للمرة الالف تحمل الهاتف تطلب الرقم وللمرة الالف خليويه مغلق تكاد تفقد ما تبقى لديها من صبر تحمل السيجارة تنظر اليها نظرة الملاذ تشعلها بيدها المرتعشة تقوم كالصاعقة تروم المكان جيئة و ذهابا وتجلس كالبركان الخامد منهارة هي ثائرة عليه على نفسها على دنياها تضرب على رأسها أمعقول ان ماكان لم يكن؟؟ أحلم هو؟ تتحسس أحشاءها تسترجع اللحظات الماضية غير ممكن ان يكون مجرد وهم بل هو الحقيقة ذاتها. تبتسم تطفىء السيجارة تستلقي على السرير إنها ما زالت تحس به قريبا جدا منها ساكنا بروحها مطبقا على جسدها تحس به يتوغل في كل مسامها ينفذ دمه إلى شرايينها أكان حلما؟؟ وهذا القلب الصغير الذي ينبض باحشائها أحلم هو؟؟ مرة اخرى تقوم تنظر الى المرآة تمسح العرق المتصبب على جبينها تتذكر عرقه المنسكب على صدرها ووجهها قال لها أنه يريدها أن تكون جزءا منه في كل شيء كان ذلك يجعل من جسدها شحنة إثارة ومن روحها طائرا محلقا في سماء العشق. تتحسس وجنتيها المحمرتين تنطلق نحو الرشاش تفتحه تحس برودة الماء تخترق خصلات شعرها تنسكب حتى قدميها. رنين الهاتف يفيقها من تساؤلاتها تهرول حاملة السماعة لا الرقم غلط ما اقسى خيبة الامل هي التي كانت تقول له اّهب ان شئت فأنا أقوى من أن يعذبني هجرك تقتل الآن ألف مرة كل لحظة هجره لم يعذبها فحسب بل قتلها.. جردها من روحها هي التي تحتاج الروح لتكتب.. لتعيش... هي التي كانت دوما تقول في الحب أنه أن تعطي الحبيب مما في جعبتك دو ن أن تشعر بالنقص.
أعطته كما لم تعط من قبل و لم تعد لها قدرة على العطاء من بعد تحبه بل تعشقه حتى النخاع تود لو يعود لو تدري فقط أين هو ستركض نحوه ستقول له أنها ملكه هو فقط ستجعل منه ملكا على سلطان قلبها ستجعل منه أسعد رجل في العالم ستفعل وتفعل وتفعل لكن فقط لو يعود لو تدري فقط أين هو.
بدأ الليل يسدل ستاره وبدأت وساوسها تزداد. بدا كل شيء مظلما وهي لم تبرح مكانها بعد سكون الليل وبرده يجعلانها تشتاق لدفئه يجعلانها تغمض عيونها الناعسة الجميلة السواد وفي مسرح أحلامها تجده يمد لها يديه يدنو رويدا رويدا ومع كل اقترابة خفقة قلب ينظر اليها ومع كل نظرة همسة حب تستسلم لأحلامها المشمشية فجأة تفيق على قرقعة قفل الباب تنكمش في اغطيتها البنفسجية تنصت إلى الخطوات المقتربة خطوة خطوة وإلى قلبها الذي يخفق خفقة خفقة يعلو الصوت وتعلم أنه لم يعد بيها وبينه سوى خطوات يقف أخيرا متكئا على باب الغرفة يبتسم لها لا تجرؤ إلا على الإبتسام وهل من شيىء أجمل في العالم من إبتسامته الساحرة لم يزل واقفا في مكانه ولم تزل هي منكمشة في أغطيتها ينظر إليها وكأنه يعلم كل ما دار في رأسها الصغير مند ذهب تطاطئ رأسها لا تريده أن يقرأ المزيد يقترب من مخدعها يهمس أحبك تغرورق عيونها بالدموع يمسح دمعها المنسكب على خدودها البردانة "حمقائي الصغيرة أبدا لن اتركك"..
كيف ظنت أنه لن يعود بل كيف كانت تظن أنها لن تموت بدونه تطوقه بنظراتها وتقول أنها اشتاقت إليه يمسك يدها المرتعشة يبتسم" وماذا عن أنك اقوى من ان يعذبك هجري" تضم يده إلى صدرها تعترف أن تلك الساعات قتلتها يحلق بها في سماء الحلم فجأة يبتسم" وماذا عن العشاء؟" تضحك لأول مرة منذ الصباح تتمتم وهي تتجه نحو المطبخ "لقد عاد فعلا"...
زينب سلهامي
التعليق: قصة جيدة تنجح في تجسدي مشاعر امرأة بلغة دقيقة رغم بعض الأخطاء والاستخدامات غير المألوفة (تروم مثلاً).. والتطور الدرامي محتمل رغم أنه كان يحتاج جملة تفسيرية للهجر.
صحيح أن لحظة الضعف هذه محتملة الوقوع، لكن المرأة تبدو لي مستسلمة أكثر من المحتمل. كان يمكن أن تكون هناك ولو جملة تجسد تمردها أو حتى رفضها للهجر.
د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة