إذا كانت الإثارة ستكون حاضرة في لقاء القمة 22 بين الزمالك والأهلي في بطولة كأس مصر في ظل رغبة الفريقين في التأهل لدور الثمانية واستكمال رحلة البحث عن اللقب إلا أن طموح الفريقين في تحقيق ذلك سيتوقف على براعة ويقظة الحارسين عبد الواحد السيد الحارس المخضرم للزمالك والحارس شريف إكرامي الذي بدأ في ترسيخ أقدامه مع الأهلي منذ الانضمام للفريق الأحمر في يناير الماضي. الوحش عبد الواحد السيد سيحمل على عاتقه الدفاع عن نظافة عرينه، ومنع مهاجمي الأهلي من التسجيل في شباكه؛ للحفاظ على آمال الزمالك في استكمال المشوار، بينما سيكون شريف إكرامي على موعد مع أضواء القمة في مباراته الأولى بالقميص الأحمر أمام الزمالك بعدما حرمته الإصابة من المشاركة في القمة 105 في الدوري الممتاز، ويدرك الوحش الصغير أن ارتكاب أي خطأ كفيل بأن يضع كلمة النهاية على علاقة الحب التى تربطه بجماهير المارد الأحمر. الدوافع ستكون كبيرة لدى عبد الواحد وشريف اللذين يدركان أن التألق فى قمة الكأس سيكون جواز المرور الشرعي نحو احتلال مكان في تشكيلة المنتخب الوطني الذي يبدأ مشواره في التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا 2012 في غينيا والجابون في سبتمبر المقبل. وفي حالة وصول الفريقين لركلات الجزاء الترجيحية سيصمت الجميع ويتكلم شريف وعبد الواحد اللذين يعرفان جيدًا كيفية التعامل مع ركلات الحظ الترجيحية. اللعب بالأوراق الرابحة عندما تصل عقارب الساعة إلى التاسعة من مساء اليوم (الأربعاء) ستتوقف الضحكات وترتسم ملامح ممزوجة بالتفاؤل والخوف والقلق والحذر والجدية على ملامح لاعبي الزمالك والأهلي فيما تتعالى صيحات وهتافات 67 ألف متفرج في مدرجات استاد القاهرة الدولي الذي يحتضن لقاء القمة بين قطبي الكرة المصرية الزمالك والأهلي. وهي المباراة التي تحظى باهتمام ومتابعة الملايين داخل مصر وخارجها.. الكل يبحث عن المتعة.. الكل يبحث عن ليلة سعيدة.. الكل كان يتمنى أن تكون المباراة فى النهائي وليس في دور ال16، ولكن وحدهما حسام حسن المدير الفني للزمالك وحسام البدري المدير الفني للأهلي يسعيان لإدراك الفوز في قمة الكأس التي لا تقبل نتيجة غير فوز أحد الفريقين لذلك يعتمد القطبين على أوراقهما الرابحة لتحقيق الانتصار والعبور لدور الثمانية. ولتحقيق هذا الحلم يعتمد حسام حسن المدير الفني للزمالك على براعة الساحر محمود عبد الرازق (شيكابالا)، و(الثعلب) حسين ياسر المحمدي، والحارس عبد الواحد السيد، وظهيري الجنب المتميزين محمد عبد الشافي الظهير الأيسر، وأحمد غانم سلطان الظهير الأيمن، والمهاجم القناص أحمد جعفر، الذي يحلم بتسجيل هدفه الثاني في شباك الأهلي. بينما يظل الثلاثي المرعب (ساحر القلوب) محمد أبو تريكة، و(الزئبقي) محمد بركات و(الصقر) أحمد حسن مصدر الخطورة الحقيقية على الشباك البيضاء في الأهلي، ومعهم الصاعد المتألق أحمد شكري والعائدان من الإصابة سيد معوض صاحب العرضيات المتقنة وشريف عبد الفضيل المتألق في مركز الظهير الأيمن والمهاجم الباحث عن إثبات الذات محمد فضل الذي تألق بشدة في مباراة الفريق الماضية أمام نبروه بتسجيله لهدفين قادا الأهلي لعبور عقبة أبناء محافظة الدقهلية ومواجهة الزمالك في دور الستة عشر. الأهلى والزمالك مواجهة لا تقبل التعادل بين الأهلي والزمالك تاريخ طويل من المنافسة.. تفوق فيه الأهلي كثيراً.. وتفوق الزمالك قليلا.. وفي بطولة كأس مصر كان للأهلي النصيب الأكبر في الفوز بعدد البطولات حيث تمكن المارد الأحمر من الفوز ب35 بطولة لكأس مصر بينما فاز الزمالك ب21 بطولة. ومنذ بداية كرة القدم في مصر والأهلي والزمالك كأنهما المنافسان الوحيدان على البطولات، وتحديدًا بطولتي الدوري الممتاز وكأس مصر، وحينما يلتقي الفريقان مساء غد (الأربعاء) في دور الستة عشر لبطولة كأس مصر ستكون هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان في هذا الدور منذ بداية المسابقة، ولن تكون لنتيجة التعادل التي حدثت في آخر مواجهتين جمعتهما هذا الموسم في بطولة الدوري أي قيمة، في ظل ضرورة انتهاء المباراة بفائز يكمل بقية مشوار البطولة التي لم يتمكن الأهلي من الفوز بها منذ عام 2007، بينما يطمح الزمالك الذي كان أول فريق يفوز بلقب هذه البطولة في العودة من جديد للوقوف على منصات التتويج والفوز باللقب الغائب عن ميت عقبة منذ عام 2008. مواجهة الأربعاء تحدٍّ خاص لأبناء مدرسة الفن والهندسة الذين يسعون لتحقيق فوز على الأهلي تأخر لأكثر من 51 عاما، حيث لم يفلح الزمالك في إلحاق الهزيمة بالأهلي في مسابقة كأس مصر منذ نهائي بطولة عام 1959 الذي فاز فيه الزمالك بنتيجة 2/1 سجل هدفي الزمالك عصام بهيج وعلي حسني وسجل هدف الأهلي طه إسماعيل. لعب الفريقان في النهائي 16 مرة، كان الفوز من نصيب الأهلي في 9 مباريات، في مقابل خمس للزمالك وألغيت نتيجة نهائي 1943 ليتقاسم الفريقان كأس البطولة كل 6 شهور وتعادلا في نهائي موسم 1958 بنتيجة 2-2 وأعيدت المباراة وتعادلا بنفس النتيجة ليتم اقتسام اللقب من جديد بين القطبين نتيجة لعدم اعتماد ركلات الجزاء الترجيحية وقتها. وإذا كان الأهلى قد نجح في موسم 2002 فى الفوز على الزمالك 6-1 في بطولة الدوري الممتاز فإن التاريخ يذكر أن أبناء ميت عقبة حققوا فوزاً هو الأكبر على الأهلي على مدار تاريخه في بطولة الكأس بنتيجة 6/صفر في نهائي 1944. وفاز الزمالك في دور الأربعة مرتين مقابل مرة واحدة للأهلي كما فاز الأهلي في دور الثمانية مرتين، وبذلك يكون الأهلي فاز على الزمالك 12 مرة في كأس مصر، وفاز الزمالك في 7 مرات وتعادلا مرتين، وسجّل الأهلي 40 هدفًا بينما سجل الزمالك 34 هدفًا. لمن ستكون الغلبة في لقاء القمة بين الأهلي والزمالك في دور ال16 من كأس مصر؟!