السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مش عارف أبدأ إزاي، أنا كنت متردد إني أكتب؛ بس لقيت نفسي عايز حد يساعدني لأني مش عارف أتكلم مع حد بصراحة، حتى أصحابي باكلّمهم وماباقدرش أقول ليهم التفاصيل. مشكلتي إني من زمان كنت معجب ببنت كانت زميلة ليّ أيام في إعدادي وثانوي.. كنت بحبها، ومش قادر أحبها، علشان ابن عمها صاحبي أوي من عشرين سنة، وأنا باكلّمها كأنها أخت لصاحبي مش الإنسانة اللي أنا عايز أعيش عمري معاها؛ برغم إن نفسي أكلّمها وأقول لها اللي في قلبي.. بس أرجع وأقول: لأ ماينفعش، دي أخت صاحبك.
بس اليومين اللي فاتوا جَمَعِتنا الظروف إننا نقعد مع بعض ونتكلم، وقعدنا نفتكر أيامنا سوا، وأنا باكلمها ونفسي أقول لها إني بحبها من زمان.. وحاسس إننا بنبادل بعض نفس الشعور؛ لدرجة إن فيه واحد قال لي إنه حاسس إن فيه حاجة بينّا، وإنه باين علينا لما بنبقى سوا.. أنا زعقت له وقلت له: إزاي يقول كده، دي أخت صاحبي، يعني أختي؛ فقال لي إنه باين علينا إننا معجبين ببعض.
خايف تتخطب علشان هي خلّصت السنة دي، وأنا لسه معايا على الأقل سنتين غير دي على ما أقدر أقول إني عايز أخطب.
مش عارف أعمل إيه، أقول لصاحبي وأخويا إني بحب بنت عمك، ونفسي أخطبها، ولا أسكت وأفضل زي زمان وأسيبها تضيع مني؟ خايف يفتكرها خيانة ليه إني أبصّ لبنت عمه.
يا ريت تقولوا لي أعمل إيه.. آسف إني طوّلت عليكم.
m.heart
أولاً: أشكرك على ثقتك فينا، وربنا يقدّرنا على أن نظلّ دائماً عند حسن ظنّ قرائنا.
ثانياً: عليكَ أن تُدرِك أن الحب الطاهر العفيف المُنزّه من أية رغبات أو شهوات، ما هو إلا أسمى المشاعر الإنسانية، ودائماً ما يكون حافِزاً -وليس عائقاً- للاستمرار في الحياة ومحاولة التقدّم والنجاح.
إن الحب الحقيقي يُضيء حياة المحبّين، ويملؤها بهجة وهناء.. الحب الحقيقي طاقة إيجابية وليست سلبية، والمُحِب الصادق دائماً ما يفخر بحبه ولا ينكره أو يخفيه؛ إلا إذا كان حباً مستحيلاً.
لذا أريد منك قبل فعل أي شيء أن تُفكّر جيداً، وأن تأخذ الوقت الكافي لتُقَرّر: هل تُحِبّها حقاً أم أن ما تشعُر به ما هو إلا شعور عارض سيزول بمرور الوقت.
اعذرني إن كنت قد أطلت في المقدمة السابقة؛ لكني أردتك أن تُدرِك أن حُبك -إذا كان صادقاً حقيقياً- ليس عيباً تُخفيه عن الآخرين، وتنكره كلما لاحظه أحد ما؛ فأنت تقول إن إعجابك بهذه الفتاة بدأ منذ كنت بالمرحلة الإعدادية واستمرّ خلال المرحلة الثانوية ثم الجامعة.. وهذا الإعجاب يكبر ولا يقلّ بمرور الوقت، وتشعُر أيضاً بأنها تبادلك نفس الشعور، وأن هذا الشعور قد أصبح مرئياً للآخرين؛ حيث لاحظه أحد أصدقائك، وقد شغل هذا الأمر بالك حتى أفقدك التركيز في كل شيء.
وسؤالك هنا: هل تبتعد أم تُصارِح صديقك؟ وقد فَضّلت بالفعل التزام الصمت من قبلُ؛ لكن صمتك لم يقضِ على شعورك نحوها؛ فَلِمَ لا تحاول أن تتحدث مع صديقك؛ فهذا هو ما أردتَ فعله دوماً.. تحدّث معه كإنسان مُدرِك لما يقول ويتحمل مسئولية أفعاله، وإن كان شعورك نحوها حقيقياً؛ فتأكّد أن صديقك لن يقف في طريق سعادتكما.
استأذنه في التحدّث معها والإفصاح لها عما بداخلك، وعِدْهُ وعداً صادقاً بأن تُحافِظ عليها، وأن تحميها من كل الناس حتى من نفسك، ثم تحدّث إليها بمنتهى الصراحة؛ ليس عن طبيعة شعورك نحوها فقط؛ بل عن عدم استطاعتك أن ترتبط بها بشكل رسمي قبل عامين.. اعرض عليها الأمر، واترك لها القرار؛ فهذا هو السبيل الوحيد لتتأكد من حقيقة شعورها نحوك، وهل ستُفَضّل انتظارك عامين، أم الارتباط بآخر جاهز؟
وأياً كان ردّها؛ فتأكد أنه سيُريحُكَ؛ حيثُ إنه -في أسوأ الأحوال- سيُنهي حيرتك وقلقك الحاليين، وسيُعيد قدرتك على التركيز بمشيئة الله.