عصابات المافيا الإسرائيلية تنتشر في جنوب إفريقيا، وتسيطر على تجارة الماس وإدارة بيوت الدعارة وتجارة المخدرات والنصب على رجال الأعمال. ولم يتبقَّ سوى شهرين على أكبر حدث رياضي ينتظره العالم أجمع، ألا وهو بطولة كأس العالم لكرة القدم (جنوب إفريقيا 2010)، ولتأمين هذه البطولة الهامة بدأت قوات الأمن والشرطة الجنوب إفريقية بالتعاون مع الإنتربول لمنع وقوع ما يعكّر صفو تلك البطولة وتأمين الجماهير التي ستتوافد إليها من جميع دول العالم. إلا أننا نجد أن اهتمام تلك الأجهزة الأمنية مُنصبٌّ على كيفية صد تهديدات تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى، بينما تناست وأهملت تهديداً لا يقل خطورة يتمثل في التواجد القوي لعصابات الجريمة المنظمة في تلك الدولة الإفريقية، وهي العصابات التي قد تقدم على فعل ما يعكّر صفو هذا الحدث الرياضي الهام. لذلك قامت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية بنشر تحقيق صحفي مطول عن تلك العصابات الإسرائيلية؛ حيث تقول إن قصة المافيا الإسرائيلية بدأت في جنوب إفريقيا مع نهاية حقبة الثمانينيات حيث وجدت هناك أرضاً خصبة لممارسة أنشطتها، بعدما كانت تلك العصابات تتخذ من إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا مسرحاً لممارسة أنشطتها الإجرامية. ومنذ ذلك الحين ونشاطات تلك العصابات الإسرائيلية في تزايد مستمر هناك، الأمر الذي دفع العديد من المراقبين إلى التحذير من خطرها على أول مونديال يُقام في القارة السمراء. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تلك العصابات تقوم بالتوغل في أوساط الجالية اليهودية المتواجدة في جوهانسبرج وكيب تاون، وتقوم بممارسة أنشطتها الإجرامية مستخدمة أسماء مستعارة. حيث تمارس المافيا الإسرائيلية هناك نوعين من الأنشطة هما: 1- النشاط التجاري المشروع، وخاصة تجارة الماس الذي يسيطر عليه الإسرائيليون في جنوب إفريقيا. 2- الجريمة المنظمة مثل تجارة المخدرات وإدارة بيوت الدعارة والنصب. وحتى لا يتم كشف تلك العصابات الإسرائيلية، تقوم باستخدام المهاجرين الأفارقة الفقراء المنتشرين في جنوب إفريقيا لتنفيذ عملياتها وتنفيذ جرائم القتل مقابل مبالغ مالية. كما أن المصادر الإسرائيلية نفسها تؤكد أن الإسرائيليين في جنوب إفريقيا مشهورون بأنهم قوّادون ممتازون (القوّاد هو الذي يتاجر في الدعارة). تجدر الإشارة إلى أن أحد العناصر الأمنية الجنوب إفريقية الرفيعة كان قد صرّح في مؤتمر أمني عُقد منذ فترة قصيرة بأن التواجد الإسرائيلي ملاحظ بشكل واضح في عالم الجريمة المنظمة بجوهانسبرج. ومع اقتراب المونديال يؤكد أحد الإسرائيليين العائدين حديثاً من جوهانسبرج لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن عصابات المافيا الإسرائيلية بدأت في الاستعداد لاستغلال هذا الحدث الرياضي الهام في تحقيق أكبر مكاسب لها. أما الشيء الغريب في الموضوع فهو أن نشاط عصابات المافيا الإسرائيلية منتشر في كافة أنحاء القارة الإفريقية، وليس في دولة جنوب إفريقيا وحدها، حيث كشفت تقارير الإنتربول عن وجود مجرمين إسرائيليين مطلوبين أو معتقلين في العديد من دول القارة مثل زيمبابوي وأنجولا وغانا وساحل العاج. وفي النهاية يؤكد قائد شرطة جنوب إفريقيا (بكي سلا) أن عصابات المافيا الإسرائيلية تسبب مشكلة فعلية في بلاده، خاصة مع اقتراب انطلاق فعاليات مونديال 2010، ولكنه رغم ذلك يشير إلى أن تركيزه الرئيسي ينصب حالياً على تأمين المونديال والسياح من تهديدات تنظيم القاعدة.