لأنى كنت زعلانة ماقدرتش أكتب كل الأيام اللى فاتت، ومش عارفة إن كنت هاقدر أكتب تانى ولا لأ.. (1) زعلت من البرادعى لما انتظرناه أنا وناس كتير ماعرفهمش وناس قليلين أعرفهم، انتظرناه ينزل فى شارع مجلس الشعب ويسلم لنا نفسه، فمانزلش وتانى يوم الساعة تسعة الصبح قابل المشير وقاله إنه بيمشى ورانا مش إحنا اللى بنمشى وراه، كان بيكذب (مع إنى باحبه لأنه مابيكذبش)، لأنه لو كان بيمشى ورانا كان نزل لنا وماقابلش المشير. (2) زعلت من الراجل اللى كان واقف جنبى فى طابور الانتخابات علشان يحمى بنته اللى واقفة أمامى، لأنه قال إنه انتخب قائمة الفلول لأنه عايز يخلص من بتوع التحرير، فقلت له إنت عمرك اتكلمت مع حد منهم، قال لأ طبعا، فقلت له سيب بنتك معايا وأنا أحميها (مافيش خطر أصلا) وروح إنت لحد شارع مجلس الوزراء واتكلم مع الناس هناك وارجع، (اللجنة على بعد خمس دقايق مشى)، والراجل رفض، وأنا تقريبا كنت هابوس إيده علشان يوافق، فراح اشترى لى باكو بسكوت علشان حس إنى زعلت، بس أنا زعلت أكتر. (3) زعلت لأن كل سواقين التاكسيات بيستحملوا إن شوارع نوبار ومحمد محمود والشيخ ريحان ومنصور متقفلين بأسلاك شائكة شكلها قبيح جدا، ومصدقين إنه كان فيه حد هيقتحم وزارة الداخلية، وماكانوش بيستحملوا أى ناس تقفل شارع واحد أو حتى نص شارع لأنهم جعانين، زعلت قوى لما سواق التاكسى قال لى أصل الداخلية برضه ليهم لازمة يبقى نستحملهم، وماقدرتش أرد عليه من الزعل. (4) زعلت لما الدكتور اللى بيعالج بنتى قال لها ليه تروحى ميدان التحرير وانتى عندك حساسية، وقال لى إزاى تسيبيها تروح هناك أصلا، ولما قلت له هو الغلط إنها راحت ولا الغلط إنهم رموا كل الغاز الغريب ده؟ قال لى والله أنا ماقدرش أقول لهم ماترموش غاز لكن أقدر أقولك ماتوديش بنتك. (5) زعلت لما جميلة سقطت افتكرت أنا شفتها كام مرة فى كام مظاهرة غرقانة مية أو معمية غاز، وزعلت قوى. زعلت منكم كلكم. وزعلت لما جميلة وجورج سقط، حسيت إنه مافيش مكان للأنقياء. (6) زعلت من كل واحد دخلت الفرحة قلبه ولو لحظة واحدة بعد موت وعمى أبطال محمد محمود، زعلت لأنى حسيت إنهم خسارة فيكم وفينا، والله خسارة فى كل البلد دى دم ولادها، إزاى قدرتو تفرحوا بعد ما ماتوا علشانكم وانتم ساكتين حتى مش قادرين تردوا على اللى بيلومهم بدل ما يلوم القاتل؟ (7) زعلت لأنى كلمت أمينة صاحبتى فى التليفون يوم عيد ميلادها وماقدرتش أقول لها كل سنة وانتى طيبة، لأن ابنها دخلت رصاصة خرطوش فى مخه، واستقرت فى مكان لازم يتفتح. ■ ■ ■ لسه فيه حاجات كتير مزعلانى قوى، فيه حاجات كتير مش قادرة أكتبها ولا حتى أقولها. أنا نازلة جنازة الشهداء فى ميدان التحرير يمكن أقدر أصالح نفسى هناك.