أنا من المغرب وعمري 26 عاما، تزوجت من سنة زواجا تقليديا، بس لسه ما عملتش فرح، هو عايش في فرنسا وأنا في المغرب، بيكلمني كل يوم في التليفون، بيكلمني في أي شيء، بس مابيقول لي كلام حلو، باسأله ليش ما بتقول كلام حلو لمراتك، دي غريزة أي بنت، إن زوجها يغازلها وكمان في الحلال، يقول لي إن الحب بالأفعال مش بالكلام الحلو بس، أنا حاسة إني محتاجة لحد يغازلني، ما بيهمني غريزة جنسية قدر ما أنا محتاجة زوجي يغازلني لأني بحبه. بعض المرات أقول له إني أبحث عن حد من بره يغازلني بس علشان يحس إن ده شيء يهمني كثيرا بس ما في فايدة؛ هل لأنه ما بيحبني، شو هو السبب؟ وشو أعمل عشان يقول لي كلام حلو؟ يا ريت تجاوبوني على أسئلتي. fati
سعدت كثيرا بإرسالك لمشكلتك، فهذا يدل على ذكائك؛ لأن الاستمرار في التألم مما يضايقك دون البحث عن حل له يزيد من المشكلة ولا يحلها، كما أنه يسمح لإبليس اللعين بتضخيم المشكلة، وتذكري أن إبليس يسعد كثيرا بإفساد أي زواج فكوني ذكية ولا تسمحي له بذلك أبدا. وقد توقفت طويلا عند قولك بأنك تزوجت زواجا تقليديا، وكأنك "تتخيلين" أن زواج الحب يكون أفضل حالا.. والحقيقة أن الزواج التقليدي ينجح أكثر من زواج الحب؛ عندما يتوافر به عناصر القبول العاطفي والارتياح العقلي والتفاهم والاحترام المتبادل.. بينما يتراجع كثيرا زواج الحب؛ لأنه لا يقوم غالبا إلا على الاستسلام لمشاعر الإعجاب الزائد، وتجاهل وجود قدر جيد من التفاهم العقلي، وصورة "واقعية" للحياة بعد الزواج.. كما قد يفشل الزواج التقليدي إذا ما تعامل معه الزوجان بقدر من "البرود"، وعدم الاهتمام، ولم يحاولا الحرص على الاهتمام العاطفي ببعضهما. وأحترم رغبتك في الاستماع إلى الكلام الجميل، وأتمنى أيضا أن تتوقفي عن مطالبة زوجك بذلك، وألا تقولي له أبدا إنه بإمكانك الاستماع لكلمات الإعجاب من غيره؛ حتى لا تفسدي علاقتك به، وأن تحترمي رغبته في إثبات حبه بالأفعال، وهذا ما يردده معظم الرجال. فلا شك أنه يحبك فعلا، لذا فإنه يحرص على الكلام معك بالهاتف يوميا، وأتمنى أن تفرحي بذلك بل وتحتفلي به أيضا، وأن تسعدي باختياره لك كزوجة، وهو ما يؤكّد اقتناعه بك كأنثى، وبإمكانك الاختيار بين أمرين، إما الإصرار على أن يحبك بطريقتك، أو "تقبل" طريقته في الحب والفرح بها، مع تشجيعه على أن يكون أكثر لطفا من خلال اكتساب صداقته، والاهتمام بشئونه وتدليله، دون مبالغة بالطبع؛ حتى يبادلك ذلك، وتذكري أن الكلام الحلو هو مجرد جزء ضئيل للغاية في الحب والزواج، وأن هناك أزواجا يجيدونه مع الزوجات ومع غيرهن أيضا، فاسعدي بحب زوجك لك، ولا تفتشي عن المتاعب، واشغلي أوقات فراغك بما يفيدك ويسعدك. وعندما تنتقلين للعيش معه احرصي على التجاوب معه في اللقاء الحميم، ولا تقولي له أبدا إنك لا تهتمين بهذا اللقاء؛ لأنه فرصة حقيقية للتعبير عن الحب. وتوقفي عن التفكير بأنك تحتاجين للغزل؛ حتى لا تفسدي حياتك، وتذكري أن الأغاني والأفلام السينمائية تقدم مفاهيم للحب ليست واقعية، واصنعي زواجا ناجحا. كما أدعو لك من كل قلبي..