بعد الصدمة التى أفاقت عليها إيران بمقتل العشرات بينهم 7 من كبار قادة الحرس الثورى الإيرانى فى تفجير انتحارى استهدف اجتماعا للتقريب بين السنة والشيعة فى مدينة سرباز بإقليم سيستان بلوشستان، وجهت طهران أصابع الاتهام إلى عناصر من المخابرات الباكستانية بالتورط فى الهجوم، وطالبت إسلام أباد بتسليمها زعيم تنظيم جماعة جندالله السنية، وألمحت إلى دعم مخابراتى أمريكى وبريطانى لجماعة جندالله، بينما نفت إسلام أباد تلك الاتهامات وأكدت أنها ستتعاون بشكل كامل فى التحقيق مع طهران. واتهم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد «عناصر أمنية باكستانية» بالتورط فى الهجوم الانتحارى الذى أودى فى حصيلة جديدة بحياة 41 شخصا من بينهم 7 من كبار قادة الحرس الثورى الإيرانى، وأكد نجاد أن إيران تلقت معلومات تفيد بأن «بعض العملاء الأمنيين» فى باكستان يتعاونون مع عناصر تقف وراء الهجوم الذى وقع على الحرس الثورى، ودعا نجاد إسلام أباد إلى عدم إضاعة الوقت والتعاون مع إيران فى اعتقال مرتكبى الهجوم، كما اتهمت طهران جارتها باكستان باستضافة قائد جماعة جندالله، عبدالمالك ريجى وأعضاء بالجماعة التى أعلنت مسؤوليتها عن تفجير سرباز. وفى المقابل، أدان رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلانى «الهجوم الإرهابى المروع» الذى وقع فى سيستان بلوشستان، بينما نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية تورط بلاده فى نشاطات إرهابية ردا على تلميحات نجاد بتعاون عناصر من مخابراتها فى الهجوم، وأكد وزير الداخلية الباكستانى رحمان مالك لنظيره الإيرانى مصطفى محمد نجار خلال اتصال أجراه به الأخير أنه سيتم بذل جميع الجهود اللازمة للقبض على المتورطين فى الهجوم، وأكد أنه «وفقا لمعلوماتنا فإن عبدالملك ريجى ليس فى باكستان». ويأتى ذلك بعد أن استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الباكستانى فى طهران قائلة إن هناك أدلة على أن «مرتكبى هذا الهجوم جاءوا إلى إيران من باكستان»، إلا أن المسؤول الباكستانى أكد لطهران أن بلاده ستتخذ كل التدابير من أجل تأمين حدودها مع إيران. وعلى صعيد متصل، أعلن الجنرال محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى الإيرانى، أن بلاده ستطلب من باكستان تسليمها عبدالمالك ريجى، موضحا أن وفداً إيرانيا سيتوجه إلى باكستان لتسليم دليل لهم لكى يعلموا أن الجمهورية الإسلامية تدرك الدعم الذى تقدمه إسلام أباد لجندالله، وقال جعفرى إن جماعة جندالله المسؤولة عن الهجوم على صلة بالمخابرات الأمريكيةوالباكستانية، وأضاف: «إن وراء هذا المشهد جهازى المخابرات الأمريكى والبريطانى، وستكون هناك إجراءات انتقامية لمعاقبتهما». وبدوره، اتهم الجنرال محمد باكبور، قائد سلاح البر فى الحرس الثورى، المخابرات الأمريكية والبريطانية ب«تدريب وتجهيز» عناصر «جندالله» فى دول مجاورة. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الإيرانى محمد حسن أبوترابى أمام البرلمان إن «الجريمة الرهيبة التى وقعت فى سيستان بلوشستان نفذت مع دعم مباشر من أمريكا المجرمة والمرتزقة التابعين لها» وبدوره، أثار النائب البرلمانى الإيرانى بيمان فروزش احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقب جندالله، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن بيمان قوله: «هناك إجماع على مشاركة قوات الحرس الثورى وقوات الأمن فى عمليات بأى مكان تراه ضروريا» فى إشارة فيما يبدو إلى اتفاق النواب حول هذه المسألة. من جهة أخرى، حُكم على المسؤولين الإصلاحيين هدايات أغائى وشهاب طبطبائى، الذى كان مسؤولا عن حملة المرشح الرئاسى الخاسر مير حسين موسوى، بالسجن 5 سنوات بتهمة إخلالهما بالسلم الأهلى والدعاية المسيئة للنظام، والتحريض على المشاركة فى أعمال الشغب. وفى غضون ذلك، وقبل انطلاق المحادثات الحاسمة بين إيران والدول الغربية فى فيينا، أمس، لحسم قضية تخصيب اليورانيوم الإيرانى فى دولة أخرى، هددت طهران بأنها لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، وقال على شيرزديان، المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، إن قيام طهران بشراء الوقود النووى من الخارج لا يعنى أنها ستوقف تخصيب اليورانيوم داخل البلاد بنسبة 5% فى الوقت الحالى، محذرا من أنه فى حال فشل المفاوضات مع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة فإنها ستخصب اليورانيوم بنسبة 20% وأنها لن تتخلى أبدا عن حقها فى ذلك.