أنا عندي 23 سنة، باشتغل وبادرس في تعليم مفتوح، موضوعي هيجنني خلاص.. أنا اتقابلت مع إنسان كويس في كل حاجة، وحتى لو كانت فيه حاجة زمان؛ فهو دلوقتي غيّرها علشاني وعلشان يرضيني، مركزه الاجتماعي كويس، وبيشتغل وأهله ناس كويسين. حاول يكلمني وأنا كنت بارفض؛ لحد ما جات الفرصة واتكلمنا، وبقينا أصحاب كويسين أوي؛ بس تعاملنا ما كانش تعامل أصحاب، وقعدنا فترة، وكنت دايماً أحسّ بحاجة جواه؛ بس مش بيقولها، لحد ما اتكلم.
كنت باتمنى كل لحظة يقول لي فيها؛ بس خايفة، ويوم ما قال لي إنه بيحبني أنا كنت هاموت من الفرحة، وقال لي إنه هيخطبني بعد انتخابات والده، وأنا وافقت.
بس برغم كده أنا دايماً حزينة من جوايا وهو حاسس.. أنا حزينة لأني خايفة والده يرفضني بسبب الفارق اللي بينّا في المستوى؛ مع إن والدته كلمتني، وفرحانة بيّ هي وإخواته، وكمان هو بيحبني جداً وبيحب أهلي من غير ما يشوفهم؛ بس قلقانة وكل ما يسألني على أهلي وعيلتي أتنرفز.
أنا عارفة إنكم هتقولوا لي أقول كل حاجة وأصارحه.. أنا قلت اسم عيلتي وكل حاجة؛ بس قلقي من بكره جامد أوي.. يا ريت تدعوا لي وتقولوا لي أعمل إيه علشان أخلّيه متمسك بيّ أكتر.
nonoo
بارك الله فيك صديقة "بص وطل" العزيزة.. أنا فخورة بفتاة مثلك؛ فما أروع أن نكون سبباً -بفضل الله عز وجل- في تغيير أناس آخرين للأفضل.
إن أي ارتباط أو موضوع يُقبل عليه الإنسان ويريد أن يعرف إذا كان خيراً له أم شراً؛ فعليه أولاً أن يتّجه بنيّة صادقة إلى العلي القدير بصلاة استخارة وإيمان ويقين بأن ما سيوفّقه الله له سيكون هو الخير مهما كان هذا الشيء بعيد عن رغباتنا.. وأيضاً أيقني عزيزتي أن أي موضوع نقبل عليه، ويقرّبنا إلى الله أكثر؛ فهو خير بإذنه تعالى.
عزيزتي ما أروع أن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً لنكون أكثر صدقاً مع الناس، وبالتالي أكثر إقناعاً وجذباً لهم، وهذا ما فعلتِه أنت مع هذا الشاب الذي أعتقد أيضاً أنه كان صادق المشاعر معك. وانجذابكما القائم على حسن النية في إعلان ارتباطكما، والرغبة في إرضاء الله عز وجل سيكون بإذنه تعالى سبباً لبداية حياة سعيدة.
"المرء عدوّ ما يجهله".. نصيحتي لك عزيزتي ألا تخافي من شيء وتيقّني أن كل شيء بِيَد الله؛ فلو اجتمع أهل السماء والأرض على أن ينفعوكِ أو يضروكِ بشيء لم يكتبه الله عليك؛ فلن يكون؛ لذا فلا داعي أبداً للانتظار ووضع تصوّرات سيّئة تنغّص عليك حياتك وتجعلك تسيئين التصرف.
إن هذا الانتظار والتخوّف قد يؤدّي إلى فتور وتساهل من جهة هذا الشاب؛ فمهما كان يحبك ويجدك تتمهلين؛ فقد يتمهل هو الآخر، وبدلاً من أن يأخذ الأمور على محمل الجد كما فعل؛ فقد تتبدل الأحوال وتأخذ العلاقة شكلاً آخر، وتتحولان لمجرد اثنين مرتبطين ارتباطاً غير رسمي، يتخلله الخوف والمشاكل والأخطاء أحياناً؛ فمجرد محادثتكما دون هدف تُعدّ خطأ؛ فلا تجعلي هذا الأمر يحدث؛ خاصة وأنه أظهر حسن النية وعرّفك على والدته وإخوته؛ إذن فالهدف موجود وكل ما ينقصك هو التوكل على الله والاحتفاظ بحقكما في إعلان حبكما حتى يباركه الله.
عزيزتي كلما تعبنا في الحصول على الشيء كلما ازداد قيمة، ولكي تحتفظي باحترام وحب هذا الشاب عليك أن تحافظي أولاً على قُربك من الله ومراقبته في كل لحظة تجمع بينكما سواء خلال مكالمة هاتفية أو في أي مكان، وتيقّني من أن أي إنسان يستعجل ما ليس من حقه سيحرم منه، وأن أي إنسان نتساهل في حق من حقوق الله لإرضائه -مهما كان هذا الإنسان متيقناً من حبنا له- فسيدبّ الشكّ والتساهل وعدم الجدّية والملل واختلاط المشاعر إليه، وسنقلّ في نظره.
لذا، فعليك أن تُعرّفي هذا الشاب على أسرتك وتتعرفي على أسرته، ويطلب هو من والدته أن تتحيّن الفرصة المناسبة لتفتح موضوع ارتباطكما مع والده.. ولا تخرجي لمقابلته دون سبب، وحبذا أن تكون مقابلتكما في وجود والدتك أو والدته أو أحد إخوتكم تمهيداً لإعلان ارتباطكما.
حدّثيه في أن يحاول إقناع والده بالموضوع؛ ولكن بالعقل والتمهّل والهدوء، لا بالعناد والتصميم والعصبية.. عليك أيضاً أن تحاولي التعرّف على سمات شخصية والده، وأن تعززي من احترام الشاب لوالده؛ مع التأكيد على اعتزازك بأسرتك وبوالديك اللذين تعبا وسهرا الليالي في تربية فتاة في مثل خلقك وتديّنك؛ فاحترامك لذاتك وللإنسان الذي سترتبطين به، هو ناتج طبيعي لاحترامك لهذه الأسرة الكريمة.. وإياكِ أن تُظهري أي تقليل من شأن أسرتك؛ فستكون نقطة سوداء فيما بعد؛ حتى بعد ارتباطكما بإذنه تعالى.
أدعو لك الله عزّ وجل أن يوفّقك ويلهمكما الصواب وأن يقرّب لكما الخير، وأرجوكِ أن تتيقّني أولاً وأخيراً أن الله لا يريد لنا إلا الخير.