مع انطلاق معرض جنيف للسيارات تسود أجواء التفاؤل في قطاع السيارات، فظروف السوق جيدة والمبيعات في أوربا في ارتفاع مطرد. لكن لم يتم بعد احتواء الأزمة التي يعاني منها القطاع، والحفاظ على البيئة أصبح أمرا ثانويا. بدأت سوق السيارات الأوربية في الانتعاش ببطء، فللشهر الخامس على التوالي ارتفع عدد السيارات التي سجلت جديدا في يناير الماضي. فهل ستعيش صناعة السيارات من جديد أوقات ازدهار؟ "الحسابات تشير إلى أن الأوقات أفضل بالنسبة لصناع السيارات الأوربيين، لكن الحديث عن ازدهار ما زال بعيدا بعض الشيء "، يقول فرديناند دودنهيفر خبير السيارات من جامعة دويسبورج إيسن الألمانية في مقابلة مع DW. أما حقيقة ما يجرى في سوق السيارات فتوضحه الأرقام التالية: في العام الماضي، تم بيع 12.3 مليون سيارة في دول الاتحاد الأوربي ودول رابطة التجارة الحرة الأوربية أي النرويج وسويسرا وأيسلندا. ويقول دودنهيفر: "إننا على الطريق للخروج من الأزمة، لكن ذلك سيأخذ بعض الوقت. وقد تحسنت الآفاق وهذا يساعد صانعي السيارات." الكبار على أتم الاستعداد صانعو السيارات الألمان الكبار مثل بي إم دبليو، أودي ومرسيدس بنز على أتم الاستعداد فقد تمكنوا من تحقيق التوازن أثناء الأزمة الأوربية من خلال تسجيل نمو قوي في الأسواق الرئيسية مثل الولاياتالمتحدةوالصين. وينتظر أن تحقق تلك الماركات أيضا في المستقبل أرقاما قياسية في المبيعات وتحقيق أرباح أيضا، لأن من المرجح أن يتحسن السوق العالمية في عام 2014. أما الشركات الأخرى التي تعتمد على الإنتاج بكميات كبيرة فيبدو الوضع لديها متذبذبا أكثر. وعلى سبيل المثال شركة فولكسفاجن أكبر منتج للسيارات في أوربا التي تنتشر مصانعها في أنحاء العالم لديها حاجة كبيرة إلى استعادة السوق في الولاياتالمتحدة فقط. فالشركة تقع حاليا في منطقة بين المصنعين المتميزين والمنتجين بكميات كبيرة الذين يركزون فقط على أوربا – مثل أوبل الألمانية التابعة لجنرال موتورز، وفورد أوربا أو مجموعة بي.إس.آي (PSA) الفرنسية التي تضم بيجو وسيتروين، التي دخلها مؤخرا مستثمر من الصين. وباستثناء فولكس فاجن، فقد سجلت جميعها خسارات في السنوات الأخيرة. ضوء في نهاية النفق ولأن السوق الأوربية تشهد تحسنا طفيفا، ترى تلك الشركات ضوء في نهاية النفق، بمعنى "أنه يمكنها أن تتوقع مواصلة خفض تلك الخسائر في العام الجاري، وربما تتجه في 2015 نحو تحقيق أرقام متوازنة"، حسب ما يرى دودنهيفر. أما على الصعيد العالمي، فيعيش قطاع السيارات حاليا – مدفوعا من خلال أسعار النفط المنخفضة- ما يشبه ازدهارا جديدا للمحركات التقليدية، محركات الاحتراق الداخلي. ويبلغ ثمن برميل النفط الخام حاليا نحو 100 دولار أي ما يقل نحو 40 دولار عن أسعار عام 2008. ويعتقد كثير من الخبراء أن التوقعات بصعوده إلى 200 دولار وأكثر في عام 2020 أضحت أمرا مستبعدا. كما أن الأساليب الجديدة لاستخراج النفط في الولاياتالمتحدة خفضت من أسعار الطاقة وبالتالي أعطت دفعا جديدا لصناعة السيارات. لكن ذلك ليس إشارة لمشتري السيارات لاستثمار الكثير من المال في موديلات تقتصد استهلاك الوقود. "المحركات البديلة لمحركات الاحتراق لم تثبت حتى الآن قدرتها على التحمل"، يقول دودنهيفر. وعلى وجه الخصوص تظهر السيارات الكهربائية في ألمانيا أيضا في صورة محزنة جدا. "كانت بي.أم دابليو (BMW) الصانع الأخير الذي دخل السوق بابتكار كبير مع خلال سيارته الكهربائية I3. لكن بقية صانعي السيارات بدأوا ينسحبون شيئا فشيئا." معرض جنيف: محفل دولي لإظهار قوة المحركات في أوائل شهر مارس من كل عام يُقام تقليديا معرض جنيف للسيارات، وهو من أهم معارض السيارات الكبرى في أوربا. ويقول الخبير دودنهيفر "السيارات التقليدية تشهد ازدهارا والسيارات الكبيرة والسيارات ذات العدد الكبير من الأحصنة التي تحرك العواطف القديمة تقف هذا العام في جنيف مجددا في دائرة الضوء.". المحافظة على البيئة أصبحت من الماضي، ففي قطاع السيارات اليوم عاد الطلب مجددا على الموديلات ذات المحركات القوية. كما تواصل شريحة السيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV) نموها باستمرار.