أنا بجد مش عارفة أبدأ كلامي منين، بس أنا متضايقة أوي، ومخنوقة ومش عايزة أتكلم مع أي حد من اللي حواليّ لأنهم بكل بساطة مش بيفيدوني، وبيعقّدوني أكتر. أنا رايحة تالتة كلية، لما كنت في سنة أولى كان متقدم لي شاب؛ بس طلع مش كويس؛ مع إن أهلي كانوا شايفينه مناسب جدا، لحد ما اكتشفت إنه بتاع بنات ومش هيحافظ عليّ، رفضته، وقابلت شاب معايا في الكلية قعد معايا سنة، بعد كده حوّل لجامعة خاصة؛ بس برده لسه معايا. هو مصري بس عايش في الكويت، ولما بيسافر بيكلمني وعادي خالص. بس المشكلة إني بيتقدم لي ناس كتير؛ سواء من الأقارب أو غيرهم وبارفض بحجة إن الكلية صعبة؛ بس في البيت ربنا اللي عالم بيعاملوني إزاي لما حد بيتقدم لي وأرفض، واللي بحبه ده قال لي إنه طول ما بيتعلم مش هيقدر ييجي لما يخلّص هيتقدم لي مع العلم إني أنا سبقته في التعليم بسنة؛ فقلت ممكن لما أخلص أعمل دراسات عليا؛ بس أنا في مشاكل كبيرة في البيت. أعمل إيه؟ أرجوكم ردوا عليّ أسيبه وأنا باموت فيه ومصدّقاه إنه هيتقدم لي ولا أسمع كلام أهلي وأتجوز حد أنا ما عنديش رغبة فيه؟ sad eyes صديقتنا: عموماً ليس معنى أن أهلك انخدعوا في العريس الأول أنهم مخطئون، أو أن نظرتهم قاصرة على طول الطريق؛ فأنت نفسك انخدعت فيه، وبالمقابل ليس بالضرورة أن يكونوا صواباً على طول الطريق. هذا فقط تعليق بسيط على موضوع العريس الأول الذي أشعر أنه تمهيد منك لفكرة أردت أن تبدئي بها، وهي خطأ أهلك في الإلحاح بالموافقة على الشباب الذين يتقدمون لك. أما موضوع زميلك فهو بعيد تمامًا عن كون أهلك مصيبين في اختياراتهم أو غير مصيبين. فنقول: إن الحب ليس مجرد كلمات نقولها بألسنتنا ووعودا نتواعد بها وأحاسيس ومشاعر جميلة؛ بل إن أهم أسس الحب أن يشعر المحب بمسئولية تجاه من يحب، هذه المسئولية تدفعه للدفاع عنه وحمايته من أي خطر والعمل على الاحتفاظ به في المجرى الشرعي لذلك. أقول ذلك لأبين لك أن زميلك هذا لا تبرر له كلمات الحب والوعود كي يكون جديراً بشغل حياتك وبانتظاره وتقديمه على غيره؛ بل يجب أن يسعى للحفاظ على هذا الحب وعدم إحراجك أمام نفسك وأهلك والمجتمع، لابد أن يتقدم أو حتى أن يبدي حسن نيته ووعوده هذه أمام أهلك ليلتزم أمامهم بما يلتزم به أمامك، فليس كل متحدث وواعد قادر على الوفاء بوعوده، وهذه علامة الرجولة حيث يفي الرجل بواجباته أمام ذويه.
واجهيه بهذا الأمر، وأعلميه أن عليه أن يثبت حسن نواياه وصدق وعوده بجعلها أمام أهلك، وأن عليه أن يشرح لهم ظروفه وإمكانياته وخطته الزمنية للارتباط بمعنى أنه سيضع أمامك أنت وأهلك أشبه بجدول زمني لإنجازاته؛ متى ستكون الخطوبة ومتى سيأتي بالشقة ومتى سيقوم بتجهيزها إلى آخره؛ ويكفيه الحب والعزيمة حافزاً لتحقيق ذلك؛ لينتقل مشروع الحب من الأمنية إلى حيز التنفيذ. وأخبريه أن ذلك فقط هو ما سيدعوك للصبر وانتظاره؛ لأنك ببساطة لا تستطيعين إمساك الهواء بيديك بل لابد من شيء ملموس. بشرط أن تتفقي معه وأهلك على أنه إن أخفق في مواعيده التي حددها فإنك ستضيعين منه تماماً.
أما إذا ماطل أو أبدى الأعذار فأعتقد أنه ليس جديراً بحمل مسئولية البيت والحفاظ عليك كما ينبغي؛ وليس بالضرورة أن يكون كذاباً أو غشاشاً؛ لكن يكفي القول بأنه ليس على قدر مسئولية الحب نفسه. وبالعكس في حالة عدم التوفيق مع زميلك، ليس معنى كلماتي الأخيرة أن ترضخي لضغط أهلك بالارتباط بإنسان لا تريدينه ولا تجدينه مناسباً ممن يتقدمون لك؛ بل تعاملي مع الأمر بموضوعية، ارفضي من تجدينه غير مناسب لك أو ليس مقارباً لمواصفاتك أو حتى لم يحظ بالقبول الكافي منك. ولا شك أن من بين من سيتقدمون لك من سيكون على قدر ذلك، ولكن أعطي نفسك فرصة للتفكير والموازنة السليمة بين المميزات والعيوب والقبول النفسي. وفقك الله لما فيه الخير ويسّر لك.