استضافت مكتبة ألف "أ" بالزمالك أول أمس (السبت) حفل توقيع كتاب "تاريخ شكل تاني" للكاتب الشاب وليد فكري، وحضر حفل التوقيع د. أحمد خالد توفيق، ود. نبيل فاروق، والروائيان أحمد العايدي وأحمد مراد. تطرّقت الندوة لعدة أفكار منها مفهوم وطرق كتابة التاريخ والبحث فيه، والفرق بين التناول الأكاديمي، والسرد الذي لا يرتبط بتسلسل زمني للأحداث؛ بما يهدف لاجتذاب الشباب وردّهم إلى القراءة مرة أخرى. في الندوة تناول د. أحمد خالد توفيق -الذي قام بكتابة مقدمة الكتاب- مفهوم الانتقائية في كتابة التاريخ، وضرب مثلاً بالهدف والمغزى أو الفائدة التي تعود على القرّاء من معرفة أن سعد زغلول كان يلعب القمار، أو أن السادات كان مولعاً بالخمور، أو أن حسان بن ثابت اختبأ في بيت أحد النساء خوفاً من أحد المعارك؛ وهو ما يخوض في خصوصيات لا ينبغي أن يعرفها القرّاء لن تعود عليهم بالنفع. فيما أبدى د. نبيل فاروق موافقته على كشف حقائق المشاهير وأسرارهم بحرية للتعرّف عليهم بصورة أكثر قرباً. الروائيان أحمد العايدي وأحمد مراد كانا من بين حضور الحفل وكما كتب على ظهر غلاف الكتاب يقول "وليد": "هذا الكتاب ليس موجّها لقارئ التاريخ المحترف، ولا للباحث الأكاديمي؛ بل هو موجّه في المقام الأول للشاب الذي يخطو أولى خطواته متحسساً طريقه في القراءة والبحث في التاريخ، ويعوقه ما هو شائع -ظلماً- عن هذا المجال الممتع من أنه كئيب ممل مزدحم بالمعلومات الثقيلة على العقل". وهذا يتضح في عدم التزامه بتسلسل زمني للأحداث، وطريقة تناوله وكتابته للتاريخ. وعن هذا ذكر "وليد" أنه سُئل ذات مرة عن تخصصه وفي أي فترة زمنية يكتب؟!! فأجاب أنه ليس متخصصاً في فترة ولا يعتمد تسلسلاً زمنياً عند سرده للأحداث، وإنما يتتبع فكرة بعينها يدرسها ويبحث فيها ثم يبدأ الكتابة عنها، وهو ما يتناسب مع طبيعة القارئ الشاب. وأضاف أنه يهدف لاجتذاب الشباب وردّهم مرة أخرى إلى القراءة في التاريخ عن طريق إقناعهم أن الأمر ليس بهذه الصعوبة، وهذا يفسّر حرصه على ذكر مصادره في نهاية كل فصل من فصول الكتاب، بما يتيح الرجوع إليها لمن يرغب في الاستزادة من المعلومات. من ناحية أخرى علّق د. نبيل فاروق على مفهوم الاستهانة بالخصم وتحقيره والحط من شأنه ووصمه بوضيع الصفات والسجايا، وهو الأسلوب الذي يتبعه كثير من كتّاب التاريخ؛ فقال معترضاً: عندما تستهين بخصمك ينبغي أن تحدد نقاط قوته جيداً، وأن تدرك أنه دائماً ما تكون القضية عادلة من وجهة نظر أصحابها فقط، وإذا كان الآخر يشعر بغير هذا فإنه لن يحارب، بمعنى أن لديه قضية يراها عادلة، وأنت لديك قضية تراها عادلة؛ وهذا ما نراه في قضية فلسطين حيث يرى كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أنهم أصحاب حق.. لكي تكون ناجحاً حقاً عليك أن تنافس الناجحين وتتفوّق عليهم لتصبح على القمة، وهذا هو معيار النجاح وقيمته. وهنا تتضح انفعالية العرب؛ حيث إننا ننفعل لدرجة ننسى معها حقائق الحياة، وانفعالاتنا تفوق قدرات عقلنا، حيث ننفعل ونتخذ قرارات ونتصرّف في الأمور قبل أن نُعمل عقولنا؛ في عالمنا العربي لدينا مساحة هائلة للانفعال وليست لدينا مساحة كافية للتفكير مما يفسّر مساحة الندم الكبيرة، وذلك الإحساس المصاحب بالذنب والحاجة الدائمة للاستغفار. "تاريخ شكل تاني" يهدف لردّ الشباب مرة أخرى للقراءة في التاريخ كما تطرّقت الندوة أيضاً لرؤية كل من السنة والشيعة للآخر؛ حيث تحدّث د. أحمد خالد توفيق عن التلاعب بالتحكيم ومذبحة "يزيد"، وأوضح أن التاريخ الذي درسه في كتب المدرسة يختلف عما قرأه فيما بعد. وأوضح أن هناك تعبيراً روسياً يقول: "محاولة تقويم العصا يؤدي لثنيها في الاتجاه الآخر"، عند تصفّح النت تجد بعض المواقع الشيعية التي تصوّر السنّة وكأنهم مجموعة من الشياطين، والحال لا يختلف كثيراً عنه في بعض المواقع السّنية، ولكن في رأيي الشخصي أن هناك تمويلاً كبيراً يتم ضخه لإعادة كتابة التاريخ وإعادة تصنيف المعسكرات في هذه اللحظات. وأنا من مدرسة "هويدي"؛ حيث أعتقد أن الشيعة مخزون استراتيجي، وكتاب "إيران من الداخل" من أهم الكتب التي تمثّل خلاصة تفكيري فيما يخص إيران.
حضر حفل التوقيع: الداعية مصطفى عاطف أصغر داعية في مصر والوطن العربي، ود. عاصم الإمبابي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، ود. علياء شكري أ/ علم الاجتماع، والأستاذ مصطفى الحسيني الكاتب والناشر، وهبة سلامة، وتامر عبد الغفور من دار نشر (بوك هاوس). "تاريخ شكل تاني" صادر عن دار "مزيد" برعاية "بص وطل"، وينقسم إلى ستة أقسام تحت عنوان: "العابثون بالتاريخ"، "جاهلية.. ولكن"، "المفسدون في الأرض"، "بين البارحة واليوم"، "دماء على عتبات الإله"، وأخيراً "نحن وأبناء العم إسرائيل". إضغط لمشاهدة الفيديو: إضغط لمشاهدة الفيديو: