الشك كالفأس.. يقتلع شجرة الحب. الشك.. هذا المرض اللعين.. إذا أصاب أي إنسان دمره وجعله يدمر من حوله. خاصة إذا أصاب رجلاً وسيطر علي عقله.. لن يخرج منه إلا بنهاية علاقته بمن شك فيها!! سواء كانت.. زوجته.. خطيبته.. حبيبته.. أو أي مخلوق آخر. صديقتي كان شعارها (يا مآمنا للرجال يا مآمنا للميه في الغربال). حتي قابلته وأحبته.. أقسم لها بأنه سيظل مخلصاً لها ولن يخونها لأي سبب. صدقته وتزوجا.. ولم تنس شعارها.. مر عام علي زواجهما.. جلست معه.. طلبت منه المصارحة. وسألته: هل دخلت امرأة أخري حياتك؟ أجابها: "أنت بتقولي إيه.. أنت حبيبتي". قصت له حكاية صديقتها التي أعلنت خيانتها لزوجها.. رداً علي خيانته لها!! قرأ تلميحاتها وتهديداتها له. قتله الشك.. راقبها.. وشعرت به.. ولم يجد لها أي غلطة! قالت له: أنا أسعد امرأة في العالم.. أنا حامل في الشهر الرابع! سيكون لنا طفل يقربنا أكثر.. تركها ولم ينطق ولا كلمة!! الشك دمره.. لم تقابل أحداً.. طوال ستة أشهر من المراقبة المستمرة. سأل نفسه: هل فعلت ما فعلته صديقتها؟ هل انتقمت مني؟ هل خانتني؟ هل تحمل ابني؟ هل تكذب؟ هل وهل.. وألف هل؟ سألته: "أنت زعلت إني حامل"؟! قال: "أقسمي أنك حامل مني". صرخت في وجهه: (خنتني.. أنت خنتني). قال (ريحيني أنا هتجنن.. والله العظيم.. هعيش مخلص ليك لو كان ابني). قالت: "أقسمت أن عمرك ما هتخوني وعملتها .. اتحمل النتيجة) وعادت لبيت أسرتها. غضب والدها.. وأصر علي عودتها لبيتها. قال لها: "إذا أخطأ الرجل واعترف لن يكررها أبداً.. ولكنه إذا شك في زوجته كانت نهايته ونهايتها". صدقيني.. الرجل إذا شعر بحب زوجته وحرصها عليه.. واعترف لها.. واعتذر عن أخطائه.. سيتغير .. ولن يعود للماضي حرصاً عليها. ولكن ما فعلته ظلم لنفسك قبل ظلمك له. إنه ابنه.. فلماذا تزرعي الشك والكراهية بينهما؟! بسبب الشك امتلأت السجون برجال دمرتهم نساؤهم وفي لحظة غضب ضاع الرجل والمرأة والأطفال.. أي حياة تتمنينها لك وله ولابنكما؟! الدرس انتهي.. وزوجك تعلمه جيداً.. راجعي نفسك.. "وخليها عليك".