للرشق بالحجارة من قبل مجهولين حاولوا اعتراض طريقها في منطقة غمرة أثناء توجهها لميدان التحرير، إلا أنه لم تحدث اشتباكات. ويُذكر أن مينا أحد المشاركين بالثورة، حيث أصيب برصاصتين يوم موقعة الجمل، ونجا من الموت بأعجوبة، وتعافى من إصابته، وشارك في أغلب الاعتصامات والمظاهرات التي شهدها ميدان التحرير ومنطقة ماسبيرو بعد ذلك، حتى لقي حتفه في مسيرة ماسبيرو الأخيرة، التي تحوّلت إلى أحداث دامية ليسقط 25 قتيلاً وأكثر من 273 مصاباً. وكان عدد كبير من الناشطين على موقعي تويتر وفيس بوك قد قاموا بنشر شهاداتهم عن مينا، ناشرين عددا من الفيديوهات والصور التي توضح مشاركته في الثورة، وتم إنشاء صفحة لتأبينه بعنوان "كلنا مينا دانيال" بلغ عدد المنضمين إليها ما يقارب ثمانية آلاف عضو في أقل من 24 ساعة.