أعلنت الجمارك الصينية أمس تحول الميزان التجاري الصيني إلي «الخط الأحمر» في مارس الماضي مسجلا أول عجز تجاري شهري للبلاد في ست سنوات، بلغت قيمته 7.24 مليار دولار أمريكي. وفي أول تعليق رسمي اعتبر المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن لذلك العجز سببين رئيسيين، يتمثل الأول في سعر صرف العملة الصينية «اليوان أو الرينمينبي» بينما يتمثل الآخر في نزعة الحمائية التجارية التي تجتاح العديد من شركاء الصين التجاريين وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي. وأوضح أنه فيما يتعلق بالسبب الأول فإنه وعلي الرغم من رفع قيمة اليوان بأكثر من 20% في عام 2005 حتي عام 2008، إلا أن الفائض التجاري الصيني ازداد في فترة السنوات الثلاث، وعلي النقيض من ذلك عندما حافظت الصين علي استقرار عملتها منذ منتصف عام 2009 تراجع اجمالي الفائض التجاري للبلاد بأكثر من 30% في عام 2009 مقارنة بعام 2008 واستمر في الانخفاض ليصل الي 50% علي أساس سنوي في الشهرين الأولين من العام الحالي. وبخصوص الحمائية التجارية، تظهر احصاءات رسمية لمنظمة التجارة العالمية أن العام الماضي وحده شهد رفع 118 دعوي تجارية استهدفت صادرات للصين بقيمة بلغت أكثر من 13 مليار دولار حيث بلغ عدد الدعاوي المرفوعة من قبل الولاياتالمتحدة وحدها 23 دعوي ضد منتجات صينية بقيمة 7.6 مليار دولار، وسط توقعات بأن البلاد ستواجه المزيد من الاجراءات الحمائية الجديدة في الاسواق الخارجية خلال العام الحالي نظرا لعودة صادرات الصين الي الارتفاع إذ تأتي بصورة متزامنة مع استمرار معاناة الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وغالبية الاقتصادات المتقدمة من تداعيات الأزمة المالية العالمية علي مجمل أوضاعهما الاقتصادية. ودلل علي ذلك بقرار الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي تمديد رسوم مكافحة الاغراق علي وارداته من الاحذية الصينية التي تبلغ نسبتها نحو 16.5% لمدة 15 شهرا تبدأ اعتبارا من ديسمبر الماضي، وقرار أمريكا أمس الاول الجمعة بتحديد رسوم نهائية مضادة للاغراق ضخمة علي أنابيب الصلب الصينية بنسب تتراوح بين 30و99% علما أن واردات أمريكا من هذه الأنابيب الصينية تقدر بأكثر من مليار دولار سنويا.