معركة ترامب وماسك سوف تتصاعد. فشلت كل المحاولات لتهدئة الموقف بين الرجلين. ترامب حسم أمره وقال إن علاقته بأغنى أغنياء أمريكا والعالم قد انتهت. بينما ماسك «من ناحيته» حذف ما كان قد هدد به على حسابه الإليكترونى من كشف لوقائع قضية الملياردير المنتحر «إبستين» الأخلاقية التى ورد فيها اسم ترامب»!!» لكنه يتحرك فى كل الاتجاهات للتصعيد!! والأخطر «على الجانب السياسى» هو تهديد الرئيس الأمريكى بعواقب وخيمة لماسك إذا دعم الديمقراطيين فى محاولتهم لعرقلة قانون الميزانية المثير للجدل والذى فجر الخلاف الأخير بين الرجلين. القانون المقترح يواجه صعوبات فى تمريره ومعارضة شعبية كبيرة، والديمقراطيون دعوا «ماسك» لدعم حملة لإقامة دعاوى قضائية ضد النواب الجمهوريين الذين يؤيدون القانون، والذين يخشون «فى الوقت نفسه» المتاعب القضائية واستياء الناخبين وهم مقبلون على انتخابات نصفية حاسمة فى العام القادم. يبدو أن ترامب منزعج بشدة من احتمال الفشل فى تمرير مشروع قانون الميزانية، ويدرك جيدا صعوبة الموقف فى الكونجرس رغم ضغوطه على نواب حزبه. كما يدرك أن مثل هذا الفشل سيكون أكبر ضربة لكل برنامجه فى ولايته الثانية. ومن هنا جاء تهديد «ماسك» بعواقب وخيمة إذا استمر فى حملته ضد القانون ودعمه لمعارضيه، ولكن هذا التهديد «فى حد ذاته» يثير قضية أخطر فى علاقة ترامب وماسك واقتران المال بالسلطة»!!».. فبينما يخشى ترامب من تمويل ودعم ماسك لحملات الديمقراطيين «كما سبق أن دعمه ودعم نواب حزبه!!» فإنه يهدده بعواقب وخيمة فسرها الجميع فى ضوء تصريحاته السابقة التى ألمح فيها إلى إلغاء العقود الحكومية الضخمة لشركات ماسك والتى تمثل جانبا هاما فى ميزانياتها»!!» ماذا يعنى ذلك كله؟! المال يدعم السياسة للوصول إلى السلطة لترد الجميل مضاعفا، والسلطة تستخدم أدواتها لتمنح أو تعاقب لتحمى نفسها، والمصلحة العامة تتحول إلى وجهات نظر حتى لو أضاعت الطريق. صراع ترامب وماسك ليس مجرد «خناقة» بين أقوياء، إنه تعبير عن أزمة أكبر للديمقراطية فى أمريكا، وإنذار لكل العالم بأن علاقة المال بالسلطة تحتاج إلى ضوابط وضمانات قانونية صارمة حتى لا يتحول الأمر إلى أن تصبح أكبر دولة فى العالم رهينة صراع المال والسلطة.. أو «خناقة» ترامب وماسك التى لم نر منها إلا البداية!!