تخرج تحذيرات عديدة عندما تنظم أي دولة بطولة أو دورة كروية كبري، من المخاطر التي قد تواجه الرياضيين والجماهير التي تحرص على المتابعة الميدانية لهذا الحدث الرياضي المهم .. وهو ما حدث في مونديال جنوب إفريقيا الذى أقيم لأول مرة فى القارة السمراء عام 2010وأبدى العالم كله تخوفه من عمليات الجريمة المنظمة التي تشتهر بها جوهانسبرج وما حولها حيث تعد جنوب إفريقيا صاحبة أعلي معدل للجريمة في العالم.. ويعود نفس المشهد بطريقة أخرى فى 2012 الذى سيشهد العالم بطولة كبري تعد ثانى أهم بطولة كروية بعد المونديال وهي بطولة الأمم الأوروبية التى تستضيفها أوكرانيا وبولندا .. والجديد أن التحذيرات حول هذه البطولة ليست صادرة من المنظمات الأمنية بل من منظمة الصحة العالمية التي دأبت منذ عامين علي إصدار بيانات مهمة عن أوكرانيا محذرة زوار هذا البلد خلال البطولة الأوروبية مشيرة إلي أن جمهور الكرة الذي سيصاحب منتخب بلاده في أوكرانيا سيكون في خطر بسبب انتشار الإيدز "مرض فقدان المناعة المكتسبة" .. وأكد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية على خطورة الوضع في أوكرانيا واعتبره أسوأ من أوضاع انتشار المرض في دول إفريقيا التى تعد من العالم الثالث. أشار التقرير الدولى إلي أن أوكرانيا علي رأس دول أوروبا من حيث نسبة الإصابة بالإيدز وسرعة انتشار العدوي .. وباتت تفوق نظيرتها في إفريقيا.. وأوضح أنه يصاب به 9 آلاف شخص من بين كل مائة ألف سنويا ويموت منهم خمسة آلاف بسببه .. وأرجع التقرير سبب انتشار المرض إلى الإدمان علي المخدرات والدعارة.. كما أن الإيدز ينتشر بشدة لكثرة المتشردات في أوكرانيا وهن كما هو معروف عنهن في هذه البلاد صاحبات وجه حسن وشقراوات ولهن طول فارع ويضطرن إلي العمل في الشوارع للبطالة العالية هناك .. ولهذا تعاطف معهن المغني البريطاني إلتون جون بعد زيارته العام الماضي العاصمة كييف وأعلن انه يعتزم مساعدة الشابات المشردات في أوكرانيا والعناية الطبية بهن وذلك من خلال مؤسسته المعنية بمكافحة الإيدز.. وهو مالاقى صدى كبيرا من الشارع الأوكرانى. واستغلت منظمة فامن المهتمة بحقوق المرأة في أوكرانيا وجود وفد من اللجنة المنظمة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم لافتتاح ملاعب البطولة التي تستضيف المباريات في كييف .. حيث قامت عضواته بعمل مظاهرة غريبة من نوعها وهن عاريات الصدر للتشويش علي الاحتفالية مما دفع الشرطة إلي القبض عليهن بالقوة وكن يحاولن لفت نظر رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني للضغط علي الحكومة الأوكرانية للحد من ظاهرة تجارة الجنس لاعتقادهن الراسخ بأنه يوجد فساد من نوع ما وتساهل في محاسبة القوادين .. لكن المؤسف أن بلاتيني لم يعط أي اهتمام بالمظاهرة مما تسبب في إحباطهن حتي خرجت احدي عضوات فامن وأكدت في تصريحات إذاعية أن المشجعين في البطولة الأوروبية في خطر بسبب بائعات الهوي اللاتي تم إعدادهن للعمل علي هامش البطولة عقب إطلاق صفارات نهاية كل مبارة وهي تخشي أن يعود البعض إلي بلاده وهو يحمل مرض الإيدز..!! ورغم كل هذه المخاوف والتحذيرات لم تتخذ الحكومة الأوكرانية أي إجراءات أمنية في هذا الصدد .. والقرار المهم الذي اتخذته مؤخراً هو إشراك أفراد الشرطة في دورات لتعليم اللغة الإنجليزية للتعامل مع السائحين الأجانب وقت البطولة.. كذلك أعطت أولوياتها إلى إصلاح الطريق السريع بين أوكرانيا وبولندا لوجود أجزاء منه سيئة وتحتاج إلي ترميمات .. وفى الفترة الحالية تحاول الحكومة الأوكرانية إقناع الفنادق في كييف ودونتسيك بتخفيض أسعار الغرف بها حيث تتراوح ما بين 200 و300 يورو في الليلة الواحدة .. لكن الأزمة الكبرى المتمثلة فى الإيدز فهي من وجهة نظر الحكومة مسئولية الأفراد أولاً وأخيرا وليس للحكومة دخل فيها.. الأمر الذى قد يؤثر سلبا على الحضور الجماهيرى فى البطولة الكبرى من حيث الأهمية والإثارة التى يبدو أنها ستكون من نوع آخر قد يطغى على سخونة المباريات وقوة المنافسة بين المنتخبات الكبرى.