السلام عليكم.. أنا عندي مشكلة وهي إني مرتبطة بواحد وبحبه وهو كمان وماما عارفة وهو فاضل إن شاء الله كام شهر كده ويتقدم لي عشان نتخطب هو كان حاكي لي كل حاجة عن نفسه قبل ما يعرفني، ومن ضمن الحاجات إلى أنا عارفاها عنه إنه لفترة كده كان أدمن نوع من المخدرات وبعد عنها بعد كده واتعالج الحمد لله، وهو معترف بغلطه وهو دلوقتي الحمد لله بقى كويس والله وبيصلي على طول، وحتى هو كان بيدخن وطلبت منه يبطل وفعلا بطلها عشاني بقاله حوالي سنة كده. قصد كلامي إنه بقى إنسان تاني. بس المشكلة أنا خايفة لما يتقدم لي وبابا يسأل عنه ويعرف كل حاجة وده ممكن يحصل وبكل سهولة علشان بابا ظابط وكده، أنا عارفة كويس أوي إنه بقى كويس بس برضه لو بابا عرف حاجة زي دي لا يمكن يوافق هو وماما.. والمشكلة التانية إن هو ساعات كتير آجي أقول له نازلة يفضل يقول لي ما تلبسيش كذا والبسي كذا، وما تحطيش مكياج وده إذا وافق أصلا إني أنزل. أنا والله مش زعلانة أنا عارفة إنه بيحبني بس ماما بتفضل تقول لي ده بيتحكم فيكي، وأنا مش مقتنعة بكلام ماما، بس برضه ما ينفعش أستهون بيه عشان هو لو بيعمل كده عشان بيحبني أنا مش زعلانة بس لو بيتحكم طبعا دي حاجة تزعل، ولو هو بيتحكم أعمل إيه وأتصرف معاه إزاي؟
hodhoda عزيزتي.. لا توجد وسيلة للتغلب على المخاوف خير من المبادرة بمواجهتها! أعني بهذا خوفك من رفض والدكِ لفتاكِ بسبب ماضيه مع الإدمان. كم نسبة يقينك من الرفض؟ ثمانون بالمائة؟ تسعون؟ ربما مائة بالمائة؟ لا بأس.. فدائمًا هناك نسبة -ولو ضئيلة- لنجاح المسعى تستحق أن نبذل لأجلها بعض الجهد. ما أعنيه هو أنه مهما كانت ثقتك برفض والدك للفتى فعليكِ أن تتخذي قرارًا تخرجين به من ترددك، إما أن تخبري فتاكِ أن قصتكما بلا أمل أو أن تخبريه أن يتقدم وليفعل الله ما يريد، على الأقل لتكونا قد قمتما بما عليكما. طبعًا أنا مع الخيار الثاني، وهو أن تشجعي فتاكِ على التقدم، وإلى ذلك الحين فعليكِ أن تطلبي عون والدتك في مفاتحة الوالد في الموضوع والحديث معه على انفراد بينما تنتظرين أنت إشارتها للحديث معه بدورك. وصدقيني، والدتك بما لها من خبرات في الحياة، وعِشرة مع والدك تعرف من خلالها مفاتيح موافقته ورفضه، قادرة على التفاهم معه والخوض فيما لا تستطيعين بحكم كونك ابنته أن تخوضي فيه. ثم إن الوالد -بما له من خبرات حياتية كبيرة بحكم العمر والمهنة- سينظر للأمر من زوايا أخرى تجعله يرى ما لا ترين، وكما أن من بين ما قد يراه ما قد يجعله يرفض الفتى ففي المقابل قد يرى فيه ما يجعله يوافق عليه.. هذه مسألة لا بد من مراعاتها. ولو رفض -لا سمح الله- فيمكنكما المحاولة معه، بمعاونة والدتك، مرة وثانية وعاشرة، وتقليب الحجج ووسائل الإقناع المقبولة من كل جانب حتى يوافق بإذن الله. وعلى أية حال فأنا أعتقد أن موافقة والدتك على الشاب -مع علمها بماضيه (وأرجو تصحيح هذه المعلومة لو كنت مخطئًا)- تعني أنها تعلم بإمكانية موافقة الوالد. فمن المؤكد أنها بعد كل تلك السنوات معه قد خبرته جيدًا -أعني والدك- وتعلم بحكم خبرتها به احتماليات موافقته من رفضه، ومن المؤكد أنها لن توافق كل هذا وهي تشعر أنه سيرفض، إلا إن كانت لها وجهة نظر أخرى. إذن فرأيي أن تتشجعي وليتقدم الفتى، فإن تم الأمر على خير فخير وبركة، وإن لم يتم -لا قدر الله- فعلى الأقل قد حاولتما، وهذا أفضل من الاستسلام مع طرح السؤال الأبدي: "ألم يكن من الأفضل لو حاولنا؟". أما عن مسألة شعورك بتحكم فتاكِ بكِ، فهو في رأيي لا يمارس تحكمًا بقدر ما هو يظهر غيرة عليكِ، تمامًا كما أظهرتِ أنت خوفًا على صحته من السجائر وجعلتِه يقلع عن التدخين لأجلك. والغيرة شقيقة الحب، ولا بأس بها ما لم تزد عن حدها. إن معيار حكمك على تصرفات فتاكِ أنها متحكمة من كونها ليست كذلك يجب أن يكون بالسؤال الآتي: هل يتدخل فتاكِ في ملبسك وخروجك من البيت لمجرد التدخل ودون محاولة للتفاهم أو فهم احتياجاتك أم إنها في حدود التوجيه المقبول وبطريقة تُظهِر تفهمه احتياجك للخروج وقضاء المشاوير؟ فلو كانت الأولى فهذا تحكم ويجب أن تضعي حدودًا له بالتفاهم مع الفتى، وإن كانت الثانية فهذا يا عزيزتي ليس بالتحكم بل هو الخوف من المحب على حبيبته. وهذا مما يتطلب الحب. وفقكما الله يا عزيزتي، ورعاكما وأتم لكما على خير.