لا يزال المثقف يمثل ضمير المجتمع وقلبه النابض، بل إن القضايا التي تشغله تمثل المرآة التي تنعكس عليها هموم المجتمع ومشكلاته، ومع بداية العام 2011 تتبدي في الأفق لائحة تدعو إلي الاقتراب من عالم المثقفين الخاص للوقوف علي ما يشغلهم حاليا، وهل ظلت قضاياهم كما كانت في السابق أم تغيرت بتغير ظروف العصر ومعطياته؟ الروائي إبراهيم عبد المجيد، يقول: أنا مشغول حاليا بروايتي "لا أحد ينام في الإسكندرية" والتي سيصدر منها الجزء الثالث، أما علي المستوي العام فتشغلني قضية "الزحمة" التي أعاني منها ليل نهار وتجعلني أتأخر عن مواعيدي، ولدي بعض الحلول؛ منها: تعمير الصحراء الشرقية والغربية، وأن نبتعد عن التمركز في العاصمة التي اكتظت أولا عن آخر، وعلي المستوي العالمي يشغلني ما أحدثه موقع "ويكيليكس" الذي كشف حقيقة السياسة الأوروبية والأمريكية، ولا شك سيكون له تأثير إيجابي من الناحية السياسية هناك، أما عن قضية فلسطين فهي محور تفكيري، وأري أنها لن تحل إلا باتحاد الفلسطينيين معا قبل أي شيء، ويجب أن ينشغلوا بالأراضي أولا قبل أن ينشغلوا بمن يحكم من. أما الناقد والقاص يوسف الشاروني، فيري أن أهم ما يشغله في العام 2011 هو كيفية تطوير مصر، وأنه لا يتم ذلك إلا عن طريق قضيتين أساسيتين؛ هما: محو الأمية كما فعل "كاسترو" في كوبا؛ حيث منح الطلبة الجامعيين إجازة لمدة عام، وكلف كل طالب بأن يمحو الأمية من عشرين إلي ثلاثين شخصا، وبذلك قضي علي الأمية نهائيا في خمس سنوات تقريبًا.. وفي اليابان قضوا علي أمية آخر شخص لا يعرف الكمبيوتر ونحن لا نزال في الأوطان العربية في دائرة مغلقة.. وأضاف: كما أن قضية تطوير التعليم فهي من أخطر القضايا التي تقلقني، ولا أبالغ إن قلت إنها تؤرقني، وأري أنه لا يمكن التغلب عليها إلا بالتخلص من التلقين والحفظ للكتب التي ينساها الطلاب بعد الامتحانات، وأن نلأ إلي تعليم الطلبة طرق البحث والتفكير والمشاركة في حل مشاكل مجتماتهم. ويقول الروائي إبراهيم أصلان: أنا لست متفائلا هذه الأيام؛ فالمشاكل أصبحت متداخلة وتبعث علي المخاوف فتظهر النتائج في أية قضية علي غير ما نتصورها، وكل منا يحاول اصطناع أسباب التفاؤل، رغم أن كلًا منا ينغمس في قضاياه الشخصية، ولكن هذا الانغماس يجعل لدينا بعض الإيجابية المرجوة رغم أن الأجواء العامة لا تدل علي ذلك، وهي أسباب غير واضحة يعرفها المهمومون بقضايا الثقافة في بلادهم. ويضيف الناقد د. حسين نصار رئيس الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية: القضايا التي تشغلني كثيرة جدا؛ فعلي مستوي الثقافة أخرجت موسوعة عربية ميسرة صدر منها ثلاث طبعات، وأعد حاليا لإخراج العدد الرابع، وهي موسوعة شاملة تليق باسم مصر عربيا وعالميا في مجال الثقافة والآداب، وأحاول خلال الفترة الحالية جاهدا ألا أهمل أي شيء يتصل بالثقافة. أما علي المستوي العملي فيشغلني تساؤل حول الدور الذي يستطيع كل مثقف منا أن يقوم به في أي تخصص لتحقيق الريادة الثقافية للعرب وإعادهم إلي المشهدية الثقافية من جديد، أما علي المستوي العام فتشغلني أوضاعنا السياسية خاصة ما حدث في الانتخابات الأخيرة، سواء نتائجها أو تداعياتها؛ كل ذلك وغيره مما لا يسمح لنا بالاهتمام بالثقافة، وفي رأيي أن العامة يعانون نفس المشاكل التي نعيشها، ولكن الاهتمام بالأوضاع المعيشية الصعبة، يستحوذ علي أولوية تلك الاهتمام.