أنا متجوّزة من سنتين، وجوزي بيشتغل في الخارج، ومن يوم ما هو سافر وأنا تعبانة جداً؛ لأني كنت باعتمد عليه في كل حاجة، ومع الوقت باحاول أتأقلم والحمد لله ربنا مصبّرني.. بس اللي تاعب قلبي ومضايقني حماتي؛ لأنها على طول حطّاني في دماغها، هي بتبقى منتظرة من ابنها يكلّمها زي ما بيكلّمني ويرن لها زي ما بيرن لي، ولما بيكلمني، هي بتزعل وبتضايق وألاقيها بتعاملني وحش. طيب هو المفروض إنه يكلّمها زي ما بيكلّمني؟!! أنا بابقى تعبانة، وفيّ اللي مكفّيني، وهي مش مراعية، وكمان وهي بتكلّمه بتبقى قافلة الباب، وتكون لوحدها، يا إما تفضل قاعدة جنبي وأنا باتكلم، أنا تعبت من تصرّفاتها، ولما باقول لجوزي على تصرّفاتها يبرر لها كذا مرة، وطبعاً أنا باعدّي عشان خاطره، بس زوّدت فيها أوي، واللي ينرفزني أكتر إننا بنتخانق عشان كده كتير، أنا معذورة أنا عايزة أحس بوجوده معايا، هي كل اللي مفروض يهمها تطمن عليه وخلاص، إنما أنا ليّ حقوق ما حدش بيقدّرها، واللي بيضايقني أكتر رده على الموضوع ده يقول لي إنتم محسسني إني متجوّز اتنين!! طيب هو مين اللي بيعمل كده مين اللي غلطان في حق التاني؟!! على العلم من إنها واعية وفاهمة كل حاجة كويس جداً، والأكتر من كده إن بنتها في نفس الموقف وبتحلل ليها اللي بتحرّمه عليّ.. أنا تعبت ومش مستحملة، ومش عارفة أتصرّف يا ريت تقولوا لي أتصرّف معاها إزاي؟! sweetlove
صديقة "بص وطل" العزيزة.. أعرف تماماً شعوركِ تجاه ما يحدث من حماتكِ التي زوّجتك ابنها حتى تصبحي لها ابنة تضاف إلى أولادها، ولا تكوني زوجة ابن تحرمها من ابنها.. وأعرف تماماً شعور هذه الأم التي تخاف على ابنها في الغربة من كل شيء حتى من كلامكِ له؛ خوفاً من أن تشتكي من شيء ينكّد على ابنها في الغربة، وهو في حاجة للمساندة والمساعدة. ولو تخيّلتِ صديقتي نفسكِ في سن حماتك وابنك الذي أنفقتِ عمرك كله عليه في الغربة مسافر يتصل بزوجته التي يعرفها من سنين ولا تتساوى مع أمه التي تعرفه قبل أن يولد، لشعرتِ بما تشعر به هذه السيدة، التي تشعر بالغريزة، وليس بالعقل أنك أخذت وهي أعطت، وحق لها في مقابل هذا العطاء أن يكون لها في ابنها النصيب الأكبر.. هذا حقها، وسيكون حقكِ عندما تكونين في مكانها. فكيف يكون لك حقكِ ويكون لها حقها دون تعارض وتنافس لا داعي له، وخصوصاً أنكِ بدأتِ تشكين لزوجك من تصرّفات أمه، وهذا خطأ أكبر بكثير من خطأ حماتك التي لها مبرر بالغريزة والحب في تصرّفها، ولا مبرر لك في الشكوى من أمه... فماذا تتوقّعين منه أن يفعل.. هل يُعاقبها؟ يتصل بكِ ولا يُكلّمها؟ ينصركِ عليها؟ أم ينصرها عليكِ؟ من الخطأ صديقتي أن تقفي مع الأم في كفة الاختيار فإن اختارك على حساب أمه فهذا ضدك؛ لأنه لا خير فيه؛ لأن الحديث الشريف يقول: "خيركم خيركم لأهله". وإن نصرها عليك فهذا إيضاً ضدّك؛ لأنه سيتسبب في تعاستكِ؛ لذلك لا تضعي نفسك أبداً في موضع اختيار، فأنتِ -دون زعل- يمكن لزوجك أن يُطلّقكِ ويتزوّج غيركِ، وأمه تظلّ أمه حتى لو كانت عقرب -والعياذ بالله- فرضا ربه في يدها، وجنته تحت قدميها كما يقول الحديث: "الجنة تحت أقدام الأمهات". وحل مشكلتك صديقتي بسيط للغاية: إذا تكلّم زوجكِ على تليفونك وحماتكِ بجواركِ لا تزيدي عن الترحيب الحار لزوجكِ، واعطي السماعة لأمه، وقولي لها اتفضّلي ابنك عايز يطمّن عليكِ واتركي لها التليفون. واتفقي مع زوجكِ على الاتصال الخاص -الخاص جداً- في وقت نوم حماتكِ، وتكونين مستعدّة نفسية للتواصل النفسي مع زوجكِ لتستمدي من كلامه وحنانه ما تتقوي به على الحياة حتى يجمعكما الله إما في بلد العمل أو رجوعه إليك بإذن الله. وكمان ممكن يكون تليفونك صامت وتحسّي بالرنة أو تقرئي الرسالة ولا من شاف ولا من دري!! يعني ممكن تكون اتصالاتكم سرية بينكم مثل العشاق قبل الزواج وقت الخطبة، وبكده يتحوّل نكد الاتصالات لسعادة. أو تتكلّموا على الشات حيث لا يسمع ولا يشترك أحد في المكالمة، ولا حتى يعرف حد إن هناك اتصالات من أصله، فهذه علاقتكِ الخاصة بزوجكِ وأنتِ حرّة فيها. من الآخر: أنتِ على حق في التواصل مع زوجكِ، ولكن بعيداً عن أعين صاحبة الحق الأول. فاجعلي التواصل الزوجي آخر الليل، وأنتِ في خلوة وبعيداً عن أهل البيت جميعاً، وفي مكالمات النهار قدّمي لحماتك التليفون تشيلها لكِ جميلة، وتحس إنها بتتكلّم مع ابنها بموافقتك ومزاجك مش غصب عنك. وراعي أنها أم ولا تفقد الأم أمومتها للولد بالذات بعد زواجه، بل قد تشعر بعض الأمهات بالغيرة على أولادهم والخوف من أن ينسى أمه بزوجته. راعي مشاعرها صديقتي؛ فاليوم أنت زوجة وغداً إن شاء الله ستكونين حما، وما تفعلينه أو تزرعينه اليوم تحصيدنه غداً على أن يكون الخير بإذن الله.