وقاد المصرف الأكبر في تقديم خدمات للأثرياء في العالم انخفاض أسهم البنوك السويسرية، حيث تراجعت أسهمه بنحو 12.11 % عند 11.25 فرنك سويسري بعدما هوت في وقت سابق إلي 10.54 فرنك وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق. وشملت موجة الانخفاضات أسهم مصرفي "كريدي سويس" و"جوليوس باير"، أكبر البنوك العاملة في القطاع المصرفي الخاص الذي تنتعش أعماله بفضل القوانين السرية الصارمة في سويسرا بنسبة 9 ،10 % علي التوالي. وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي توصل "يو.بي.اس" الذي تحيط به المشاكل إلي تسوية تقضي بأن يدفع مبلغ 780 مليون دولار للحكومة الأمريكية مقابل دعاوي ضده تتهمه بالتورط في عمليات تهرب ضريبي عن طريق صنع حسابات وهميّة لإخفاء الأصول المالية الحقيقية لعدد من عملائه. وتم التوصل إلي تلك التسوية عقب رفض "يو اس بي" أحد أكبر البنوك لإدارة الثروات في العالم طلب السلطات الأمريكية بالكشف عن الحسابات السرية لنحو 52 ألف من عملائه الأمريكيين ،في إطار تحقيقات تجريها في ولاية ميامي حول عمليات تهرب ضريبي يتهم بالقيام بها مجموعة من عملاء البنك. وقال نائب المدعي العام الأمريكي جون ديكيكو في بيان صادر عنه القول " إنه في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الأمريكيين من خسارة وظائفهم ومنازلهم وخدماتهم الصحية ، فإنه من المشين أن يقوم نحو 50 ألف من أثريائهم بالتهرب من واجبهم القانوني في دفع الضرائب ". وجاء الطلب الأمريكي بعد أن كشف البنك السويسري عن حسابات نحو 300 عميل أمريكي وذلك رضوخاً لضغط الحكومة الأمريكية الشديد عليه بتقديم معلومات عن حسابات لعملائه الأمريكيين الذين يخفون دخلهم عن سلطات بلدهم بهدف التهرب من الضرائب، وهو ما يضر بنظام سويسرا المستقر للحفاظ على الحسابات السرية لعملاء بنوكها ، حيث ترفض البنوك السويسرية باستمرار أي طلب للكشف عن هذه الحسابات. وتزامن تراجع أسهم "يو اس بي" مع خسارة الشركات المدرجة على مؤشر "فاينانشيال تايمز" 21 مليار جنيه من قيمتها يوم أمس مدفوعة بمخاوف جديدة حول حالة الاقتصاد البريطاني وموجة البيع المكثفة للاسهم في بورصة نيويورك. ولم تكن المصارف التي يحتضنها المؤشر أفضل حالا إذ تعرضت أسهمها لضغوط، فيما تدور تكهنات حول حاجة المصارف الى اللجوء للحكومة للحصول على قروض طارئة ، وانخفض سعر سهم مصرف اسكتلندا الملكي بنسبة 4.6% فيما انخفض سهم مجموعة لويدز المصرفية بنسبة1%، ومصرف باركليز بنسبة 3 %. وانخفضت المؤشر الذي يحتضن 100 شركة مدرجة في بورصة لندن بمقدار 91.7 نقطة ليصل الى 3926 نقطة متأثراً بتقارير المجلس البريطاني لمقدمي القروض العقارية التي كشفت عن خسارة اكثر من 40 الف شخص منازلهم العام الماضي. ولم ينج سوى سهم واحد على مؤشر فاينانشيال تايمز من موجة الهبوط التي اجتاحته يوم أمس و هو سهم مجموعة التأمين "برودنتيال" الذي سجل ارتفاعا طفيفا. وامتدت موجة الهبوط إلي سهم داو جونز الذي تراجع إلي أدني مستوي أسبوعي له في 3 أشهر، حيث انخفض بنسبة 6.2% ، متأثراً بتراجع أسهم المؤسسات المالية. وخسر مؤشر داو جونز القياسي 100.28 نقطة أي بنسبة 1.34% ليصل إلى 7365.67 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 8.89 نقطة بنسبة 1.14% ليصل إلى 770.05 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا 1.59 نقطة أي بنسبة 0.11% ليصل إلى 1441.23 نقطة.