جرائم «البالطو الأبيض» إهمال وتحرش وقتل وتجارة أعضاء

يدرس الطبيب فى الجامعة كيفية تشخيص المرض وعلاجه وطرق الوقاية منه، ويؤدى قسم الالتزام بآداب مهنته المقدسة وأعرافها والحفاظ على أسرار مرضاه، لكن بعض الأطباء ضربوا بالقسم عرض الحائط، فمنهم من غرق فى شهواته يُصور مرضاه خلسة، ومنهم من سعى باحثاً عن المال، فأضحى تاجراً فى الأعضاء البشرية ينقلها من متبرعين فقراء مستغلاً حاجتهم إلى مرضى أثرياء دون استيفاء الشروط الطبية اللازمة، وفى أماكن غير مُرخص لها بذلك النشاط، وأصبح عدد من ذوى الرداء الأبيض تجاراً وقتلة. رصدت عدداً من الجرائم المهنية والجنائية التى ارتكبها مجموعة من الأطباء، ففى يوليو 2017، أمر المستشار نبيل صادق، النائب العام، بإحالة 41 متهماً، بينهم 20 طبيباً من تخصصات الأوعية الدموية والقلب والجراحة والباطنة، إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بارتكاب جرائم نقل وزراعة الأعضاء البشرية، والاتجار فى البشر، والتربح من أعمال الوظيفة العامة، حيث بلغت جملة ما تحصل عليه المتهمون نظير تلك الجرائم والوساطة فيها ما يربو على 20 مليون جنيه، وأثبتت التحقيقات قيام المتهمين من الأطباء والممرضين والوسطاء، بتشكيل «جماعة إجرامية منظمة» تهدف إلى ارتكاب جرائم نقل وزراعة الأعضاء البشرية والاتجار فى البشر، من خلال نقل وتسليم وتسلم وإيواء واستقبال عدد من المجنى عليهم، وذلك بواسطة استغلال حاجتهم المالية، وكشفت التحقيقات عن طبيعة عمل المتهمين ومنهم 20 طبيباً من أساتذة الجامعات والعاملين بالمستشفيات الحكومية و10 ممرضين يعاونهم 9 من السماسرة والوسطاء و2 من العاملين ببنك الدم، أجروا 29 عملية جراحية لنقل وزراعة أحد الأعضاء البشرية (عضو الكلى) لعدد من المتلقين الأجانب، وألقت الرقابة الإدارية القبض عليهم، بعد مداهمة عدة مستشفيات فى وقت واحد.وفى يوليو الماضى، توجه موظف إلى مركز شرطة أجا فى الدقهلية، لتحرير محضر ضد طبيب مسالك بولية تحرش بزوجته أثناء الكشف عليها، وحمل المحضر رقم 4273 لسنة 2018 إدارى أجا، المفاجأة أن هذه الزوجة لم تكن الضحية الأولى للطبيب المتهم، حيث كشفت تحقيقات النيابة العامة عن العثور على قرابة 27 فيديو جنسياً، لمريضات راودهن المتهم عن أنفسهن ووثق ذلك بكاميرا صغيرة الحجم مُثبتة بغرفة الكشف وموصلة بجهاز كمبيوتر، ووجهت له النيابة اتهامات بهتك العرض، ثم أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.وفى أبريل الماضى، ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على طبيب تخدير فى مستشفى شهير، بعد مطاردته بمعرفة عناصر الأمن الإدارى، حيث تمكنوا من الإيقاع به، وعثر الأمن بحوزته على كمية من العقاقير المخدرة التى استولى عليها من المستشفى، وتحرر المحضر رقم 3891 لسنة 2018 جنح السيدة زينب، وفى فبراير الماضى، تلقى قسم شرطة المنتزه ثالث، بلاغاً من سمسار قال فيه إن طبيباً قتل موظفاً بالمعاش داخل عيادته، حيث تبين أن الطبيب قتل المجنى عليه بسبب خلافات بينهما، وأنه قطّع جثته إلى 10 أجزاء مستخدماً فى ذلك أدوات طبية وسكيناً كبيراً كان فى العيادة، ثم وضع الأشلاء داخل أكياس سوداء، واحتفط بها داخل ثلاجة، وأكدت تحريات مباحث المنتزه أن الطبيب اعتاد إجراء عمليات إعادة غشاء البكارة لساقطات كان يحضرهن له المجنى عليه، وأوضحت التحريات والتحقيقات مع المتهم أن المجنى عليه توجه إلى عيادة المتهم، وحدث بينهما خلاف وتطور إلى الاشتباك بالأيدى، ثم تعدى المتهم على المجنى عليه مستخدماً «طفاية سجاير» فأُصيب الأخير بنزيف وفارق الحياة، ولم يجد المتهم سبيلاً من التخلص من الجثة سوى تقطيعها إلى 10 أجزاء ووضعها فى ثلاجة العيادة.