«أبو ذكرى» و«بدرة».. شخصيتان جذبتا الانتباه إلى مسلسل «الرحايا» الذى يعرض على التليفزيون المصرى وقناة «بانوراما دراما»، فخفة ظل الشخصية الأولى وغموض الثانية كانا المفتاح الرئيسى لمتابعة المسلسل من جانب عدد كبير من المشاهدين فى صعيد مصر، وانطلاقا من هاتين الشخصيتين واصل الجمهور متابعة كل شخصيات المسلسل التى ارتبطوا بها ارتباطا كبيرا لدرجة التفاعل معها، ورغم أن الدراما، هذا العام، تقدم مسلسلا صعيديا آخر وهو «أفراح إبليس» للمؤلف محمد صفاء والممثل السورى جمال سليمان فإن أحدا لم ينتبه له أو يتابعه من أهل الصعيد إلا قليلاً. نجاح كبير حققه مسلسل «الرحايا» الذى تدور أحداثه فى إحدى قرى محافظة سوهاج، أكده عدد كبير من المشاهدين، خاصة «الصعايدة» الذين يتابعون حلقاته بشغف شديد للبحث عن إجابات للأسئلة الكثيرة التى طرحها المسلسل، لدرجة أنهم يشاهدونه 3 مرات فى اليوم الواحد، ووقت عرض المسلسل تزدحم المقاهى فى عدد كبير من قرى الصعيد ويتجمع كبار البلد حول أبنائهم وجيرانهم فى «المندرة» لمتابعة المسلسل الذى يعتبرونه أقرب وأصدق المسلسلات الصعيدية فى التعبير عنهم بلغتهم وبعاداتهم وطباعهم، وذلك عكس انطباعاتهم عن مسلسل «أفراح إبليس» الذى يتحدث عن الصعيد أيضا حيث يؤكدون أن «هذا الصعيد الذى يقدمه المؤلف محمد صفاء عامر وجمال سليمان وعبلة كامل ليس صعيدهم بل مختلف تماماً عن حياتهم، فرجالهم لا يتصرفون بهذا العنف ونساؤهم لا يضعن الماكياج ولا يكشفن عن شعورهن، والحكاية كلها مجرد تمثيل». فى قرية العيسوية شرق التى تم تصوير معظم أحداث مسلسل «الرحايا» فيها، يتابع أهلها المسلسل بشغف وينتظرون كل حلقة بفارغ الصبر بل إن تكرار مشاهدتهم للحلقات جعلهم يحفظون المشاهد وانفعالات الممثلين، وعندما انتقلت أسرة المسلسل، السبت الماضى، إلى بلدتهم لتصوير مشاهد الحلقة الأخيرة التف حولهم أهالى القرية والقرى المجاورة وكانوا فى استقبالهم عند مدخل القرية. العكس حدث فى قرى محافظة قنا، فرغم أن مسلسل «أفراح إبليس» تدور أحداثه فى إحدى قرى المحافظة فإن أغلبهم عزف عن مشاهدة المسلسل بعد أن اكتشفوا أن أحداثه لا تمت بصلة لواقعهم الذى يعيشونه، واتجهوا إلى متابعة مسلسل «الرحايا»، وأكد أحمد عسران «طبيب من محافظة قنا» أنه لم يشعر بأن مسلسل «أفراح إبليس» يتحدث عن الصعايدة وقال: نحن لا نتحدث بهذه اللهجة ولا ترتدى الفتيات الصعيديات هذه الملابس، وقد اعتدنا من الدراما أن تقدم الصعيد بطريقة مشوهة عكس الحقيقة، ولكن «الرحايا» يحظى بنسب مشاهدة عالية منذ بدايته، وأكد أن أهالى قرى أبوتشت التى ينتمى لإحداها يتابعون المسلسل يوميا لأنه ملىء بالمفاجآت والأحداث التى هى جزء من حياتهم. محمود عبداللطيف من قرية أبوشوشة، محافظة قنا أكد أن «الرحايا» يذكرنا بأيام عرض مسلسل «ذئاب الجبل» حيث كانت كل عائلة فى البلدة تتجمع فى المندرة الخاصة بها، لمشاهدة المسلسل، فهكذا الحال مع «الرحايا» فالكل يتجمع حوله، وقال: هناك مواعظ كثيرة استفدناها من المسلسل أهمها العدل فى تربية الأبناء فلو عدل «محمد أبودياب» بين أبنائه فى الحب والاهتمام ما وقع كل ذلك الكره بينهم، كما أن الزيجات المتعددة تولد الكثير من المشاكل التى يجنيها «أبودياب» حاليا. أحمد عبدالعاطى «مدرس فى قرية برديس فى سوهاج» أكد أنه من خلال متابعته للمسلسل وللمشاهدين من أهل قريته اكتشف أنهم متفاعلون معه لدرجة أنهم يطبقون ملامح كل شخصية فى المسلسل على أشخاص بأعينهم فى القرية فمثلا يقولون إن «أبوذكرى» بقصر قامته وخفة دمه يشبه فلاناً ابن فلان، و«محمد أبودياب» بهيبته وقوة شخصيته يشبه فلاناً وهكذا، حتى على مستوى الموضوعات والقضايا التى يطرحها المسلسل يقولون مثلا إن ما حدث مع «أبودياب» حدث بالفعل فى قرية كذا باختلاف بسيط.. وهكذا.
