"الولاياتالمتحدة تفرض رسوما جمركية على المنتجات الصينية حماية للصناعة الوطنية الأمريكية".. الخبر ده مش خيال علمي عما سيحدث في العالم بعد 200 سنة بسبب المد الصيني ولكنه خبر حقيقي نشر هذا الأسبوع عن حماية الولاياتالمتحدة لمنتجاتها من خطر إغراق المنتجات الصينية لبلادها..
فقد شدد المتحدث باسم البيت الأبيض والذي تستورد بلاده إطارات بقيمة 1.8 مليار دولار سنويا على ضرورة أن تقوم التجارة على أساس العدالة بين الصين وأمريكا..
فالصين التي يبلغ تعداد سكانها مليار و300 مليون نسمة تمكنت من إغراق الولاياتالمتحدة بالإطارات الصينية فاضطرت الدولة التي شعارها الاقتصادي "دعه يعمل.. دعه يمر" إلى منعهم من العمل في بلادها وفرض رسوم على مرورهم بحجة أعلنها البيت الأبيض وهي: "من أجل معالجة اختلال السوق بسبب زيادة الواردات من الإطارات".
فابن عمتي سافر مؤخرا لأمريكا.. المفاجأة أنه رجع وكل الحاجات اللي معاه صيني.. لأنها الأرخص والأجود..
فالمنتجات الصينية المشهورة عندنا برخص السعر تتميز مثيلاتها في السوق الأمريكي بالجودة لتنافس معايير الجودة بالولاياتالمتحدة..
طيب وإحنا إيه مشكلتنا مع الصين..
الحقيقة أن التبادل التجاري بين الصين والدول العربية وصل إلى 40 مليار دولار عام 2007، ويتوقع أن يتجاوز ال100 مليار قبل حلول عام 2012 وتقتصر الصادرات العربية إلى الصين على البترول ومشتقاته بينما تشمل الصادرات الصينية فوانيس كرومبو وسلاكة الأسنان -لاحظ معي أننا نحتاج للتكنولوجيا الصينية المتطورة لتنتج لنا سلاكة الأسنان- سجاجيد الصلاة وكل حاجة خلقها ربنا تقريبا..
وإذا سول لك شيطانك ألا تشتري المنتج الصيني ترسل لك دولة الصين الشقيقة مخلوقا صينيا صغيرا يمر على بيتك لإقناعك بشراء المنتجات الصينية التي تقاعسْت عن شرائها..
عموما بكين اتهمت إدارة أوباما بأنها تخرق قواعد منظمة التجارة العالمية مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في الرد على الإجراء الجمركي الأمريكي.
الصين سترد على أمريكا..
موضوع بين الكبار مالناش دعوة بيه!
فلا أمريكا تقدر تظلم الصين بجماركها، ولا الصين تقدر تظلم أمريكا بإغراق أسواقها..
أما إحنا فسنكتفي بالفرجة على المنتجات الصينية وهي بتغرق أسواقنا..
لأننا بره اللعبة أصلا!
فالصين عملاق من مليار وربع بني آدم والهند عملاق يسكنه مليار مخلوق بشري والولاياتالمتحدة دولة عظمى ونصف قارة وروسيا الاتحادية دولة كبرى ومساحة شاسعة والاتحاد الأوروبي يتكون من بلاد كبرى كفرنسا وإيطاليا وإنجلترا ومع ذلك اتحدت في كيان واحد..
فإذا كانت فرنسا أدركت عجزها عن أن تقف وحدها في مواجهة الكيانات الخرافية الموجودة بالعالم الآن فالأولى أننا مع فشلنا عن إقامة أي كيان عربي متماسك سنكون أكثر عجزا..
ربما تكون الصين أغرقت أسواقنا ولكن فرنسا وإنجلترا فعلت من قبلها ثم فعلت منتجات أمريكا والاتحاد السوفيتي.. ولو اختفت الصين من الخريطة كليا غدا وابتلعها البحر فستغرق المنتجات الهندية أو منتجات بلاد الواق واق أسواقنا بعد غد..
ليه؟ أقول لك ليه..
- تعمل إيه لو لقيت حمار؟ - الطبيعي إني أركبه. - وزعلان من الصينيين ليه؟!