تمخضت المقترحات التي قدمتها إيران للدول الست الكبرى بشأن برنامجها النووي عن اجتماع رسمي بين الجانبين بداية الشهر المقبل. صحيفة إيران اعتبرت أن هذه المقترحات جاءت من منطلق القوة التي فاوضت بها إيران هذه الدول ونقلت عن علي أكبر صالحي رئيس الوكالة الذرية الإيرانية قوله إن إيران لا تنوي التخلي عن حقها المشروع باستخدام الطاقة النووية؛ مضيفا أن التقنية النووية وحلقة الوقود النووي والطاقة النووية جزء من حقوق إيران السيادية ولن يكون هناك أي تفاوض حول هذه الأمور.
وطالب صالحي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تناقش وتدرس القضايا النووية الكبرى كنزع السلاح النووي وحظر الانتشار النووي في العالم مشيرا إلى أن إيران تتعرض لتهديدات بضرب منشآتها النووية متهماً الولاياتالمتحدة بنشر القلق والتخويف والأسلحة في الشرق الأوسط.
وانتهجت صحيفة (رسالت) نفس النهج وقالت إن سياسة الاقتدار والصلابة الإيرانية أثبتت نجاحها بخلاف سياسة التراجع أمام الغرب التي لا تعطي إلا مزيداً من المطالبات الغربية كما حدث في فترة رئاسة محمد خاتمي عندما جمدت وعطّلت كافة الأنشطة النووية الإيرانية لمدة سنتين، ثم طالبت الدول الغربية بوقاحة تامة بتجميد المشروع النووي إلى الأبد بحجة أن إيران دولة نفطية لا تحتاج إلى الطاقة النووية، في الوقت الذي تسعى فيه هذه الدول لبناء مشاريع نووية ضخمة في السعودية والإمارات.
وأكدت الصحيفة أن الثقة بالذات هي رمز النجاح والتوفيق في هذا المجال.
من جانبها رأت صحيفة الوفاق أن الجانب الإيراني لن يقبل بأقل من رد كامل وشفاف على مقترحاته، من الغرب حتى يثبت مدى مصداقيته مع الملف ومع العلاقات الإيرانية.
ورأت أن الغرب يتحدث لأول مرة عن إيجابيات في المقترحات الإيرانية المقدمة وهو ما يشير إلى نجاح السياسات الإيرانية في فرض كلمتها وأحقيتها في امتلاك البرنامج النووي.
أشارت صحيفة (سياست روز) إلى اقتراح قدمته الولاياتالمتحدةلإيران يقضي بأن تقدم الأولى للثانية 20 طائرة بوينج ومعدات جوية أخرى مقابل أن توافق طهران على مفاوضات ثنائية مباشرة بين البلدين.
ووصفت الصحيفة هذا العرض بمحاولة الإغراء الفاشلة، وقالت إن العرض يأتي في وقت يعاني فيه النقل الجوي الإيراني من نقص حاد في الطائرات المتطورة وقطع الغيار، لكن ما تريده إيران من الإدارة الأمريكية هو الاعتراف بنظامها وبقوتها وبدورها المؤثر في المنطقة وألا تتدخل في شئون إيران الداخلية وأن تفرج عن كل الأموال الإيرانية المجمدة في الولاياتالمتحدة منذ زمن الشاه.
وأضافت الصحيفة أن وراء العرض أغراضا أخرى من الرئيس الأمريكي الذي يريد أن يقول إنه طرق كل الأبواب لحل الملف الإيراني بالطرق الدبلوماسية لكن الإيرانيين لم يستجيبوا، بل أصروا على الاستمرار في نشاطهم النووي، ومن ثم يستطيع وقتها أن يطالب باتخاذ خطوات صارمة ضد إيران تشمل تجديد العقوبات عليها.
بعيدا عن الملف النووي كان الموضوع الأبرز الذي تناولته الصحف الإيرانية هو زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القاهرة ولقائه بالرئيس مبارك، وتساءلت صحيفة (جام جم) عن ماذا يريد نتنياهو من مبارك، وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني يستخدم مصر كجسر أو بوابة لتعميق العلاقات مع الدول الإفريقية وباقي الدول العربية نظراً لثقل مصر في العالم العربي.
واستنكرت الصحيفة استقبال القاهرة لنتنياهو في ظل إصراره على تهويد القدس ومضيه قدما في بناء المستوطنات في الضفة الغربية واتهمت النظام المصري بمكافأة نتنياهو على سياساته الاستفزازية المتطرفة وعلى كسره لكافة الموازين والقوانين الدولية.
ومضت الصحيفة في كيل الاتهامات لمصر وقالت إن هناك تنسيقا أمنيا بين مصر والكيان الصهيوني لتشديد الحصار على قطاع غزة من جهة، وتضييق الخناق على المقاومة الإسلامية في غزة وفي لبنان.
وزعمت الصحيفة أن النظام المصري يلعب دور السمسار الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية ويخدم أهداف الاحتلال الصهيوني ويقدم التطبيع العربي الشامل مع الصهاينة مقابل وعود وأوهام لا أساس لها على أرض الواقع.
معاقبة كروبي على تأليب الرأي العام
في الشأن الداخلي الإيراني اهتمت الصحف الإيرانية بنتيجة تحقيق اللجنة القضائية الخاصة بأحداث الشغب التي تلت الانتخابات الرئاسية، وأشارت الصحف إلى نتيجة التحقيق فيما ادّعاه المرشح الخاسر مهدي كروبي بشأن وجود اعتداءات جنسية داخل السجون الإيرانية بحق المعتقلين في أعمال العنف وأكدت هذه التحقيقات عدم توفر أي دليل قانوني يثبت حدوث أي اعتداء جنسي بحق هؤلاء الأفراد الذين ذكرهم كروبي.
ونقلت الصحف الإيرانية عن اللجنة القضائية قرارها بضرورة إرسال ملف القضية إلى المراجع القضائية المعنية للتصدي بحزم ومعاقبة من يعمل ضد النظام من خلال نشر الأكاذيب وتوجيه التهم والافتراءات لإرباك الرأي العام والإساءة لمكانة النظام الإسلامي.