أنا أبلغ من العمر 22 عاماً متزوّجة من سبعة أشهر عن قصة حب دامت ثلاث سنوات وزوجي عنده 24 عاماً خلال هذه السنوات تمت الخطوبة، وتم فسخ الخطبة حوالي مرتين نتيجة معرفتي إنه على علاقة بفتيات أخريات للصداقة -كما قيل لي، مع العلم أنه كان في مجال عسكري ليس له علاقة بالفتيات وفي المرتين كان يواعدني أنه تغيّر، وفعلاً بدأت علامات التغيّر عليه، وبعد الزواج أقسم لي أنه تغيّر وصدّقت كلامه ووثقت به، إلى أن أتى مَن وشى به وقيل إنه على علاقة بأخرى كانت سبباً في انفصالنا من قبل، ولكنه أقسم لي على المصحف أن هذه وشاية وأن هناك مِن زملائه من يكرهه ويريد خراب بيته، وقام بتغيير رقم المحمول وأحيانا كثيرة أشعر أنه محق وأستخير الله دائما أن يظهر لي الحق، ولكن الآن الشك يقتلني وكل تصرفاته أشك بها، مع العلم أني أشعر أنه مظلوم.. ماذا أفعل؟؟!! mero
صديقة "بص وطل" العزيزة الشك والظن والخوف هم أكبر أعداء الإنسان الذين يدفعونه لتخريب نفسه، وبيته، وحياته، بيده قبل يد الآخرين.
ولو فرضنا جدلاً أن زوجك على علاقة بأخرى وينكر ويكذب؛ لأنه يحبك ويتمنى رضاكِ، فهل خناقاتك وتهديدك له بتركك له سيمنعه عن هذه المرأة.. أم سيجعله لقمة سهلة طرية في فمها وبدل ما كانت نزوة تبقى حقيقة؟!! وبيدك أنتِ تكون انتصرت عليك واحدة لا تساوي ذكرها، وحوّلتك لفاشلة في زواجك ومطلّقة -والعياذ بالله- تنتظر نصيبا جديدا ويا عالم يطلع عيبه إيه!!
وسأفترض جدلا أيضاً أن الذي يبلغك أخبار خيانة زوجك يقول الصدق، فماذا يا ترى يقصد بهذا الصدق؟! خراب بيتك والفرجة عليك بعد ما تخسري حبك وزوجك؟ ولا تربيه وتمنعيه؟!! طب سمعت على واحدة ربت واحد هو أصلا مش متربي ومش بيخاف من ربنا عشان يخاف منها؟!!
طب نقلب الآية ونقول إن الذي يبلغك كذاب؛ لأنه لو كان صادقا لواجه زوجك ونصحه من غير ما يقول لك يعني يدافع عنك من ورائك، وهو بالتأكيد إن لم يكن كذاب فهو خراب بيوت وربنا سيجازيه بفعله إن آجلاً أو عاجلاً.. فماذا يقصد هذا الواشي؟؟!!
صديقتي: صدقيني أنتِ تدفعين زوجك بكل طاقتك للخيانة؛ فهو رجل وليس طفلاً، وكونك تفتحين أذنك للوشايات فأنتِ تفتحين عقلك للظن والقرآن الكريم يقول: {إن بعض الظن إثم}. ويقول عزّ وجلّ: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}. ولن يمكنك أن تتبيني فلماذا تتركين عقلك، ونفسك، وحبك، وزوجك، وبيتك، ومستقبلك لشياطين الإنس والجن؟!!
وتأكدي صديقتي أن المتشككات في أزواجهن دائما غير واثقات في جمالهن، وفي قدرتهن على احتواء الرجل، وملء فراغ نفسه وعينه، وهذا الإحساس هو الذي يدفعهن للشجار، والتحقيق.. إلخ.
وتأكدي أيضاً أنكِ قادرة على أن لا يرى زوجك من النساء غيرك بحسن أدبك وجميل لفظك وحسن معاشرتك، وفوق كل هذا ثقتك بنفسك وبأنك زوجة لرجل أحبك وتزوجك وكل ما عليك هو الحفاظ على هذا الزواج، وهذا الحب، والأهم ثقتك فيه التي تجعله دائما يُحاول أن يؤكد لك أنه أهلاً لهذه الثقة.
أما الحساب والعقاب فاتركيهم لله الذي لا يغفل ولا ينام وقادر يهديه، أو يفضحه -والعياذ بالله- وتبقى جت منه مش منك.
والخلاصة صديقتي: الشاطرة اللي تبني مش اللي تهد، والشاطرة اللي تعرف إنها لو فتحت أذنها للوشايات فمن حق الوشاة أن يضعوا في أذنها اللي يعجبهم واللي يوافق غرضهم، وصدقيني ما يقوله لكِ الوشاة دائماً ليس في صالحك بل هو ضدك على طول الخط.
ونصيحتي لكِ أن تصدقي زوجك حتى لو كان كذاباً؛ لأن تصديقك له احترام له وسيحاول أن يكون المستحق لاحترامك، هذا طبعا إذا كان كذابا، وإن كنت أستبعد ذلك؛ لأنه لو كان كذابا كان لقال لكِ الحيطة أمامك اخبطي راسك فيها وشوفي تعرفي تعملي إيه، لكن يغير خط التليفون ويحلف فأشك، والشك دائما صديقتي يُفسّر لصالح المتهم. ظللي على بيتك وحياتك بأن لا تخرج أسرار بيتك خارجه، وأن لا تسمحي لشياطين الإنس والجن أن تدخل بينك وبين زوجك؛ ولا تنسي الحديث الشريف الذي معناه أن أسعد أوقات شياطين الجن هذه الأوقات التي يتمكنون فيها من تفريق زوج عن زوجته. فلا تكوني سبباً في سعادة شياطين الجن ولا أولياء هؤلاء من الإنس.