أنا شاب تعرّفت على فتاة خسّرتني أصدقائي.. ولم يعد لي أحد.. وبعدين هربت من بيتها؛ حيث إنها تقول إن أهلها يعاملونها معاملة سيئة وأمها متوفاة.. وجلست ثلاثة أشهر ثم افترقنا. وبعد ذلك عرفت أنها مع شخص آخر؛ فحاولت أن أرجعها إلى أهلها؛ ولكنها رفضت، وبعد 6 أشهر رجعت لي نادمة، وقالت أنا هاكمّل معاك، ومن حبي لها كملت معها، وكانت ترتدي خاتماً.. ولا تريد أن تتركه؛ فأخذته منها وزعلت زعلاً شديداً؛ لأنها كانت تقول لي إنها اشترته بأموالها، ودي كانت أول فلوس تقبضها.. وصدقتها وكملت معها، وأجلستها عند ست كبيرة محترمة جداً.. وأصبحت أنا باصرف عليها؛ أعطيها الحنان والأمان والفلوس وكل شيء، وكنت دائماً أقول لها أعطني فقط الأمان، مش عايز غيره، وشوفي أنا هاعمل إيه. وأدخلتها بيتي وعرّفتها على إخوتي، وأول أيام عيد الأضحى جعلتها تصلّي معنا لكي أجعلها وسط أسرة لكي لا أحرمها من شيء.. وجاءها سفر لشرم الشيخ وأنا ما كنتش موافق؛ ولكني كنت لا أريد أن أضغط عليها.. وسافرت، وتعرّفت على واحد في الأوتوبيس، وجاءت وقالت ذلك، ولم أتحدث؛ لأنها تعتبر في غربة، وكنت في الفترة الأخيرة لا أريد أن أمسك يديها حتى يسترها الله معنا وأرضي الله. وأصبحت تتغير إلى أن جاءت وقالت لي أنا ممكن أضيع منك؛ ففهمت أن أكيد فيه حد تاني عندها؛ فقلت لها أنا لا أستطيع أن أعيش في شكّ مرة أخرى؛ فقولي الآن إنتي عايزة إيه؟ فقالت: أنا شارياك وأنت الوحيد اللي مالي عيني.. فكأني لم أسمع حاجة، وتاني يوم سألت السؤال تاني فتأخرت في الإجابة، قلت لها إنتي جالك حد؟ قالت أيوه. طيب بالعقل كده هي قايلة إني خاطبها هناك حتى لا تصبح لوحدها، وخايفة تقول أمام الناس إنها متمسكة بيّ.. فلم أفعل غير أني قلت إنتي أكيد فيه حد تاني في حياتك، وهاراقب تليفونك وهاعرف مين، وما هي إلا دقائق حتى ثارت وانقلبت، وقالت أنا مش عايزة حاجة تاني خلاص، وكل واحد يروح لحاله.. فقلت لها خلاص أنا مش هازعل إني أتركك. وقمت أنا أتصل بالست اللي كانت قاعدة عندها وسمعت ما أذهلني صراحة؛ فعرفت من المكالمة أن الخاتم اللي كان في إيديها كان هو اللي جايبه.. وأيضاً اتصلت بيه وكانت بتضحك وعادي جداً؛ فسألت الست سؤال قلت لها اللي كانت معاه لما سابوا بعض زعلت وانهارت صح؟ قالت أيوه، قلت لها وأنا لما سابتني عادي ولا حتى زعلت خالص ولا أكن فيه حاجة!! سبحان الله أنا عاملتها بما يرضي الله ورسوله؛ ده حتى يوم ما كانت مسافرة أنا إديتها فلوس وقلت لها لو ما عجبكيش الوضع، ارجعي ومعاكي فلوس أهي، وهى وقتها ما كانش معاها فلوس خالص. ماذا أفعل؟ تركتني حتى بدون ندم ولا دمعة واحدة؛ رغم أني جعلتها تصل رحمها مرة أخرى، وتروح تسلّم على والدها، وجعلت العلاقة تتحسن بينهما مرة أخرى.. بماذا تنصحوني؟ فهل أنا ظلمتها أم أني عندما أرفع يدي للسماء وأقول "حسبي الله ونعم الوكيل" ربنا هيتقبل؟ hope love
يا صديقي العزيز يبدو أنك إنسان طيب ونقي القلب، وأردت أن تغرس بذور الحب والصدق في أرض ليست صالحة للإنبات، لا أريد أن أتكلم عنها بسوء؛ فمن الواضح أنها مضطربة نفسياً، وأنها لم تعش حياة أسرية تمكّنها من إدراك القيمة التي في يدها والهدية التي أرسلها الله إليها. إنها لا تصلح لك؛ فلا تحزن يا صديقي؛ لأنها ستجد من يشبهها في الحياة، ومن يستطيع أن يأتلف مع طبيعتها.. وسيغنيك الله من فضله. إن الله قد أغلق باب قدرة أي بشر على هداية من يحب؛ إلا أن يشاء الله حينما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. هي تسير كيفما ارتضت لها نفسها، وكيفما ساقتها الظروف، ومثلها لا يصلح لك، وإذا كنت تزوّجتها وهي على هذه الحال كنت ستعيش أتعس أيام حياتك، وسيقضي الشك والحسرة والألم على عمرك ومستقبلك؛ فاحمد الله أن خلّصك من هذه التجربة المرة بشيء أقل مرارة بكثير مما كنت ستذوقه لو تزوجتها. هي لم تظلمك أنت؛ بل ظَلَمت نفسها، واختارت طريقها؛ فادفنها في قبر النسيان؛ فإذا تذكّرتها فادعُ الله لها بالهداية والستر وسواء السبيل. أنت أمامك الحياة واسعة، والمستقبل للطيّبين مشرق دائماً؛ لأن الله ييسر أمورهم ويختار لهم. فانتظر إلى أن تجد من تستحقك، ومن سيهبها الله لك وسيهبك لها، وتذكّر أنها أصبحت من الماضي، ومن يعش ماضيه في حاضره لا يعرف نجاحاً ولا سعادة في مستقبله أبداً. فسامحها وسامح نفسك، واطوِ هذه الصفحة وستجد عوضاً من الله.