أعلن الكاتب الصحفي مصطفى بكري -عضو مجلس الشعب وأحد أبناء محافظة قنا- عن غضبه من مسلسل "الكبير أوي"، وقال: لم أكن أتوقع أن أحداثه ستسخر من الصعايدة إلى هذا الحد من ناحية الشكل والمضمون، فهو مليء بالعديد من المواقف التي تسخر من الرجل الصعيدي والمرأة الصعيدية. وأضاف: "حتى الآن لا أعرف سبب إنتاج هذا العمل، وأين احترام عقلية الإنسان الصعيدي الذي لا يقلّ ثقافة وعلماً عن غيره بعدما دخل التعليم كل القرى الصعيدية، فنحن نطالب بتقديم الوجه الحقيقي للشخصية الصعيدية، وما هو عليه الآن". ووصف "بكري" الصعيدي في ضوء ما تقدّمه الدراما بأنه "أبله وعبيط وعدواني ويعشق الدم، وأوضح أن ذلك انعكس على نظرة المشاهد للصعايدة، وكأن مؤلفي هذه الأعمال لم يقرأوا عن الجهود التي بذلها أهالي الصعيد في إنشاء السد العالي أو الوقائع التاريخية لبناء الصعيد، وتصدي أهل الصعيد للاحتلال الفرنسي". وأتبع: "كتاب الدراما تجاهلوا أيضا كتابة مسلسل عن دور رفاعة الطهطاوي في التعليم، فتلك الموضوعات هي الأوْلى بتقديمها، فالصعيد غني بالموضوعات الدرامية وليس القتل والثأر فقط". وأضاف "بكري": "مع الأسف الكل يسعى إلى إيجاد حبكة درامية لمسلسلاته دون أن يضع في حساباته المشكلات الحقيقية التي يعانيها أهالي الصعيد". وتساءل "بكري": أين قرى الصعيد المحرومة من التنمية؟ وأين الصعيدي الفقير الذي ترك بلدته وهاجر إلى القاهرة والإسكندرية؛ للبحث عن فرصة عمل؟ وأين المعاناة التي يتعرض لها وشعوره بأنه غريب وهو في بلده؟ وكذلك الصعايدة الذين يعملون في الدول العربية بعدما اشتد عليهم الفقر، فكل الدراما الصعيدية ركّزت فقط على كبير البلد وهو الرجل الغني الذي يتحكم في الناس، وتجاهلت المشاكل الحقيقية لفقراء الصعيد. وأوضح "بكري" أن تجارة السلاح والمخدّرات التي تقدّمها الدراما الصعيدية مبالغ فيها؛ لأن تلك نوعية من التجارة إن كانت موجودة في محافظة قنا فإنها محدودة وتمارس بشكل فردي، ولكن ليست ظاهرة ليتم بناء أكثر من عمل درامي عليها، وقال: "قنا أصبحت الآن أجمل مدينة، ودخل أهلها كل مجالات التعليم، وبالتالي لا أجد أي مبرر في تقديمها في كل المسلسلات بهذا الشكل التقليدي، ولهذا أطلب من المؤلف قبل الكتابة عن بلد معين أن ينزل إليه، ويتعرف بنفسه على حقيقة أهله حتى يقتنع الجميع بما يكتبه". عن المصري اليوم