وزير قطاع الأعمال العام: عودة منتجات «النصر للسيارات» للميني باص المصري بنسبة مكون محلي 70%    رغم التأكيد أنه لن يغادر بلاده، دولة تعلن استعدادها لمنح اللجوء السياسي للرئيس الفنزويلي    بعد حادث حاويات قطار طوخ، مواعيد قطارات «القاهرة – الإسكندرية» اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025    جولة صباحية حول حالة الطقس وتحذيرات الأرصاد وحقيقة تعطيل الدراسة.. فيديو    3 ظواهر جوية تضرب المحافظات.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء    قاتل النساء الصامت.. RSV الخطر الذي يهدد حياة الرضع    حورية فرغلي: لسه بعاني من سحر أسود وبتكلم مع ربنا كتير    محمد القس: أحمد السقا أجدع فنان.. ونفسي اشتغل مع منى زكي    جلال برجس: الرواية أقوى من الخطاب المباشر وتصل حيث تعجز السياسة    حورية فرغلي: بقضي وقتي مع الحيوانات ومبقتش بثق في حد    وكيل صحة الغربية يعلن افتتاح وحدة التصلب المتعدد والسكتة الدماغية بمستشفى طنطا العام    وفاة شخص وإصابة شقيقه في مشاجرة بالغربية    تأجيل محاكمة 9 متهمين بخلية المطرية    ترامب يعلن مادة الفينتانيل المخدرة «سلاح دمار شامل»    مباراة ال 8 أهداف.. بورنموث يفرض تعادلا مثيرا على مانشستر يونايتد    لإجراء الصيانة.. انقطاع التيار الكهربائي عن 21 قرية في كفر الشيخ    أيامى فى المدينة الجامعية: عن الاغتراب وشبح الخوف!    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 16 ديسمبر    توسك: التنازلات الإقليمية لأوكرانيا شرط أمريكي لاتفاق السلام    لقاح الإنفلونزا.. درع الوقاية للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الشتاء    إنقاذ قلب مريض بدسوق العام.. تركيب دعامتين دوائيتين ينهي معاناة 67 عامًا من ضيق الشرايين    ثماني دول أوروبية تناقش تعزيز الدفاعات على الحدود مع روسيا    «المؤشر العالمي للفتوى» يناقش دور الإفتاء في مواجهة السيولة الأخلاقية وتعزيز الأمن الفكري    العربية لحقوق الإنسان والمفوضية تدشنان حوارا إقليميا لإنشاء شبكة خبراء عرب    5 أعشاب تخلصك من احتباس السوائل بالجسم    تحطم زجاج سيارة ملاكي إثر انهيار شرفة عقار في الإسكندرية    مقتل شاب وإصابة شقيقه فى مشاجرة بالغربية    الكونغو: سجن زعيم المتمردين السابق لومبالا 30 عامًا لارتكابه فظائع    محافظ القليوبية ومدير الأمن يتابعان حادث تساقط حاويات من قطار بضائع بطوخ    نهائي كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب ضد الأردن والقنوات الناقلة    كأس العرب، حارس مرمى منتخب الأردن بعد إقصاء السعودية لسالم الدوسري: التواضع مطلوب    التموين تواصل افتتاح أسواق اليوم الواحد بالقاهرة.. سوق جديد بالمرج لتوفير السلع    منذر رياحنة يوقّع ختام «كرامة» ببصمته... قيادة تحكيمية أعادت الاعتبار للسينما الإنسانية    إبراهيم المعلم: الثقافة بمصر تشهد حالة من المد والجزر.. ولم أتحول إلى رقيب ذاتي في النشر    نقيب أطباء الأسنان يحذر من زيادة أعداد الخريجين: المسجلون بالنقابة 115 ألفا    مصرع طفلين وإصابة 4 أشخاص على الأقل فى انفجار بمبنى سكنى فى فرنسا    شيخ الأزهر يهنئ ملك البحرين باليوم الوطني ال54 ويشيد بنموذجها في التعايش والحوار    فتش عن الإمارات .. حملة لليمينيين تهاجم رئيس وزراء كندا لرفضه تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية    لجنة فنية للتأكد من السلامة الإنشائية للعقارات بموقع حادث سقوط حاويات فارغة من على قطار بطوخ    منتدى «السياحة والآثار» وTripAdvisor يناقشان اتجاهات السياحة العالمية ويبرزان تنوّع التجربة السياحية المصرية    في جولة ليلية.. محافظ الغربية يتفقد رصف شارع سيدي محمد ومشروعات الصرف بسمنود    محافظ الجيزة يتابع تنفيذ تعديلات مرورية بشارع العروبة بالطالبية لتيسير الحركة المرورية    العمل: طفرة في طلب العمالة المصرية بالخارج وإجراءات حماية من الشركات الوهمية    الثلاثاء إعادة 55 دائرة فى «ثانية نواب» |139 مقرًا انتخابيًا بالسفارات فى 117 دولة.. وتصويت الداخل غدًا    حضور ثقافي وفني بارز في عزاء الناشر محمد هاشم بمسجد عمر مكرم    غزل المحلة يطلب ضم ناصر منسى من الزمالك فى يناير    السعودية تودع كأس العرب دون الحفاظ على شباك نظيفة    حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير    الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم    الأمر سيصعب على برشلونة؟ مدرب جوادلاخارا: عشب ملعبنا ليس الأفضل    هل الزيادة في الشراء بالتقسيط تُعد فائدة ربوية؟.. "الإفتاء" تُجيب    الإدارية العليا ترفض الطعون المقدمة في بطلان الدوائر الانتخابية في قنا    اللمسة «الخبيثة» | «لا للتحرش.. بيئة مدرسية آمنة» حملات توعية بالإسكندرية    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟ الأزهر للفتوي يوضح    وزير التعليم: تطوير شامل للمناهج من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الثانوي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لذّة السّرد: النصوص القصصية ومراياها
نشر في صوت البلد يوم 24 - 12 - 2016

صدر للقاص والناقد الأردني د. غسان عبدالخالق، كتابه "لذّة السّرد: النصوص القصصية ومراياها"، (دار فضاءَات للنشر - عمّان) الذي يستعيد فيه كل ما كتبه ونشره من قصص منذ عام 1984 وحتى عام 2011.
الكتاب الذي يقع في 280 صفحة من القطع المتوسط وصمّم غلافه الفنان نضال جمهور موشَّحًا بلوحة للفنان صلاح شاهين، ضمّ المجموعة القصصية الأولى لغسان عبدالخالق "نقوش البياض" التي صدرت عن دار الكرمل في عام 1992 والمجموعة القصصية الثانية "ليالي شهريار" التي صدرت عن دار الينابيع في عام 1995، وقصة طويلة أو رواية قصيرة "ما تيسّر من سيرته" نشرت في مجلّة "أفكار" الأردنية في عام 2011، وقصة مُمَسرحة "شهريار والرّاوي" نشرت في مجلة أفكار الأردنية عام 2000.
"لذّة السّرد" يضم أيضًا فصلاً بعنوان "مرايا نقوش البياض" يضم أحد عشر مقالاً نقديًا نشرت في أعقاب صدور "نقوش البياض"، من منظورات متعدّدة؛ نقدية وسينمائية وأوتوبيوغرافية وسيكولوجية وسوسيولوجية وشعرية، لعدد من النقاد والمبدعين مثل: د. يحيى عبابنة، وفاء القسوس، وديع العبيدي، د. تيسير مشارقة، محمد هديب، محمد المشايخ، حسّان أبو غنيمة.
وأما "مرايا ليالي شهريار" فقد ضمّ أربع مقالات نقدية نشرت في أعقاب صدور "ليالي شهريار" من منظورات نقدية وتراثية، بأقلام عدد من المبدعين والنقاد مثل: علي العامري، د. زياد أبو لبن، ياسين النصير، عبدالله رضوان.
كتاب "لذّة السّرد: النصوص القصصية ومراياها" الذي يتطلّع مؤلّفه إلى أن يكون مختبرًا للمزاوجة والمقارنة بين الفعل الإبداعي القصصي ورد الفعل النقدي في آن، قدّم له غسّان عبدالخالق بمقدّمة عنوانها "عود على بدء" واستهلها قائلاً: "لم تجر العادة بأن يتولى القاص مهمّة التقديم لقصصه، لكنني سأغامر بتقديمها، اقتناعًا مني بأن هذا النكوص يشتمل على كثير من التطهريّة الزائدة؛ فما أجمل العودة إلى القصص الأولى وما أقساها! جميلة لأنها تعيدك إلى زمن البراءة والحماسة والانطباعات الأولى في الكتابة، وقاسية لأنها تذكرك بعدد السنوات التي انقضت والتجارب المرّة التي طردت الأحاسيس البريئة".
ويضيف الأكاديمي الأردني "ولعلّني، ما كنت لأجرؤ على استعادة ماضيّ القصصي بعد أن أقمت في منازل النقد والنقّاد، لولا أن ثلّة من الأصدقاء والصديقات، شعراء وقصّاصين وروائيين ونقادًا، لم يتوقّفوا عن الإعراب عن عتبهم الشديد عليّ، لأنني هجرت كتابة القصة القصيرة بوجه عام، ولأنني لم أبذل ما يكفي من الجهد لإعادة طباعة مجموعتيّ القصصيتين نقوش البياض وليالي شهريار بوجه خاص، بعد أن مرّ على طباعة الأولى 24 عامًا ومرّ على طباعة الثانية 22 عامًا، ونفدت نسخهما".
ويتابع غسّان عبدالخالق الإفصاح عن بواعث إقدامه على استعادة تجربته القصصيّة فيقول: "وعليّ أن أعترف بأن سحابة من النشوة ما زالت تظلّلني، كلّما فاجأني أحد الأصدقاء قائلاً: أعدت قراءَة نقوش البياض أو ليالي شهريار قبل أيام، واستمتعت جدًا بقراءَتها، لكنني عاتب عليك لأنك توقفت عن كتابة القصة القصيرة. أو كلّما استوقفني كاتب أو قارئ شاب ليؤكّد لي سعادته بأنه عثر على نسخة من هذه المجموعة أو تلك في إحدى أكشاك الكتب القديمة. ولولا خشيتي من عتب الأصدقاء والصديقات، لعدّدت أسماءَهم التي لن أنساها ولأوردت أقوالهم التي قد يُعدّ بعضها ضربًا من ضروب البوح الشخصي الذي لا يحسن إفشاؤه".
وأما بخصوص مسوّغات اكتفائه بنشر خمسة عشر مقالاً نقديًا من أصل حوالي خمسين مقالاً نشرت عن "نقوش البياض" و"ليالي شهريار" فيقول: "وقد اخترت منها خمس عشرة مقالة وأثبتّها في هذه الطبعة، لتكون مرآة ممثلة لإيقاع النقد والتلقّي الثقافي قبل عشرين عامًا، ووثيقة مفيدة للباحثين والدّارسين والنقّاد الجدد. وسوف يلاحظ القارئ المنصف الرّصين أن هذه المقالات قد اختيرت لأنها تشتمل على وجهات نظر وأطروحات متماسكة ومتنوّعة، رغم أن بعضها انطوى على انتقادات لاذعة. ولست بحاجة للقول بأنني قد استبعدت ما يقرب من خمس وثلاثين مقالة لأنها جاءَت مثقلة بالثّناء الفاقع أو بالوصف أو بالتلخيص أو بالتفسير أو بالمتابعة الإخبارية الصحفيّة التي لا طائل تحتها".
الناشر الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش اختار أن يوشّح الغلاف الخلفي لكتاب "لذّة السّرد" بالمقطع الأول من قصة "ليالي شهريار" على هذا النحو: "أنا شهريار.. وقد حدث هذا قبل أن ينصبني الناس مليكًا في الحكاية بزمن طويل؛ ما إن بلغت الثامنة عشرة، حتى أهاجت خاطري حكايا العيّارين والشطّار، فعزمت على السفر إلى دار السلام، وقد نفضت رغبتي هذه إلى أمي، فلم تشأ مخالفتي رغم حبّها لي وتعلّقها بي، فهيّأت لي حاجتي ودعت لي، ثم إني سرت أيامًا بلياليها، حتى إذا صرت على مشارف بغداد، أحاطت بي كوكبة احتملتني إلى مقدّم الجند، وإذا بي بين ليلة وضحاها، حارسًا من حراس مولانا الخليفة، أعز الله ملْكه وأيّده بنصر من عنده، فما دريت أأفرح لهذا العارض أم أحزن، إذ هو جعلني بعيدًا عن مبتغاي كلّ البعد، وأقرب إليه من حبل الوريد، وظلّ هذا دأبي حتى قضى الله فيَّ أمرًا كان مفعولاً، مما ستعلمونه من خبري، فالحمد لله الذي بيده الملْك، وهو على كل شيء قدير".
واختار المؤلّف أن يهدي كتابه إلى الشاعر "صلاح أبو لاوي الذي ما زال يعتقد بأنني قاص موهوب"! وأردفه بمقتطفات تسلّط الضوء على تجربته القصصيّة من منظور عدد من النقاد:
الناقد ياسين النصير: "البناء الفني عند غسّان عبدالخالق، يعتمد الرؤية التشيخوفية، لأنه يغلِّب الأنا على البنية، فتصبح ابتداءات قصصه ونهاياتها مرتبطة به فقط".
الناقد حسّان أبو غنيمة: "إن حداثية اللغة السينمائية التي تعبّر عنها أفلام رينيه وغودار وانتونيوني وآلان روب غرييه، تظهر بوضوح في قصص غسّان عبدالخالق؛ فإيقاعه القصصي وبنيته السرديّة تنتميان إلى الحداثة بحقيقة مفهومها، لا بالتجريب المضلِّل وغير المفهوم".
الناقد تيسير مشارقة: "غسّان عبدالخالق في مجموعته القصصية الأولى نقوش البياض، لم يخرج كثيرًا عن ميثاق لوغون الأوتوبيوغرافي، وكان جريئًا ومغامرًا بالإفصاح عن طفولته ومخزون ذاكرة الصّبا".
الناقد محمد المشايخ: "قصص غسّان عبدالخالق، مواكبة لنوع محدّد من القصص الذي بدأ يظهر في الأردن بعد النصف الثاني من الثمانينات، على يدي محمد طمليه وطلعت شناعة وغيرهما، هذا مع التأكيد على أن لكل منهم تميزه وتفرّده في الأسلوب، ولأن الموضوعات الملقاة على قارعة الطريق مشتركة كما قال الجاحظ، فإن اللمسات الطفوليّة والأجواء المدرسيّة وظروف التشرّد والفقر والحرمان والدغدغات العاطفيّة، تكاد تكون موجودة عندهم جميعًا".
الناقد زياد أبو لبن: "اكتفى غسّان عبدالخالق في ليالي شهريار بالقصة الإطارية، وأحال سائر القصص المروية داخل هذا الإطار السردي، إلى مرجعية القارئ التراثية".
الناقد عبدالله رضوان: "مع أن معظم قصص ليالي شهريار تحاول أن تمتد لتغطّي فترة طويلة زمنيًا، إلاّ أن قدرة القاص على إيجاد تناغم بين الزمن الفني والوقائعي ظلّت قائمة. إن هذا الإتقان في التعامل مع الزمن الفني وترابطه مع الزمن في حركته الواقعية يؤكّد قدرة القاص على التعامل مع تقنيات فنّه".
يذكر أن لغسان عبدالخالق، الذي يشغل منصبي عميد كلية الآداب والفنون بجامعة فيلادلفيا الأردنية ورئيس جمعية النقاد الأردنيين، خمسة عشر كتابًا في حقول النقد والفكر أبرزها: "الزمان والمكان والنص" و"مفهوم الأدب في الخطاب الخلدوني" و"الأخلاق في النقد العربي" و"الدولة والمذهب" و"الموروث والنهضة والحداثة" و"الغاية والأسلوب" و"تأويل الكلام" و"الأعرابي التائه" و"الرمز والدلالة" و"الصوت والصدى"، وقد أصدر مؤخرًا الجزء الأول من سيرته الذاتية بعنوان "بعض ما أذكره".
صدر للقاص والناقد الأردني د. غسان عبدالخالق، كتابه "لذّة السّرد: النصوص القصصية ومراياها"، (دار فضاءَات للنشر - عمّان) الذي يستعيد فيه كل ما كتبه ونشره من قصص منذ عام 1984 وحتى عام 2011.
الكتاب الذي يقع في 280 صفحة من القطع المتوسط وصمّم غلافه الفنان نضال جمهور موشَّحًا بلوحة للفنان صلاح شاهين، ضمّ المجموعة القصصية الأولى لغسان عبدالخالق "نقوش البياض" التي صدرت عن دار الكرمل في عام 1992 والمجموعة القصصية الثانية "ليالي شهريار" التي صدرت عن دار الينابيع في عام 1995، وقصة طويلة أو رواية قصيرة "ما تيسّر من سيرته" نشرت في مجلّة "أفكار" الأردنية في عام 2011، وقصة مُمَسرحة "شهريار والرّاوي" نشرت في مجلة أفكار الأردنية عام 2000.
"لذّة السّرد" يضم أيضًا فصلاً بعنوان "مرايا نقوش البياض" يضم أحد عشر مقالاً نقديًا نشرت في أعقاب صدور "نقوش البياض"، من منظورات متعدّدة؛ نقدية وسينمائية وأوتوبيوغرافية وسيكولوجية وسوسيولوجية وشعرية، لعدد من النقاد والمبدعين مثل: د. يحيى عبابنة، وفاء القسوس، وديع العبيدي، د. تيسير مشارقة، محمد هديب، محمد المشايخ، حسّان أبو غنيمة.
وأما "مرايا ليالي شهريار" فقد ضمّ أربع مقالات نقدية نشرت في أعقاب صدور "ليالي شهريار" من منظورات نقدية وتراثية، بأقلام عدد من المبدعين والنقاد مثل: علي العامري، د. زياد أبو لبن، ياسين النصير، عبدالله رضوان.
كتاب "لذّة السّرد: النصوص القصصية ومراياها" الذي يتطلّع مؤلّفه إلى أن يكون مختبرًا للمزاوجة والمقارنة بين الفعل الإبداعي القصصي ورد الفعل النقدي في آن، قدّم له غسّان عبدالخالق بمقدّمة عنوانها "عود على بدء" واستهلها قائلاً: "لم تجر العادة بأن يتولى القاص مهمّة التقديم لقصصه، لكنني سأغامر بتقديمها، اقتناعًا مني بأن هذا النكوص يشتمل على كثير من التطهريّة الزائدة؛ فما أجمل العودة إلى القصص الأولى وما أقساها! جميلة لأنها تعيدك إلى زمن البراءة والحماسة والانطباعات الأولى في الكتابة، وقاسية لأنها تذكرك بعدد السنوات التي انقضت والتجارب المرّة التي طردت الأحاسيس البريئة".
ويضيف الأكاديمي الأردني "ولعلّني، ما كنت لأجرؤ على استعادة ماضيّ القصصي بعد أن أقمت في منازل النقد والنقّاد، لولا أن ثلّة من الأصدقاء والصديقات، شعراء وقصّاصين وروائيين ونقادًا، لم يتوقّفوا عن الإعراب عن عتبهم الشديد عليّ، لأنني هجرت كتابة القصة القصيرة بوجه عام، ولأنني لم أبذل ما يكفي من الجهد لإعادة طباعة مجموعتيّ القصصيتين نقوش البياض وليالي شهريار بوجه خاص، بعد أن مرّ على طباعة الأولى 24 عامًا ومرّ على طباعة الثانية 22 عامًا، ونفدت نسخهما".
ويتابع غسّان عبدالخالق الإفصاح عن بواعث إقدامه على استعادة تجربته القصصيّة فيقول: "وعليّ أن أعترف بأن سحابة من النشوة ما زالت تظلّلني، كلّما فاجأني أحد الأصدقاء قائلاً: أعدت قراءَة نقوش البياض أو ليالي شهريار قبل أيام، واستمتعت جدًا بقراءَتها، لكنني عاتب عليك لأنك توقفت عن كتابة القصة القصيرة. أو كلّما استوقفني كاتب أو قارئ شاب ليؤكّد لي سعادته بأنه عثر على نسخة من هذه المجموعة أو تلك في إحدى أكشاك الكتب القديمة. ولولا خشيتي من عتب الأصدقاء والصديقات، لعدّدت أسماءَهم التي لن أنساها ولأوردت أقوالهم التي قد يُعدّ بعضها ضربًا من ضروب البوح الشخصي الذي لا يحسن إفشاؤه".
وأما بخصوص مسوّغات اكتفائه بنشر خمسة عشر مقالاً نقديًا من أصل حوالي خمسين مقالاً نشرت عن "نقوش البياض" و"ليالي شهريار" فيقول: "وقد اخترت منها خمس عشرة مقالة وأثبتّها في هذه الطبعة، لتكون مرآة ممثلة لإيقاع النقد والتلقّي الثقافي قبل عشرين عامًا، ووثيقة مفيدة للباحثين والدّارسين والنقّاد الجدد. وسوف يلاحظ القارئ المنصف الرّصين أن هذه المقالات قد اختيرت لأنها تشتمل على وجهات نظر وأطروحات متماسكة ومتنوّعة، رغم أن بعضها انطوى على انتقادات لاذعة. ولست بحاجة للقول بأنني قد استبعدت ما يقرب من خمس وثلاثين مقالة لأنها جاءَت مثقلة بالثّناء الفاقع أو بالوصف أو بالتلخيص أو بالتفسير أو بالمتابعة الإخبارية الصحفيّة التي لا طائل تحتها".
الناشر الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش اختار أن يوشّح الغلاف الخلفي لكتاب "لذّة السّرد" بالمقطع الأول من قصة "ليالي شهريار" على هذا النحو: "أنا شهريار.. وقد حدث هذا قبل أن ينصبني الناس مليكًا في الحكاية بزمن طويل؛ ما إن بلغت الثامنة عشرة، حتى أهاجت خاطري حكايا العيّارين والشطّار، فعزمت على السفر إلى دار السلام، وقد نفضت رغبتي هذه إلى أمي، فلم تشأ مخالفتي رغم حبّها لي وتعلّقها بي، فهيّأت لي حاجتي ودعت لي، ثم إني سرت أيامًا بلياليها، حتى إذا صرت على مشارف بغداد، أحاطت بي كوكبة احتملتني إلى مقدّم الجند، وإذا بي بين ليلة وضحاها، حارسًا من حراس مولانا الخليفة، أعز الله ملْكه وأيّده بنصر من عنده، فما دريت أأفرح لهذا العارض أم أحزن، إذ هو جعلني بعيدًا عن مبتغاي كلّ البعد، وأقرب إليه من حبل الوريد، وظلّ هذا دأبي حتى قضى الله فيَّ أمرًا كان مفعولاً، مما ستعلمونه من خبري، فالحمد لله الذي بيده الملْك، وهو على كل شيء قدير".
واختار المؤلّف أن يهدي كتابه إلى الشاعر "صلاح أبو لاوي الذي ما زال يعتقد بأنني قاص موهوب"! وأردفه بمقتطفات تسلّط الضوء على تجربته القصصيّة من منظور عدد من النقاد:
الناقد ياسين النصير: "البناء الفني عند غسّان عبدالخالق، يعتمد الرؤية التشيخوفية، لأنه يغلِّب الأنا على البنية، فتصبح ابتداءات قصصه ونهاياتها مرتبطة به فقط".
الناقد حسّان أبو غنيمة: "إن حداثية اللغة السينمائية التي تعبّر عنها أفلام رينيه وغودار وانتونيوني وآلان روب غرييه، تظهر بوضوح في قصص غسّان عبدالخالق؛ فإيقاعه القصصي وبنيته السرديّة تنتميان إلى الحداثة بحقيقة مفهومها، لا بالتجريب المضلِّل وغير المفهوم".
الناقد تيسير مشارقة: "غسّان عبدالخالق في مجموعته القصصية الأولى نقوش البياض، لم يخرج كثيرًا عن ميثاق لوغون الأوتوبيوغرافي، وكان جريئًا ومغامرًا بالإفصاح عن طفولته ومخزون ذاكرة الصّبا".
الناقد محمد المشايخ: "قصص غسّان عبدالخالق، مواكبة لنوع محدّد من القصص الذي بدأ يظهر في الأردن بعد النصف الثاني من الثمانينات، على يدي محمد طمليه وطلعت شناعة وغيرهما، هذا مع التأكيد على أن لكل منهم تميزه وتفرّده في الأسلوب، ولأن الموضوعات الملقاة على قارعة الطريق مشتركة كما قال الجاحظ، فإن اللمسات الطفوليّة والأجواء المدرسيّة وظروف التشرّد والفقر والحرمان والدغدغات العاطفيّة، تكاد تكون موجودة عندهم جميعًا".
الناقد زياد أبو لبن: "اكتفى غسّان عبدالخالق في ليالي شهريار بالقصة الإطارية، وأحال سائر القصص المروية داخل هذا الإطار السردي، إلى مرجعية القارئ التراثية".
الناقد عبدالله رضوان: "مع أن معظم قصص ليالي شهريار تحاول أن تمتد لتغطّي فترة طويلة زمنيًا، إلاّ أن قدرة القاص على إيجاد تناغم بين الزمن الفني والوقائعي ظلّت قائمة. إن هذا الإتقان في التعامل مع الزمن الفني وترابطه مع الزمن في حركته الواقعية يؤكّد قدرة القاص على التعامل مع تقنيات فنّه".
يذكر أن لغسان عبدالخالق، الذي يشغل منصبي عميد كلية الآداب والفنون بجامعة فيلادلفيا الأردنية ورئيس جمعية النقاد الأردنيين، خمسة عشر كتابًا في حقول النقد والفكر أبرزها: "الزمان والمكان والنص" و"مفهوم الأدب في الخطاب الخلدوني" و"الأخلاق في النقد العربي" و"الدولة والمذهب" و"الموروث والنهضة والحداثة" و"الغاية والأسلوب" و"تأويل الكلام" و"الأعرابي التائه" و"الرمز والدلالة" و"الصوت والصدى"، وقد أصدر مؤخرًا الجزء الأول من سيرته الذاتية بعنوان "بعض ما أذكره".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.