في البداية باشكر كل القائمين على الموقع؛ وخاصة الباب ده؛ لأني باعتبره طوق نجاة لي.. مشكلتي إني حبيت واحدة معايا في الكلية لأول مرة في حياتي؛ فصارحتها مباشرة؛ لأن عمري ما كلمت بنت قبل كده في حاجات زي دي, وهي رفضت بأدب وقالت لي: إنها مش بتفكر في الارتباط دلوقتي؛ بس أنا فعلًا كنت بحبها لدرجة الجنون؛ فحاولت أتكلم معاها تاني، وعرفت عنها حاجات كتير، وحاولت بكل صبر إني أبيّن لها مقدار حبي وصدق نيتي.
وبعد كده كنت حسيت إن مافيش أمل من إنها تحس بي، ويئست فعلًا؛ لحد يوم ما هي اتصلت بي، وكلمتني شوية عن إن إحنا زمايل وكده يعني، وطلبت مني أعمل لها خدمة في الكلية، وطبعًا أنا عملت الخدمة دي وأنا فرحان، وحسيت إنها أخيرًا حست بي، وبتحاول تقرب مني أو تفتح الباب تاني، وأنا ماكدّبتش خبر، وفعلًا بقينا زمايل قُريّبين من بعض؛ بس لما أكلمها في إني معجب بيها بتسمعني، وبعد كده تقول لي: إن إحنا زمايل بس.
أنا كنت فعلًا مبسوط بزمالتنا، وإنها مش بعيدة عني برغم إني قلت لها إني لسه بحبها؛ بس المشكلة دلوقتي إني حسيت إنها بتستغلني؛ طلباتها كترت في الكلية؛ خاصة إننا كلية عملية، وبتكلمني وتتطلب مني حاجات، وهي عارفة إن ورايا امتحانات أعمال سنة زيها، ومابتكلمنيش غير لما تبقى عايزة حاجة، وبعد كده شكرًا وخلاص..
أنا حاسس إنها علشان عارفة إني بحبها بتحاول تستغل الحب ده، وتطلب مني الحاجات دي، وأنا صابر وبانفّذ الطلبات؛ بس خلاص عايز أعرف إذا كانت بتحبني ولا لأ؟
هي بصراحة كل ما أكلمها عن إحساسي بيها بتصدّني، وتقول لي إننا زمايل وخلاص؛ بس الزمالة مش استغلال بالطريقة دي.
أنا مش عارف أبعد عنها، ولا أفضل قريب منها يمكن تحس بي؟ مع العلم إني لو اتأكدت إنها بتحبني؛ فأنا مستعد أنفّذ أكتر من اللي هي بتطلبه بكتير.
karkar
صديقنا العزيز.. ظهر من رسالتك فيض من المشاعر التي لا يكون أمام قارئها إلا التسليم التام بقوة حبك لفتاتك، والذي قد يتحول بعد ذلك إلى الغضب منها؛ لأنها لا تشعر بكل ما بداخلك وما تحمله لها من أحاسيس، عبّرت عنها بطريقة مباشرة وواضحة دون لفّ أو دوران، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أخلاقك وعدم خبرتك بالفعل في التعامل مع الفتيات.
فمثل وضوحك وصراحتك هذه يا صديقي لا تأخذها الفتاة في العادة موضع الاعتبار؛ إلا في حالة عرض جادّ ورسمي بالزواج؛ هنا يبدأ العقل في التفكير والمقارنة بين العيوب والمميزات بشكل عقلي بحت، ثم يأتي بعد ذلك دور المشاعر ونموها واتخاذها الطريق المؤدي للزواج أو أن يكتشف كل من الطرفين أو أحدهما عدم وجود المشاعر الكافية لاستكمال هذا الطريق فيتم الانفصال.
لكن يا صديقي أن "تُعجب" بفتاة وتذهب في الحال وتقول لها "بحبك".. فده شيء مش صح؛ فلو قالت لك: وأنا كمان؛ يبقى مع كامل احترامي واعتذاري لكما؛ فأنتم بتلعبوا؛ لأن لا أنت حبيتها ولا هي كمان، ولو قالت لك: لأ أو اعتذرت بأدب زي ما قالت؛ فهذا لا يعني وجود عيب فيك أو في شخصيتك يمنعها من قبولك؛ لكنها أيضًا لم تعرف أو ترَ منك ما يجعلها تحبك.
هذا تحليلي ورأيي بالنسبة لموقفها الأول منك؛ خاصة أنها ذكرت أن سبب الرفض هو عدم رغبتها في الارتباط أثناء الدراسة؛ خاصة وأن دراستكما عملية؛ وتتطلب الكثير من التركيز.. وأنا لا ألومها على ذلك.
أما بالنسبة لاتصالها بك بعد كثرة إلحاحك عليها، والتأكيد على حبك لها، وأن ما بداخلك من مشاعر لا يزال قويًّا؛ فهذا في رأيي لن يخرج عن أحد احتمالين: الأول: هو أن تكون بالفعل قد استجابت لك ولمشاعرك، وبدأت في الاطمئنان إلى صدق حبك وما تكنّه لها من مشاعر؛ لكن كيف تعبر لك عن استجابتها لك؛ وأنتما لا تزالان طالبين، وظنّي أن الطريق الرسمي لما بينكما لا يزال بعيدًا؛ فهداها تفكيرها وفَرَض عليها أدبها أن تكون حدود المعاملة بينكما في إطار الزمالة فقط؛ فهذا من ناحية سيتيح مجالًا للتحدث بينكما، ومن ناحية أخرى لن يلومها ضميرها، ولن تشعر أنها تعمل شيئًا خاطئًا، ولن تحتاج لإخفاء علاقتها بك عن أسرتها مثلًا، أو التحدث معك سرًّا؛ فأنت زميل فقط برغم ما تحمله لها من مشاعر، وبرغم ما قد تكون حملته لك من مشاعر.
أما الاحتمال الثاني: أن تكون بالفعل من الفتيات العابثات التي لا يهمهن سوى إعجاب هذا ومشاغلة ذاك؛ بصرف النظر عن أي جراح أو متاعب قد تسببها لإنسان لا ذنب له سوى أنه أحبها.
هذان الاحتمالان واردان، وإن كان في ظني الاحتمال الأول هو الأقوى؛ خاصة أنك لم تذكر أنك طلبت منها طلبًا ورفضته، أو أحرجتك، أو كان ردّ فعلها صادمًا لك مثلًا.. ولتحديد ذلك والوصول إلى اليقين إن شاء الله، سأطرح عليك سؤالًا واحدًا، وبقدر صدق إجابتك عليه ستصل لليقين إن شاء الله، وهو: هل عرضت عليها التقدم لأسرتها لخطبتها رسميًّا وكانت إجابتها أيضًا الرفض والقول أنكم فقط زملاء؟ أم كان تعبيرك عن مشاعرك ينحصر في إطار رغبتك في التحدث معها كحبيب وحبيبة بما يتبع ذلك من كلام وتصرفات لن يفيدها وقتها حبك، ولا مشاعرك إذا حدث ما لا تحمد عقباه؟
إذا لم تكن قد عرضت عليها هذا العرض بالفعل؛ فهذا يا صديقي خطؤك، وإذا رغبت في الوصْل؛ فيجب عليك إصلاحه في الحال؛ فإذا رفضَتْ فقد انتهى الأمر وظهر أنها فقط معجبة برعايتك لها وما تقدمه من خدمات، وعليك وقتها الابتعاد وعدم محاولة تكرار الاقتراب منها مرة أخرى، وإذا طلبت منك شيئًا فلك مطلق الحرية في قبول أن تقوم به أو رفض ذلك، ولن يلومك أحد على هذا.
أما إذا لم تكن ظروفك تسمح بأي ارتباط رسمي الآن؛ فارض إذن بدور الزميل، وراقب فقط تصرفاتها تجاهك ومواقفها حيال غيابك أو قلقك أو ما تشعر به، وساعتها قد تجد ما يريح قلبك؛ حتى تسمح ظروفك بالتقدم لها.
أنا لا أريد منك ظلمها، ولا أريد أيضًا أن تظلم نفسك؛ فلا تضعها في حيرة بين إرضاء قلبها من ناحية وإرضاء عقلها وضميرها والحرص على ثقة أسرتها فيها من ناحية أخرى، ولا تظلم نفسك أيضًا بالإلحاح على فتاة تتوقف كل رغبتها في استغلال حبك، والاستفادة مما تكنه لها من مشاعر.. فبالتوفيق.