لعل أبرز ما شغل الرأي العام الإيراني هذا الأسبوع هو الهجوم الإرهابي الذي استهدف الحرس الثوري في سيستان وبلوشستان وأوقع ما يزيد على 80 شخصا بين قتيل وجريح من قادة الحرس الثوري، ومجموعة من رؤساء العشائر السنية والشيعية الذين كانوا قد شاركوا في اجتماع تحضيري لمؤتمر الوحدة بين الشيعة والسنة في البلاد. الصحف الإيرانية أجمعت على وجود أيادٍ خارجية وراء التفجيرات وأشارت بعض أصابع الاتهام إلى الموساد الإسرائيلي، بينما أشارت أصابع أخرى إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا.. صحيفة (كيهان) قالت إن الموساد الصهيوني لن ينال من عزيمة أشاوس الحرس الثوري، كما اتهمت الصحيفة جهاز الاستخبارات الأمريكية (سي. آي. إيه) بالضلوع في التفجيرات، مشيرة إلى أن التفجير استهدف الوحدة الإسلامية وضرب الجهود والمساعي الرامية إلى التقريب بين الشيعة والسنة؛ مضيفة أن ذلك لن يقلل من عزيمة إيران للمضي قدما في طريق التقريب والتواصل بين المذاهب الإسلامية. وذكرت (كيهان) أن مخطط الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي استهدف أيضا أمن البلاد واستقرارها، والهدف من ذلك هو إبقاء المنطقة على حالة من التوتر الذي سيصب في النهاية في مصلحة إسرائيل وحلفائها. أما صحيفة (ابتكار) فقد أعربت عن ثقتها الكاملة بأن تخسر الإدارة الأمريكية الرهان على استنزاف إيران من الداخل كما خسرت هذا الرهان في العقود الثلاثة الماضية. بدورها أكدت صحيفة (رسالت) اتهامات كيهان وقالت إن الصهاينة والأمريكان يستخدمون أنواعا كثيرة من الحروب النفسية والسياسية والاقتصادية العسكرية مع إيران منذ ثلاثين عاماً؛ وأشارت إلى أن جماعة جند الله التي أعلنت مسئوليتها عن الهجوم اعترف زعيمها قبل عامين بتلقي مساعدات من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن دول إقليمية كباكستان والسعودية، وعقبت الصحيفة بالقول بأن المؤامرات الأمريكية والأموال السعودية لم ولن تنال من إرادة الشعب الإيراني. ودعت الصحيفة إلى رد فعل سريع وحاسم بملاحقة المجرمين ومعاقبتهم؛ مشيرة إلى إمكانية فرارهم إلى أفغانستانوباكستان. صحيفة الوفاق دعت إلى ضرورة اقتلاع الإرهاب من جذوره؛ وقالت إنه لا يجوز أن تقيس الولاياتالمتحدة قميص الإرهاب على قياس مصالحها الشخصية؛ فتبرر ساحة الإرهابيين الصهاينة في الأراضي الفلسطينية، بينما تصنف أي مقاومة ضد الاحتلال بالإرهاب. وفي ختام مقالها دعت الوفاق إلى ضرورة تعاون الدول المجاورة خاصة باكستان مع إيران في مكافحة الإرهاب؛ وهو نفس ما دعت إليه صحيفة (اعتماد) حيث تحدثت عن ضرورة تشكيل حلف إقليمي أمني مكون من إيرانوأفغانستانوباكستان لمواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة.