السلام عليكم يا موقعي العزيز.. أنا فتاة أكتب لك المعاناة والقهر الذي بقلبي.. لقد أحببت شخصا بكل معنى الكلمة ويشهد الله أنني حتى الآن أحبه وسأبقى مخلصة له.. أنا وهو تبادلنا الحب وعشنا مع بعض فترة حب جميلة، دامت علاقتنا سنتين، حصلت مشاكل كثيرة بداية من أهلي أنهم لم يوافقوا على هذا الارتباط؛ لأنه من دولة أخرى، وبعدما انتهت المشاكل عندي بدأت المشاكل عنده من أهله أنهم لا يريدونني لأنني فتاة من إسرائيل لكن أنا عربية مسلمة وأحلف بالله أنني مسلمة كأي مسلم والحمد لله، دائما أنا وحبيبي كنا نتخطى هذه المشاكل وتزوجنا رغما عن أهلنا إلا أنني بقيت عند أهلي لكي يكون زوجي نفسه لكنني في هذه الفترة لم يلمسني زوجي؛ لأنه يريد المحافظة عليّ.. المهم كثرت المشاكل من أهل حبيبي وأرادوا أن يبعدوه عني فخطبوا له فتاة أخرى، مع العلم أنه لا أحد يعرف بزواجنا رغم الحادثة الأخيرة حبيبي بدأ يتغير، أهله غضبوا عليه وطردوه من البيت وقالوا له يجب أن توافق على الفتاة التي خطبناها لك وأن تترك الفتاة التي أنت تحبها وأكيد مع بعض الشتائم، آخر شيء أتذكره أنني تكلمت مع حبيبي وطلّقني وقل لي أنا أعمل كل هذا لأجلك ورغم كل هذا أنا أحبه.. أرجوكم ماذا أفعل؟ لماذا الناس بهذه الأنانية كل يوم يمر أتألم كثيرا.. الدموع والحزن دائما معي، ساعدوني فأنا فتاة عربية مسلمة أرجو أن تبعثوا لي الرد بأقرب وقت ممكن.. جزاكم الله خيرا. أختكم في الله
مشكلتك بالفعل معقدة، فمن ناحية من حقكما -أنتِ وحبيبك- أن ترتبطا برباط رسمي مقدس، ومن ناحية أخرى أجدني أتفهم قلق أسرته من الارتباط بفتاة تحمل الجنسية الإسرائيلية وما سيترتب عليه من وضعه وأسرته تحت أعين الأمن واستبعاده مستقبلا من أية وظيفة مرموقة بل واحتمالية أن يحصل أبناؤه على الجنسية الإسرائيلية -وفق القانون الإسرائيلي على حد علمي- مما قد يعرضه وإياهم لإسقاط الجنسية المصرية عنهم!
لكن المشكلة أن الحب لا يعرف تلك التعقيدات السياسية، لهذا فأنا أتفهم ذلك العناء الذي تعيشانه، رغم إدراكي مدى تعسر ولادة ارتباطكما.
ولكن دعيني أعاتبك وإياه على زواجكما دون علم أهله، فهذا من شأنه -كما حدث بالفعل- تعقيد الأمور أكثر عندما يعلمون بهذا، وهذا ما حدث أيضًا. وأعتقد أنه ترك انطباعًا سيئًا عنكِ لدى أسرة فتاكِ، رغم أنه طرف في ذلك الخطأ. على كل حال فأنا كما قلتُ أتفهم دوافع ومشاعر كل أطراف مشكلتك، ويمكنني أن أتفهم ذلك الضغط النفسي والعاطفي الذي تعرضتما له ودفعكما لهذا. على كل حال فلنركز على حل مشكلتك الآن.
يجب أن تنظري للأمر بشكل عقلاني.. وأن تضعي في اعتبارك التضحيات التي سيكون فتاكِ مطالبا بها إذا تزوجك وأنتِ تحملين الجنسية الإسرائيلية. فالمشكلة الأولى -كما قلتُ في بداية الرسالة- هي ما يتعلق بالعمل والجنسية، وأنتِ تعلمين أن ثمة اتجاها سياسيا وإداريا حاليًا لإسقاط الجنسية المصرية عن المتزوجين من فتيات يحملن الجنسية الإسرائيلية، كذلك تبقى مشكلة هوية أبنائكما، فلو تم ما أخشاه من إسقاط الجنسية عنه فهذا يلحقهما أيضًا، ولكِ أن تتخيلي الأثر النفسي والاجتماعي لذلك عليه.
هذه هي الصورة المبدئية لحجم التضحيات التي سيكون حبيبك معرضا لها، فهل ستستطيعين أن تعيشي معه وأنتِ تعلمين أن ما لحق به هو نتيجة لارتباطه بكِ؟
وقبل أن تحسبي أني ألقي المسئولية عليكِ، صدقيني أنا لا أفعل، وأتمنى من كل قلبي أن توجِد حكوماتنا حلولاً لهذه المشكلات المؤلمة، لكننا هنا نتعامل مع الواقع فقط طالما أننا نتحدث عن ارتباط ومسئوليات. وعلى كل طرف منكما أن يعرف جيدًا كم سيضحي الطرف الآخر لأجله. ولا أعتقد أنكِ تريدين أن تعيشي في احتمالية أن يأتي يوم وتسمعي كلامًا من نوعية: "فعلت لأجلكِ كذا وكذا.. وخسرت بسببكِ كذا وكذا" أبعد الله هذا الكلام عنكما لكنه أمر وارد فنحن بشر. وصدقيني من المؤلم على الإنسان أن يعيش حاملا في ذهنه فكرة أنه تسبب في ضرر لشريك حياته، حتى لو كان هذا الشريك راضيًا بذلك.
لا تحسبي كذلك أني أغلق الباب في وجه ارتباطكما بالضبة والمفتاح، أو أحاول أن أجعلك تكرهين الفكرة، أنا فقط أنقل الجانب الواقعي العملي من الصورة لأكمل بها الجانب العاطفي الذي تحملين، بحيث تكون الصورة كاملة واضحة للجميع. ولا أنا أنكر عليكِ حقكِ في الحياة والحب والارتباط، بلى أنا أساندكِ لكني أرغب أن يكون ذلك بشكل واقعي يخدمكِ فعليًا لا بمجرد كلمات متعاطفة لا تحل مشكلتك.